عربيات ودوليات

بوريل يشدّد على ضرورة تنظيم قوة تدخل عسكري لمواجهة الأزمات المقبلة

حذّر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أول أمس السبت، من «المأساة» التي تحدث في أفغانستان، داعياً الأوروبيين إلى تجهيز أنفسهم بقدرة تدخل عسكري لمواجهة الأزمات المقبلة.

وقال بوريل: «يريدون إجلاء 60 ألف شخص في الفترة الممتدة من الآن إلى نهاية الشهر الحالي. الأمر مستحيل حسابياً».

وطلب العديد من الدول الأعضاء حلف شمال الأطلسي من الأميركيين، يوم الجمعة، إرجاء عملية خروجهم النهائي من البلاد.

وأضاف بوريل: «المشكلة هي الوصول إلى المطار»، موضحاً أنّ «إجراءات المراقبة والأمن التي يفرضها الأميركيون مشدّدة جداً»، معتبراً أنّ هذه التدابير «تعرقل مرور موظفينا».

وتضم البعثة الوحيدة للاتحاد الأوروبي في كابول حوالى 400 موظف أفغاني وعائلاتهم. وهو وعد بإجلائهم، لكن 150 منهم فقط وصلوا إلى إسبانيا حتى الآن.

وتابع: «يوجد في كابول مطاران، والمطار المدني يخضع لسيطرة طالبان ولا يتم تسيير أي رحلات جوية منه. الأميركيون يسيطرون على المطار العسكري ويصعد إلى الطائرات الأشخاص الموجودون على المدرج».

وأكد بوريل أنه «إذا غادر الأميركيون، في 31 آب، لن يكون لدى الأوروبيين القدرة العسكرية للسيطرة على المطار العسكري وتأمينه وستسيطر طالبان عليه».

ويرى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي أنه من الضروري التحدث إلى «طالبان»، مضيفاً أن «الجميع يحاولون عقد اتفاقات مع طالبان. لدينا اتصالات مع طالبان لكن ليس مع القادة»، ومشدداً على أن «الحوار معهم لا يعني الاعتراف» بنظامهم.

وحذّر بوريل من أنه «سيكون من المستحيل إخراج جميع الأفغان الذين يحتاجون إلى الحماية من كابول. إنه أمر مستحيل ولا يمكن تصوره. هناك أولويات. نريد إخراج مواطنينا والمتعاونين الأفغان».

وأكد أن «ما يحدث في أفغانستان مأساة»، متسائلاً: «لمَ حصلت الأمور على هذا النحو؟».

وتابع بوريل: «أشعر بأسف كبير للطريقة التي سارت من خلالها الأمور. لكنّ لم يسأل أحد الأوروبيين عن رأيهم».

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي إنه «ستطرح بعض الدول تساؤلات عن الحليف الأميركي الذي لم يعد، كما قال جو بايدن، يريد خوض حروب الآخرين».

وأضاف: «ليس هناك بديل للأوروبيين. يجب أن ننظم أنفسنا لمواجهة العالم كما هو وليس كما نحلم به».

واقترح «تزويد الاتحاد الأوروبي بقوة دخول أولى قوامها 50 ألف جندي، قادرة على العمل في ظروف مثل تلك التي نعيشها في أفغانستان». وتجري مناقشة المشروع بين وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي.

وكان رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، أطلق دعوة في هذا الاتجاه، أول أمس السبت، في رسالة عبر «تويتر».

وأضاف بوريل أن «أوروبا لا تتحرك إلا عند الأزمات. قد توقظها أفغانستان. حان الوقت لتزويدها بقوة عسكرية قادرة على القتال إذا لزم الأمر».

وأما بشأن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي و»طالبان»، التي باتت تسيطر الآن على القسم الأكبر من أفغانستان، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إنه لو كانت جرت «اتصالات عملانية» معها على الأرض من أجل «إنقاذ أرواح»، فإنه ليس هناك «أي حوار سياسي» مع هذه الحركة، وبالتالي ليس هناك «أي اعتراف بطالبان».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى