أخيرة

الطائفية، نظاماً وأمراء وأدوات مسؤولة عن كل ما أصاب لبنان من حروب وويلات

} رندة أحمد عبد الكريم

 منذ عشرات السنين والقوى الطائفية تلعب لعبة التدمير الممنهج للكيان اللبناني المركب طائفياً ومناطقياً. وهذه القوى كانت ولا تزال النقيض للأحزاب النهضوية والمقاومة التي لعبت دورها الوطني والأخلاقي مواجهة وصراعاً مع أعداء الخارج والداخل، للحفاظ على لبنان ودوره وموقعه.

الطائفية، نظاماً وأمراء وأدوات هي المسؤولة عن كل ما أصاب لبنان من حروب وويلات، والطائفية هي داء خبيث، لا بل جائحة، أخطر متحوراتها خطاب الغريزة والكراهيةـ ومنطق الإلغاء ودعوات الفدرلة والغيتوات، وهذا ديدنها ووظيفتها لإعادة لبنان إلى مربع الضعف، حتى لو اقتضى بها التآمر على الاشتراك في حصار اللبنانيين بلقمة عيشهم ومحاولة النيل من كرامتهم.

القوى الطائفية في لبنان، بارعة في الاستغلال والاحتكار والجشع، وفي حرمان الناس من مادتي البنزين والمازوت وتخزينهما في خزاناتهم المتفجرة، وهي بعد كل كارثة تحل بلبنان تفتعل بأكثريتها الساحقة الحروب الواقعية والافتراضية المهدّمة لكل هذا البناء الاجتماعي المتزعزع أصلاً منذ نشأته… وهي في كل مرة تضرب بسيف الطائفية وبعضها يتلطى خلف شعارات مدنية!

 هذه القوى تدعي التغيير والاصلاح الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وتقدم الوعود الوهمية، لكنها في بنيتها وتركيبتها طائفية بامتياز، لا تريد لبنان واحداً موحداً، بل بلداً مفتتاً مقسماً هشاً وضعيفاً.

هي قوى هدّامة، تلعب على وتر الولاءات والانتماءات الزبائنية وتطلق وتشرع فضاء اتهاماتها وتفتح منصاتها ومواقعها للحرب الكلامية الالغائية التي تزيد من توتر الشارع الملتهب بنار الفقر والعوز.

هي قوى خدّاعة، استثمرت في انفجار 4 آب 2020  الذي دمّر مرفأ بيروت وتستثمر في انفجار 15 آب الذي قتل وأحرق العشرات في التليل ـ عكار، وانتقلت من شعاراتها الزائفة بمحاربة الفساد، إلى شعارات الإلغاء والتشجيع على الفوضى وخلق المشاكل والنزاعات الطائفية بين أبناء المنطقة الواحدة. هذه القوى الطائفية تستقوي بدول خارجية لتدعيم موقعها وتعمل بأجندات الخارج، ضد مصالح لبنان واللبنانيين.

ذاكرة اللبنانيين لن تنسى أبداً الويل الذي لحق بلبنان بسبب نظامه الطائفي وبسبب القوى الطائفية التي قتلت الناس على الهوية ولا تتورع عن تدمير البلد بخطابها الغرائزي الفتنوي الهدّام. كما أن الذاكرة العكارية لن تنسى مجزرة حلبا، ولن تنسى مجزرة التليل.

 لبنان في ظل نظامه الطائفي وفي ظل استشراء الطائفية وسطوة قواها على مقدراته، سيبقى في عداد الدول الفاشلة ولادة أزمات ومشكلات، أما طريق الخروج من النفق المظلم فهو القضاء على آفة الطائفية، والاقتداء بأنطون سعاده الذي قال: «لبنان يفنى بالطائفية ويحيا بالأخاء القومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى