أخيرة

لعبة الاعتذار والتأليف

} يكتبها الياس عشّي

في كثير من الأحيان تجد نفسك ملزماً في المقارنة بين حكّام الأمس وحكّام اليوم، فتعود بك الذاكرة إلى الخليفة هارون الرشيد الذي، في بعض من معاركه، ألحّ عليه الثلج، فقال واحد من مرافقيه:

ـ أما ترى يا أمير المؤمنين ما نحن عليه من الجهد والبرد، فيما الرعيّة وادعة نائمة؟

فقال الرشيد:

ـ اسكت… فللرعيّة المنامُ، وعلينا القيام. ولا بدّ للراعي من حراسة الرعيّة، وتحمّل الأذى.

اليوم ماذا يجري؟ الحكّام نيام، والشعب قيام: «يقوم» الواحد من هذا الشعب منذ الصباح ليستجدي ربطة خبز أو وقوداً أو دواءً، و»يقوم» قبل صياح الديك هرباً من العتمة والرطوبة والحرارة. و»يقوم» ليضيف يوماً آخر من المعاناة، فيما لعبة «التأليف أو الاعتذار» وهوامشهما الضيقة، ما زالت سيد الموقف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى