عربيات ودوليات

بوتين يؤكد عدم جر القوات الروسية إلى أفغانستان.. لافروف: لا نريد عسكريين أميركيين في آسيا الوسطى

أكد الرئيــس الروسي، فلاديمــير بوتــين، أن «موســكو تتابع من كثب تطورات الأوضاع فــي أفغانــستان لكنــها لا تنــوي الانجرار إلــى نــزاع الجمــيع ضد الجميع».

وقال بوتين، خلال مؤتمر لحزب «روسيا الموحدة» أمس، إن»النزاع في أفغانستان يستمر منذ عدة عقود»، مضيفاً: «كان للاتحاد السوفيــيتي خبرة للوجود في هذه البلاد. ونحن تعلمــنا الدروس الضرورية».

وتابع بوتين: «تعرفون أن أفغانستان تمر اليوم بأوضاع صعبة ومقلقة. نتابع من كثب هذه التطورات من خلال التعاون المكثف مع شركائنا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا».

وقال الرئيس الروسي: «بالطبع لا ننوي التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، ولا سيما جر قواتنا المسلحة إلى نزاع الجميع ضد الجميع. وكما يبدو لي هذا هو ما يحدث هناك الآن».

واعتبر بوتين أنّ «بعض الدول ستحاول تصعيد النزاع في أفغانستان لينتشر خارج حدودها وهذا سيمثل تهديداً مباشراً لأمن روسيا».

وبعد إعلان الولايات المتحدة، يوم 30 نيسان، بدء عملية انسحاب القوات الأميركية من أراضي أفغانستان وفقاً لخطة الرئيس، جو بايدن، شنت حركة «طالبان» المتشددة حملة عسكرية واسعة على مواقع قوات الحكومة السابقة في جبهات متعدّدة بالبلاد.

وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت الحركة من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية وفي 15 آب دخل مسلحو “طالبان” إلى العاصمة كابل حيث سيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس، أشرف غني، البلاد ووصل إلى الإمارات، قائلاً إنه قام بذلك لـ”منع وقوع مذبحة”.

وليل 16 آب أعلنت “طالبان”، المكونة بالدرجة الأولى من شعب البشتون، انتهاء الحرب في أفغانستان، مشيرة إلى أنه “ستتم إقامة نظام حكم جديد خلال الأيام القريبة”.

وتزامناً مع ذلك، تنفذ إدارة بايدن رحلات جوية من مطار كابل لإجلاء الرعايا الأميركان والأوروبيين والمواطنين الأفغان الذين تعاونوا مع واشنطن وحلفائها خلال السنوات الماضية.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده “غير مستعدة” لرؤية عسكريين أميركيين ينتشرون في دول آسيا الوسطى بعد انسحابهم من أفغانستان.

وخلال مؤتمر صحافي عقده بعد محادثات أجراها في بودابست مع نظيره الهنغاري بيتر سيارتو، قال لافروف رداً على سؤال حول موقف موسكو من إمكانية انتشار قوات أميركية في دول المنطقة: «لا.. وسوف أوضح لكم السبب بكل صراحة.. أولاً، لدينا مجال أمني مشترك (مع دول آسيا الوسطى)، ولدينا في هذا المجال التزامات معينة، وأعني منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتطلب إجماع الدول المتحالفة حول جميع القضايا المتعلقة بنشر قوات مسلحة أجنبية على أراضيها».

وأوضح لافروف أنّ «السبب الرئيسي لعدم رغبة روســيا في رؤية جنود أميركيين في المنطقة تكمن في تطلع الجيش الأميركي إلى نشر جزء من بنــيته التحتية والأسلحة والأفراد على أراض الدول المجاورة لأفغانستان كي يتمكن من توجيه ضربات إلى الأراضي الأفغانية في المستقبل».

وتابع: «إذا كنتم تتصورون أن دولة ما سواء أكانت تقع في آسيا الوسطى أو في مكان آخر، ترى مصلحتها في أن تصبح هدفا كي يستطيع الأميركيون تلبية مطامحهم، فأنا أشك في أنه شيء يحتاج إليه أحد».

وكانت صحيــفة «وول ســتريت جورنال» أفادت سابــقاً نقــلاً عن مسؤولين رفيعي المستوى في كل من روسيا والولايات المتحدة، بــأنّ «الرئيس الأميركي جو بايجن طلب مــن بوتــين خلال لقائهما في جنيف فــي حزيران الماضي، السماح بنشر قوات أميركــية في دول آسيا الوسطى بعد انسحابها من أفغانستان، لكن الجانب الروسي لم يوافق على ذلك».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى