عربيات ودوليات

جونسون يدعو قادة مجموعة السبع إلى محادثات عاجلة حول أفغانستان وطوني بلير يعتبر الانسحاب حماقة

دعا رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قادة مجموعة الدول السبع لعقد محادثات عاجلة، يوم الثلاثاء المقبل، لمناقشة الوضع في أفغانستان، مشدداً على «أهمية التكاتف الدولي لضمان عمليات إجلاء آمنة من هناك».

وكتب جونسون عبر «تويتر»، أمس: «سأدعو قادة مجموعة الدول السبع يوم الثلاثاء إلى إجراء محادثات عاجلة حول الوضع في أفغانستان».

كما أكد «ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لضمان عمليات إجلاء آمنة ومنع حدوث أزمة إنسانية للشعب الأفغاني».

وكان قد أعلن البيت الأبيض، يوم الثلاثاء الماضي، أن «الرئيس الأميركي جو بايدن تباحث مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بشأن الوضع في أفغانستان واتفق وإياه على تنظيم قمة افتراضية لمجموعة الدول السبع الكبار حول هذا الملف الأسبوع المقبل».

وكشف بيان نشره المكتب الصحافي التابع للبيت الأبيض، عن أن «الرئيسين ناقشا الوضع في أفغانستان واتفقا على عقد اجتماع افتراضي لرؤساء مجموعة السبع الأسبوع المقبل لمناقشة وضع استراتيجية ونهج مشتركين، بما في ذلك السبل التي يمكن للمجتمع الدولي من خلالها تقديم المزيد من المساعدة الإنسانية والدعم للاجئين وغيرهم من الأفغان المعرضين للخطر».

وحرص رئيس الوزراء البريطاني، والذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية لمجموعة السبع (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا) على دعوة تلك الدول إلى عقد قمة لهذه المجموعة لبحث الوضع في أفغانستان بعد سقوطها في أيدي طالبان.

وتعد هذه المحادثات الأولى التي يجريها بايدن مع رئيس أجنبي منذ سقوط كابول في أيدي حركة طالبان بعد عشرين عاماً من التدخل العسكري الذي قادته الولايات المتحدة على رأس تحالف دولي لعبت فيه المملكة المتحدة دوراً محورياً.

من جهته، انتقد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير الرئيس الأميركي جو بايدن إثر قراره الانسحاب من أفغانستان، ما سمح لحركة «طالبان» بتولي السلطة هناك.

وقال بلير، الذي قاد بريطانيا إلى الحرب في أفغانستان إلى جانب الولايات المتحدة في عام 2001، في مقال نشر أول أمس السبت على الموقع الإلكتروني لمعهد التغيير العالمي التابع له، إن «الانسحاب العسكري تم امتثالاً لشعار سياسي أحمق بشأن إنهاء الحروب الأبدية».

وأضاف بلير أن «قرار الانسحاب من أفغانستان بهذه الطريقة لم يكن مدفوعاً باستراتيجية كبرى بل مدفوعاً بالسياسة».

وكسر بلير صمته وسط تفاقم الفوضى في مطار كابول، وفي الوقت الذي أصدرت فيه الولايات المتحدة تحذيراً أمنياً يوم السبت، حيث حثت مواطنيها على تجنب المطار.

فيما هدد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك ساليفان، حركة «طالبان» المتشددة برد سريع قوي في حال منعها مواطني الولايات المتحدة من مغادرة أفغانستان.

وقال ساليفان، في حديث لقناة «NBC News» نشر أمس: «أكدنا لهم بوضوح أننا سنرد بشكل سريع وقوي في حال منعهم مواطنينا من مغادرة البلاد، أو محاولتهم تقويض عمليات إجلائنا، أو التدخل فيها».

كما أشار ساليفان إلى أن «القيادة العسكرية للولايات المتحدة لا تعتقد حاليا أنها بحاجة إلى زيادة القوات الأميركية على الأرض في افغانستان، وخاصة في مطار كابل، لكن الرئيس، جو بايدن، يتأكد من هذه المسألة كل يوم».

وتقترب الولايات المتحدة من انتهاء عملية سحب قواتها من أفغانستان التي غزتها قبل 20 عاماً بذريعة مكافحة تنظيم «القاعدة» في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001، تزامناً مع تنفيذ إدارة بايدن رحلات جوية من مطار كابل لإجلاء الرعايا الأميركان والأوروبيين، والأفغان الذين تعاونوا مع واشنطن وحلفائها خلال السنوات الماضية.

وفي وقت سابق، رفض الرئيس الأميركي، الانتقادات لطريقة معالجته للانسحاب الأميركي من أفغانستان الذي شابته الفوضى.

من جهته، أقر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بأن «انهيار الحكومة الأفغانية السريع أصبح مفاجأة للجميع»، مؤكداً أن «البنتاغون يبحث عن سبل إبداعية لإجلاء الناس من البلاد في هذه الظروف المعقدة».

وقال أوستن أمس، في حوار مع شبكة ABC الأميركية: «كانت هناك تطورات سريعة جداً.. حصل كل شيء خلال نحو 11 يوماً. لم يتوقع أحد انهيار الحكومة خلال 11 يوماً».

وأشار وزير الدفاع الأميركي إلى تضارب التقييمات الأولية للاستخبارات الأميركية بشأن الفترة التي ستتمكن خلالها الحكومة الأفغانية من الصمود أمام «طالبان» بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة من البلاد، موضحاً أن «هذه التقييمات كانت تتراوح بين عام أو اثنين وبين عدة أشهر».

وأشار أوستن إلى أن «القوات الحكومية في كثير من الحالات فضلت الاستسلام إلى طالبان بدلاً عن مجابهتها»، قائلاً إن «التنبؤ بالتطورات اللاحقة بدقة كان صعباً للغاية في هذه الظروف».

وقال إن «قوات الحكومة الأفغانية خلال السنوات الـ20 الماضية كانت تتلقى أفضل تدريب وأحدث معدات، غير أنه من الصعب تقييم الإرادة للقتال».

ودافع الوزير عن قرار الرئيس جو بايدن سحب القوات الأميركية من أفغانستان، مشيراً إلى أن «إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب هي التي أبرمت مع طالبان اتفاقاً يقضي بسحب قوات الولايات المتحدة بالكامل بحلول أول أيار الماضي».

وتابع: «واجهنا وضعاً لم تكن فيه خيارات جيدة، وكل الخيارات كانت صعبة، وكما هو معروف تبنى (بايدن) قراره بناء على تحاليل مفصلة».

ولفت الوزير إلى أن «طالبان تمنح المواطنين الأميركيين الوصول الآمن وغير المقيد إلى مطار كابل الذي تجري منه عمليات الإجلاء تحت إشراف العسكريين الأميركيين»، غير أنه اضطر لاحقاً، تحت ضغوط المذيعة، إلى الاعتراف بأن «السلطات الأميركية على دراية بشأن حوادث يمنع فيها المسلحون الأميركيين من الذهاب إلى المطار».

وقال أوستن إن «الحكومة الأميركية تبحث هذه الحوادث مع الحركة لتسوية المشاكل القائمة».

وذكر الوزير أن «عمليات الإجلاء التي تطال آلاف الأشخاص في ظل جائحة كورونا ستصبح من أكثر العمليات تعقيداً من نوعها في التاريخ»، متعهداً بأن البنتاغون سيفعل «كل ما بوسعه من أجل إجلاء كل مواطن أميركي يرغب في المغادرة».

وتابع أن «الولايات المتحدة تستمر في دراسة طرق إبداعية للتواصل مع الرعايا الأميركيين في أفغانستان ومساعدتهم في الوصول إلى مطار كابل»، وأضاف لاحقاً أن «هذا الأمر يخص أيضا غير الأميركيين الذين تطالهم برامج الإجلاء والأفغان طالبي تأشيرة الهجرة الأميركية الخاصة».

وفي غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وحلفاءها أجلوا من كابل خلال الساعات الـ24 الماضية قرابة ثمانية آلاف شخص، ليبلغ إجمالي عدد الذين تم إجلاؤهم من البلاد منذ أواخر تموز نحو 30 ألف شخص.

وأكد مسؤول في حلف الناتو أمس، «أن 20 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم في مطار كابل ومحيطه خلال الأيام السبعة الماضية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى