حديث الجمعة

صباحات

27-8-2021

صباح القدس لسيد التحرير الأول وسيد التحرير الثاني، يستعد للتحرير الثالث ولا يبالي، فمن طلب المنى وتحقيق الأماني، قدم التضحيات وسهر الليالي، وفيما الجمع ينشغلون بالثرثرة، والاحتكار والزعبرة، ويسترضون السفارة ويتشدقون زوراً بالسيادة، يتقدم السيد الصفوف ويجعل المقاومة شكلاً من العبادة، ويصير إماماً يتبعه المؤمنون بالوطن، الذين أتعبهم الكلام الذي يؤدي للفتن، وأوقنوا أن تصحيح مسار بلادهم وضمان مستقبل أولادهم، يبدأ من مواجهة الاحتلال، فأتقنوا كل فنون القتال، وصاروا في الحرب قدوة ومثالاً، وذاع صيت انتصاراتهم، وخاف العدو من هيهاتهم، وصارت سبابة السيد عنواناً للردع في الحرب، تهابها جيوش الشرق والغرب، فقهروا الجيش الذي لا يقهر، وعلموا الدرس للإرهاب، وحفظوا مقولة الأشتر، وقرأوا عاشوراء في الكتاب، وشحذوا سيوفهم ونظموا صفوفهم، وبذلوا نفوسهم، وحلال فلوسهم، فصاروا مفخرة، وغيرهم صار مسخرة، ولما أراد الأميركي تغيير قواعد حروب السيطرة، واستعمل تدمير الاقتصاد كمسطرة، فكروا وحللوا واكتشفوا سر القرار، وعلاقة الخراب بالاحتكار، والحبل السري بين العميل والسمسار، وعلاقة الخطة الجديدة بالجمعيات الوليدة، تنادي بمكافحة الفساد، وهي خدم عند ذات الأسياد، ورأوا إذلال شعبهم في طوابير الذل أمام المحطات، وحللوا سوق النفط والمحروقات، فعرفوا أنه سر اللعبة، ففيه تختفي القطبة، وهو عصب الاقتصاد، ومصدر الضغط على الليرة، فاستعانوا بصديق لا يخون، وجاء الجواب أن السيد بيمون، وتحركت السفن تكسر الحصار، فقال السيد هذا ليس حلاً بل تخفيف للمعاناة، والحل بتحرير حقول النفط والغاز، وإنهاء لعبة الألغاز، فتأجيل استثمار حقولنا بذريعة انتظار المفاوضات، لعبة خطيرة، وفي مخزونها حماية ودائع الناس والليرة، وتأمين المستلزمات، وإن خافت الشركات، فنحن جاهزون، كما في كل تحرير أن نكون من يحرر، وبعد التحرير نعود للدولة كي تقرر، وكما سلمناها الأرض نسلمها مخزون البحار، بعيداً عن محتل وسمسار، وهكذا رسمت المعادلة، إن أردتم حلولاً عادلة، فليس الحل بصندوق النقد وتجويع الناس تحت شعار القرارات المؤلمة، والنوم في ليال مظلمة، فالغاز في حقولنا والنفط محصولنا، فلماذا نستدين الدولارات لنستورد، بدلاً من الاستخراج، فنترك لصانع الحرب علينا أن يحدد الموعد، ويفرض على الشركات الخراج، ويتوه حكامنا الخائفون في الأحراج، والطريق واضح كما في التحريرين الأول والثاني، انتظار المفاوضات هزيمة، وتمكين للخطط اللئيمة، والمبادرة للمقاومة، تسقط فرص ضياع الحقوق بالمساومة، والفرق في السيادة بين البر والبحر، كالفرق في العبادة بين صلاة الصبح والعصر.

28-8-2021

صباح القدس لقول الحقيقة مهما كانت مكلفة أو مرة، فالمسؤولية تقتضي أن تكون الكلمة حرة، وأن تستخرج الحقائق من بطون الكلمات لأن فيها العبرة، والأهم أن لا يتقصد القول المحاباة، ولا يقبل المجافاة، ولا نية الاسترضاء، أو تسجيل موقف على الخصوم والأعداء، فالحق والحقيقة توأمان، يحمي أحدهما الآخر ويتكاملان، وموضوعنا اليوم كلام عن رجل لا يفيد الوقوف معه، فهو لا حول ولا قوة ولا أحد يسمعه، والمقصود هو الرئيس المستقيل حسان دياب، الذي صارت قضية ملاحقته عنواناً للمتاجرة الطائفية والقضائية والدستورية وفتحت ألف باب، فمن قائل إن ملاحقته عدوان على منصب وطائفة، إلى قائل دعوا القانون يتخذ مجراه، إلى الحديث عن الحصانات وأولوية الخضوع للقضاء، والقضية ليست في طوائف خائفة، ولا في رئيس يتصرف على هواه، ولا في استقلالية القضاء، والسؤال بسيط للجميع، كي لا يموه الحق أو يضيع، كيف تستهدف المناصب والطوائف إذا استثني كل رؤساء الحكومات من الملاحقة ما عداه، وهم قبله مسؤولون، وكيف يكون القضاء ساعياً للحقيقة والعدالة وهو لن يستطيع بسبب التعقيدات القانونية ملاحقة سواه، فلماذا يعلن دياب مجرم الجمهورية، وما هي القطبة المخفية، والقضية ليست بالمثول أمام القاضي بل بالاتهام والجلب والتوقيف، والهدف ليس إحقاق حق بل إذلال وتخويف، وإلا إن كانت التهمة بالتقصير لتركها القاضي للطريق القصير، وقبل مجلس محاكمة الرؤساء الذي يرفضه عنوة لأن المطلوب رأس دياب، أن يكسر ويهان، ويهزم فيه العنفوان، فقد تجرأ وقال للسفيرة الأميركية إن مصرف لبنان مسؤولية الحكومة اللبنانية كما المصرف الفيدرالي الأميركي مسؤولية الحكومة الأميركية، معتقداً أنه يدعوها ليقوم كل بعمله، فاستحق العقاب، كما قال ذات يوم فيلتمان إن التظاهرات التي توجهت إلى بعبدا كانت لعقاب الرئيس لحود، على تحدي الوزيرة أولبرايت في ترسيم الحدود، ولمن لا يعلم أن الذي منع العقاب يومها أن الرئيس لحود قرر فتح النار على كل من يقترب، وأبلغ البطريرك بتحميله مسؤولية الدماء، وأن ما يراد اليوم مجرد صورة لدياب موقوفاً مكبل اليدين، تسديداً للدين، وكي يكون عبرة لمن يشق عصا الطاعة، والأمر ليس تكهناً أو إشاعة، وإلا لماذا إعلانه وحيداً مجرم الجمهورية، وعشرات الأسماء قبله في القضية، أولهم مسؤول القوات الدولية، المعنية بتفتيش السفن، ورؤساء حكومات تعاقبوا ولم يحاسبوا، واليوم لن يصل القاضي إلا إليه، والباقي محصن، وكلمة الحق يجب أن تقال، تحرراً من الأثقال، لأن كلمة الحق مرهقة، إن بقيت معلقة، ولأنني مررت بتجربة الاستهداف ووقفت وحيداً، أشعر بالمسؤولية عن إشهار الحقيقة، وإلا بقيت كغيري بعيداً، في قضية شعبوية، تلعب على الغرائز، ومن يساير هو الفائز، سواء بالغريزة الطائفية أو بذريعة الشعبوية المدنية ورفع الحصانات واستقلال القضاء، وكلها أكاذيب، يعرفها البعيد والقريب، والمطلوب هو التأديب، سواء عرف القاضي أم لم يعرف، وسواء أحسن دياب أم لم يحسن التصرف – أشهد إني بلغت.

30-8-2021

صباح القدس للنخوة والهمة، في سلوك وزير خارجية إيران، فلم تكد تنتهي في بغداد القمة، حتى حط في دمشق عبد اللهيان، والهدف ليس التأكيد على عمق التحالف، بل الإشارة من جديد إلى مضمون المواقف، فالقمة من دون سورية تفقد القيمة، ومباحثاتها في ملف الإرهاب كما في ملف التعاون والتشبيك وما بعد الإنسحاب عقيمة، فعقدة الجغرافيا وعقدة القضايا هي الشام، ولا يستثنيها قرار اللئام، والعاقل يبحث عن الحلول، والقرارات اللئيمة تبقي صاحبها مشلولاً، فكيف ننسق الحرب على داعش، وكيف تريدون لنا أن نناقش، مستقبل القوات الأميركية والتدخلات التركية، وكيف ننسق نقل الكهرباء والغاز، وما فيها من الغاز، أم أنكم وجدتم نجاحاً كبيراً في قمة الشام الجديد، أخذتم من الشام اسمها وتوهمتم النجاح، فقولوا لنا الإنجاز الوحيد، الذي يشكل المفتاح، فماذا أنجزتم وبماذا نجحتم، عندما اجتمع الأردن ومصر والعراق من دون سورية، وبماذا ستنجح قمة تضم كل هذا الجمع في غير صورة تذكارية، حسناً نقول عبرها إن الأمور عادت طبيعية، فهل هي كذلك، بين إيران وما حولها من إمارات وممالك، فماذا عن حرب اليمن، وماذا عن حرب السفن، وكيف نواجه الإرهاب، وماذا بعد أفغانستان، أليس هذا هو الباب، للتعاون في أمن الإقليم، بعد عشر سنوات، كل ما فيها أليم، فهل تعلمنا، والأمر ليس بالدعوات، بل بمضمون التعليم، مما تألمنا، فقد مات من مات، وتخربت بلدان، ومن لم يمت بالحرب جاع بسبب الحصار، والبعض يريد بالنسيان، أن يواجه الإعصار، ويتجاهل أن المنطقة تغيرت، وأن أميركا لم تعد صانع المستقبل، وأن إسرائيل تحتضر، وأن التطبيع وسياسة القطيع سيزيدان الخراب، ولو كانت هذه السياسات مثمرة لأثمرت، أكانت واشنطن تقبل أم لا تقبل، ومن يقرأ بالمختصر، لا يقف ذليلاً على الأعتاب، ويعلم أن الانسحاب، قدر كل احتلال، وأن ما جرى في أفغانستان قادم لسورية والعراق، وأن التنسيق مطالب بالسعي لتفاهمات تتفادى الشقاق، لا مجرد ابتسامات صفراء تحمل النفاق، فالمطلوب طي صفحات الحروب، وفتح الأسواق، وليس ممكناً شيء منها من دون الشام، فتلك هي الجغرافيا، وتلك هي القضايا، فتفكروا وتدبروا، هل لديكم بديل، وكل بحث من دون سورية مستحيل، فهل لا تزال في جعبتكم خطط لتغييرها، أم سلمتم بأنها رسمت مصيرها، فلماذا تنتظرون من الأميركي الأوامر، وهو كما تعلمون يناور، لا يملك الخطط، ومطار كابول مثال للشطط، فلا تربطوا مصيركم بما يقول، وإلا أصابكم ما أصاب المنتظرين في كابول، وبكل حال سورية لن تنتظر، وقد قررت أن تنتصر، وتفتح أبوابها لمن قرر التراجع عن خيارات بائسة، وتخلى عن الأوهام اليائسة، وتأقلم مع الواقع، وقرر أن يراجع، ما مضى من أوهام، أما الذين يربطون قرارهم بأوامر الأميركان، فلينتظروا، ففي النهاية كما في أفغانستان مصيرهم أن يخسروا، والقافلة تسير، ترسم الخارطة الجديدة، والطريق قصير، ونقطة الوصول ليست بعيدة.

31-8-2021

صباح القدس للإمام وقد جعل القدس قضية الحرب والسلام، وقدم نموذجاً جديداً للإمام والإسلام، فقد كان مسكوناً بالقلق كما كان يعيش اليقين، قلق العاشقين ويقين المؤمنين، قلق القدرة على الإنجاز ويقين الإيمان بالإعجاز، قلق الوفاء ويقين الرجاء، لسنوات بقي الإمام مبشراً بالثورة، داعياً للمقاومة، لا يعرف النوم، مدمن الصوم، يجوب البلاد شرقاً وغرباً، يزرعها سلاماً وحباً، ينام على بلاط مسجد، أو على مقعد سيارة، مؤنته قنينة ماء وسيكارة، كما عرفته الكنائس أمير المنابر، عرفته الساحات القائد الثائر، نقيضاً للعصبية، داعية للدولة المدنية، محذراً من سقوط الهيكل على رؤوس الجميع، ما دام النهب نظامنا وما دام الحق يضيع، أصلحوا قبل أن تجدوا حجارة قصوركم في البحر، كانت صرخته للحاكمين، وكونوا كموج البحر لا يهدأ نداؤه للحالمين، وكثيرون يتذكرون منه اليوم مشهد زعيم طائفة صاعدة، لكن من عرفه عرف أنه نقيض الطبقة السائدة، وأنه أراد ثورة لا طائفية جمع لها نخب الطوائف، وقد كان سيد المائدة، عندما يجتمع المثقف والفيلسوف والعارف، محاور من الطراز المبارز وحججه كأسوار عكا، منطق سلس هادئ كنسيم بحر صور، مكافح لا يتعب، لا يزعجه خلاف ولا انتقاد، تعرفه شكا وتعرفه بيصور، لا يعاتب ولا يعتب، هاجسه رضا الله في أحوال العباد، لا تهمه كثرة المال، ولا جمع السلاح والرجال، وحده رفض الانجرار للحرب وقد كان لو أراد سيدها، وكان مطلوباً منه فقط أن يؤيدها، ليصير زعيم الزعماء، لكنه اختار الضمير، ولو كان مشروعاً سياسياً بلا مستقبل، فالقضية عنده لا تصير، بمقياس ما يحقق الربح يقبل، فما يحقق الربح يجب أن يكون بالحلال، والحرام هو كل نقطة دم تسال، ووجهة الدم عنده وحيدة، بوصلتها فلسطين، فهي وجهة حربه الفريدة، ولأجلها أعد المقاومين، قبل وقوع الاحتلال، درب الشباب على القتال، وعندما أعد القسم لمؤيديه في بعلبك وفي صور، قال أقسم ألا أهدأ ما دام هناك محروم واحد في لبنان، ولم يهمه كيف تجري الأمور، ولا كيف يكون شريكاً في نظام الكيان، كان حلماً وكان علماً، ورؤية لغد بعيد، ككل فيلسوف ورسول، لا يخشى السقوط كشهيد، ولا يعنيه أن يكون شريك الوصول، يعنيه أن يلقي الكلمات مرساة مواقف لا تموت، تعشش بين الحارات والبيوت، فكان عاشقاً في الحسين، يفلسف فيه دمع العين، يركض عبر الحواجز لإطلاق مخطوف، لا يعرف التردد والخوف، ينام في كنيسة ليحميها، ويهتم لعائلة مهجرة يفتح مقره ليأويها، أن نستحضره في هذه الأيام لأننا نحتاج التذكر، بأنه قال لنا هذا النظام كافر، ولأنه دعانا كي لا نكفر، أو نسافر، ونؤمن بأن التغيير يكون لحساب المحرومين والفقراء أو لا يكون، وأن تلك وديعة السماء وسنة الكون، وأن فلسطين ستعود، سيدة الوجود، وسورية ستبقى السند، وإيران المدد، والمستقبل للمقاومة، في أول القائمة، وكلما بحثنا عن فهم أمر، نقول قال موسى الصدر، نقرأه كالكتاب، ونحتاجه في الغياب.

1-9-2021

صباح القدس لعبارة انسحاب آخر جنود الاحتلال، والقضية ليست بمن يقدم المثال، ولا بالنقاش حول طالبان ومستقبل أفغانستان، بل بأن الأميركي الذي أذل شعوب الأرض، واحتل بلادها بالطول والعرض، وقال إن ما لا تحله القوة لا يحله إلا المزيد من القوة، يعترف بعد عشرين عاماً، أن ما لم تحله القوة في عام لن تحله بألف عام، وأن أفضل الطرق لتجنب الإرهاب، ليست مزيداً من الاحتلال بل مزيد من الانسحاب، ونحن الذين تمزق أرضنا الاحتلالات ففي الشمال يحتلنا الأتراك وفي الوسط كيان الاغتصاب، وفي الشمال والشرق والجنوب يخوض الأميركي علينا الحرب والإرهاب، نشتاق لسماع واشنطن تعترف بأنها تفقد السيطرة، وأن مقياس الحرب لم يعد كالمسطرة، وأن الفشل يتكرر، وطريق الفشل صار أقصر، فتقرر الخروج بأقل الخسائر، غير آبهة بالحلفاء، فتجنب المخاطر، أهم من مصير العملاء، وتعلن بلسان رئيسها، سقوط الحرب وتسييسها، وتكشف الأرقام في حساب اللئام، أنهم كانوا ينفقون كل يوم على احتلالهم، ما يعادل بناء عشرة مستشفيات، وعشر جامعات، ولم يخطر في بالهم، أن ينفقوا الملايين والمليارات، على تحسين أحوال الشعوب بدلاً من الحروب، لأنهم وحوش وشياطين، لا يقيمون للإنسان حساب، وانظروا كيف تعلق من آمنوا بهم بالدولاب، أثناء إقلاع الطائرة، ولم تهتز لهم خاطرة، فاهتموا لأمر الكلاب، أكثر من هم البشر، ووزيرهم الكذاب، يصرح من قطر، أن حقوق الإنسان، همهم الأول، بينما يروي رئيسهم حقيقة ما حصل، فجنودهم العائدون، بالعشرات ينتحرون، وكل يوم، يصحو من النوم، ثمانية عشر وينتحرون، غير إنفاق ثلاثمائة مليون دولار، وذلك هو سر القرار، وسر الفرار، وبعدما انكشف النفاق، جاء دور الانسحاب من سورية والعراق، وبقوة التكرار، سيتخذون القرار، ويلوذون بالفرار، وتضرب الشعوب مجدداً، والطريق صار محدداً، حيث ينزفون، سينسحبون، بلا استراتيجيات ولا من يحزنون، تلك هي المعادلة، عاجلة أو آجلة، الطريق للمقاومة هي الخلاص، والاحتلال لا يفهم إلا لغة الرصاص، ولا يكتب التاريخ، من دون الصواريخ.

2-9-2021

صباح القدس للسفن الواصلة، والوقائع الحاصلة، فالمناورة الأميركية الإسرائيلية لتأكيد الحضور، في خليج العقبة، اعتراف بتغير الأمور، وبأن المواجهة تدخل المراحل الصعبة، فلم يعد ممكناً احتكار البحار، ولكن يجب إثبات الوجود، فيرتبك الأميركي ويحتار، ويجود بالموجود، ويقول للإسرائيلي تعال إلى زاوية بعيدة، في زمن مرور سفن المقاومة، نعرض قواعد الاشتباك الجديدة، للمساومة، والمعادلة لا تقتربوا منا، فلا نقترب منكم، بعد أن كانت البحر لنا، ولا نشارككم، والحصيلة التي حققتها المقاومة بمعادلة السفن تمدد الردع إلى البحار، وصار التساكن معها قدر لا خيار، كما هي الحال في سورية، وفي جنوب لبنان، وكما هو التقدم النووي في إيران، فمنهج أفغانستان يقوم على التسليم بالمتغيرات، والبحث عن كيفية التأقلم معها بالمبادرات، وفي حالة الدولة المأزومة، كل مبادرة تظهر أنها مهزومة، لكن لا بديل، عن المواجهة، إلا قبول الحضور الهزيل، وبدلاً من حفظ ماء الوجه حفظ الواجهة، أما حلف الخاسرين، الذين توهموا أنهم بالتعلق بدولاب المشروع الأميركي على رغم المخاطرة، فقد قطع الشك باليقين، أن نهايتهم التعلق بدولاب الطائرة، ورمزية المشهد بين السفن القادمة والطائرات الراحلة، أن عرب التطبيع والكيان يواجهون ساعة الحقيقة العاجلة، فالتطبيع لا يشرع الاحتلال، والكيان إلى زوال، على رغم أنف المكابرة، وليس لدى الأميركيين إلا تخيير المستوطنين لاحقاً، عندما يكون الخطر ماحقاً، بين السفر بسفن قادمة أو طائرات راحلة، فتلك هي المعادلة، والأمر الذي يمثل في بلادنا موضوع مساجلة، صار في الغرب حقيقة حاصلة، فقد بدأ النقاش المرير، حول فكرة الاستعمار والمصير، وسقوط الخيار العسكري يعني سقوط كل الخيارات، لإدامة السيطرة على المستعمرات، وقادة الغرب يتساءلون عن مستقبل السيطرة، وقد صارت حروبهم مسخرة، وتكفي الهزيمة أمام طالبان لصرف النظر عن الحرب مع إيران، والتسليم بالفشل بإسقاط لبنان، كطريق لسقوط المقاومة، يعني تسليماً بأن الكيان، يواجه أياماً قاتمة، فكلما تنامت معادلة ردع السلاح، تنامى القلق من اقتراب الساعة، وما من شيء يدعو للارتياح، وقد تحولت القوة التي لا تقهر إلى مجرد إشاعة، وقادة الكيان يقولون إن الأميركي يعد لانسحاب قريب، وكما خرج من كابول سيخرج من «أبو غريب»، وأن الأمر لن يطول حتى يترك الفرات والتنف، ومن رأى مشهد درعا يعرف أن المشروع أصابه التلف، ونصيحة للموهومين أن يحرقوا المراحل، فالهريبة صارت ثلثي المراجل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى