الوطن

الجيش السوري يكثّف تعزيزاته في محيط درعا ويفتح ممرّ «السرايا» لتأمين خروج الأهالي..

عرنوس يتابع مع سبحاني الاتفاقيات ومشاريع التعاون المشتركة بين سورية وإيران

بحث رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس أمس مع السفير الإيراني بدمشق مهدي سبحاني والوفد المرافق له الخطوات التي تمّ اتخاذها على صعيد تنفيذ الاتفاقيات ومشاريع التعاون المشتركة بين البلدين والمراحل التي وصلت إليها وسبل تطويرها.

وأكد الجانبان، خلال اللقاء، على أهمية تعزيز صيغ التعاون والعمل المشترك في قطاعات الصناعة والطاقة والاستثمار والتجارة والموانئ والنقل والاتصالات والزراعة والصناعات الدوائية وغيرها من قضايا التعاون المشترك وتذليل المعوقات التي تعترض تنفيذ المشروعات المشتركة والإسراع بإنجازها بما يُسهم في مواجهة الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على البلدين والشعبين الصديقين.

كما تطرّق الحديث إلى المشروعات المشتركة قيد الإنجاز والتي تسهم في زيادة الإنتاج وتأمين مختلف السلع والمواد الأساسية التي تحتاجها السوق السورية كذلك إعادة تأهيل عدد من المصانع والمعامل.

وأشار عرنوس إلى أهمية زيادة مشاريع التعاون الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين الصديقين على الصعد كافة واستعداد الحكومة لتقديم كل التسهيلات لإنجاز المشروعات الحيوية والتنموية المشتركة بما يُسهم في تأمين المزيد من فرص العمل ويحقق التنمية الاقتصادية في سورية.

من جهته، أكد السفير الإيراني استمرار بلاده بتقديم الدعم للشعب السوري في مواجهة العقوبات الظالمة المفروضة عليه وفي مرحلة إعادة الإعمار، مشيراً إلى أهمية بذل كل الجهود للارتقاء بالعلاقات والتعاون الثنائي والمضي قدماً لتنفيذ المشروعات المشتركة التي تعود بالفائدة على البلدين الصديقين.

ميدانياً، كثّفت وحدات الجيش السوري من تواجدها في محيط مدينة درعا، وسط استقدام العديد من التعزيزات العسكرية، بالوقت الذي لم تبصر فيه المفاوضات حول درعا لليوم السابع على التوالي أي بارقة أمل.

من جهتها، أكدت مصادر مطلعة في مدينة درعا لصحيفة «الوطن» السورية، مواصلة المسلحين في منطقة «درعا البلد» رفضهم لجهود التسوية، وأنّ الدولة لا تزال على سياسة «الصبر الاستراتيجي»، وعلى قرارها بفرض كامل سيادتها على محافظة درعا.

وقالت المصادر: «حتى الآن لا توجد نتيجة، وتمّ إعطاء مهلة (للمسلحين) من أجل خروج المدنيين، وما زلنا نأمل في التوصل إلى تسوية في أقرب وقت ممكن».

وبعد أن لفتت المصادر إلى وصول تعزيزات جديدة للجيش إلى المحافظة وإلى مدينة درعا، قالت: «هناك مناطق في درعا يوجد فيها مسلحون، ووضعها مشابه لمنطقة درعا البلد، وإن حصل اتفاق في درعا البلد سيسري على تلك المناطق».

وأوضحت المصادر أنّ مسلحي درعا البلد لا يزالون يرفضون بنود التسوية، وتوجد خلافات بين بعضهم بعضا، ومن كان يتحدث باسمهم يخوّنوه، وأضافت «أي شخص يتحدث بعبارة تتضمّن وطنية يخونوه».

من جهته، قال: «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنّ أهالي درعا واللجان المركزية في حوران، يرون أنّ «خارطة الطريق» أو (المصالحة) لا تتضمن أي بند لصالح الأهالي، إضافة إلى وجود بنود مجحفة إلى درجة الإذلال لأهالي درعا تضمنتها الخارطة.

وقال نشطاء إنّ مدينة درعا تشهد تدهوراً في الحالة الإنسانية، وسط نقص بالخبز والمواد الغذائية، ومياه الشرب والأدوية والمحروقات، فيما لا يزال معبر السرايا مغلقًا حتى الآن.

ومع وصول التعزيزات العسكرية الجديدة للجيش إلى مدينة درعا، بدأت وحدات منه تكثيف الحماية على الأتوستراد الدولي درعا- معبر نصيب الحدودي «لحمايته من اعتداءات المجموعات الإرهابية، بالوقت الذي فتح الجيش فيه ممرّ السرايا لتأمين خروج الأهالي من مناطق سيطرة الإرهابيين في درعا البلد والمخيم»، وفق ما ذكرت وكالة «سانا».

وذكرت الوكالة أنّ «محافظة درعا وبالتعاون مع عدة جهات بدأت تجهيز مركز إيواء جديد في المدينة لاستقبال المواطنين الراغبين بالخروج من مناطق وجود المجموعات الإرهابية في درعا البلد وطريق السد والمخيم، عبر ممرّ السرايا الذي أعلن الجيش السوري فتحه أمام من يرغب من سكان تلك الأحياء بالمغادرة».

وبعد إفشال المجموعات الإرهابية جهود التسوية ورفضها تسليم السلاح استقدمت وحدات الجيش السوري تعزيزات على مدار اليومين إلى مدينة درعا من أجل «وضع حدّ لاعتداءات المسلحين وترسيخ الأمن والاستقرار في أرجاء المحافظة كافة».

وفي سياق متصل، قام الاحتلال الأميركي في سورية بعملية إنزال جوي في بلدة جديد عكيدات، بريف دير الزور الشرقي، الأحد، اختطفت على إثرها عدداً من المدنيين.

ونقلت «سانا» للأنباء، عن مصادر محلية، أنّ «طائرات الاحتلال الأميركي نفذت خلال الساعات الماضية، عملية إنزال جوي في بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور، واختطفت خلال مداهمتها البلدة عدداً من المدنيين، واقتادتهم إلى جهة مجهولة».

وأشارت الوكالة إلى أنّ «قوة مشاة تابعة للاحتلال الأميركي» قامت، في الرابع عشر من الشهر الجاري، بعملية إنزال جوي عبر أربع طائرات في قرية محيميدة بريف دير الزور الغربي، واختطفت مدنياً، واقتادته إلى جهة مجهولة، بعدما أقدمت القوة الأميركية نفسها على تدمير منزله بالكامل.

ويشار إلى أنه اندلعت اشتباكات عنيفة بين أبناء القبائل العربية والميلشيات الموالية للجيش الأميركي بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية، الشهر الماضي، على التوازي مع قيام قوات من التحالف الأميركي باقتحام أحد معاقل قبيلة العكيدات العربية في المنطقة.

وقالت مصادر محلية في ريف دير الزور، إنّ «الاشتباكات بدأت بعد هجوم مسلح شنته فصائل شعبية من أبناء قبيلة «العكيدات العربية» والعشائر الأخرى على مواقع التنظيم الموالي للجيش الأميركي في بلدة ذيبان، ردا على قيام مجموعة مسلحة من التنظيم باقتحام البلدة وقتل رجل وابنه من أبناء القبيلة».

إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي أنّ طائرة مقاتلة تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أسقطت طائرة مسيرة في شرق سورية السبت بعد اعتبارها تهديداً.

وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل بالجيش الأميركي واين ماروتو «نجحت طائرة التحالف في الاشتباك مع طائرة مسيرة وإسقاطها… بالقرب من قاعدة القرية الخضراء».

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الشهر الماضي إنها تشعر بقلق عميق من شن هجمات على أفراد أميركيين في سورية والعراق بعد استهداف دبلوماسيين وقوات أميركية في ثلاث هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة أسفرت عن إصابة جنديين أميركيين.

وكانت كلّ من قاعدتي حقل العمر وحقل كونيكو في ريف ديرالزور الشرقي تعرضت لـ 6 استهدافات متتالية بصواريخ وقذائف هاون مخلفة أضرار مادية.

وكانت مصادر ميدانية قد أكّدت، في وقت سابق، أنّ عمليات الاستهداف تهدف لإحداث توتر في صفوف قوات التحالف الدولي للتأكيد على حقّ السوريين في المقاومة الشعبية ضد قوات تتواجد بصورة غير شرعية على الأراضي السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى