أولى

لماذا الملتقى العربي «متحدون من اجل لبنان المقاوم للحصار والاحتكار والفساد»

 معن بشور

 في إطار الملتقيات العربية والدولية التي يدعو اليها منذ سنوات “المؤتمر العربي العام” لمساندة قضايا الأمة العادلة، ينعقد يوم الجمعة في العاشر من أيلول/ سبتمبر الحالي “الملتقى العربي من أجل لبنان المقاوم ضدّ الحصار والاحتكار والفساد” الذي من المتوقع ان يشارك فيه افتراضياً مئات الشخصيات وقادة مؤتمرات واتحادات وأحزاب ومؤسسات وهيئات شعبية عربية من مختلف أقطار الأمة.

 وكما انعقدت ملتقيات عدّة من أجل كسر الحصار على العراق ورفض الاحتلال ودعم المقاومة، ومن أجل فلسطين ومقاومتها ورفض “صفقة القرن” ومخرجاتها في التطبيع، ومن أجل سورية في وجه الحرب عليها والحصار المفروض باسم “قانون قيصر”، ومن أجل لبنان ومقاومته ورفض الاحتلال والعدوان “الإسرائيلي” وتداعياتهما، ومن أجل مصر وليبيا واليمن وكلّ جرح عربي نازف، وكلّ قضية عادلة، يأتي الملتقى من أجل لبنان دعوة عربية لمساندة لبنان على كسر الحصار الأميركي والغربي وتوابعه والاحتكار الداخلي والفساد المعشش في معظم ثنايا حياته السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية .

 قد يتساءل البعض بحق: ما الفائدة من عقد هذه الملتقيات، ومدى تأثيرها في واقع رسمي عربي متردّ يدير القيّمون عليه ظهرهم لكلّ قضايا الأمة العادلة، حتى لا نقول يتواطئون عليها مع أعدائها الاستعماريين والصهاينة.

 في الإجابة على هذا السؤال يحرص المؤتمر العربي العام على التأكيد على الأمور التالية:

1 ـ انّ هدف الملتقى هو التأكيد على انّ ما يعانيه لبنان ليس أزمة داخلية متمثلة بفساد الحكّام وجشع المحتكرين فحسب، فمثل هذا الواقع موجود في معظم أقطارنا العربية اذا لم يكن في جميعها، بل هو أيضاً نتاج قرار خارجي (أميركي – غربي – “إسرائيلي” مع أدواته الرسمية العربية) لمعاقبة لبنان على انتهاجه سياسة مستقلة عن الإملاءات الاستعمارية، والتزامه بمقاومة المطامع الصهيونية في أرضه ومياهه وثرواته الطبيعية، وهو ما يجعله يشكّل مع سورية والمقاومة الفلسطينية وكافة قوى المقاومة في الأمة والإقليم السدّ الحقيقي في وجه المشاريع الاستعمارية والصهيونية التي لا تخفي مطامعها على مستوى الأمة والإقليم.

2 ـ ينعقد الملتقى ليؤكد تلازم العلاقة بين الحصار الخارجي والاحتكار والفساد الداخلي، فالحصار يسهّل للاحتكار والفساد ان يمارس نهبه للشعب اللبناني، وللمقيمين في لبنان، بهدف تجويعهم وتركيعهم وصولاً الى القبول بالتطبيع والتتبيع مع العدو، تماماً كما يهيّئ الاحتكار والجشع والفساد التربة الخصبة لأهل الحصار كي يخترقوا النسيج الوطني اللبناني وإخضاع البلد العصيّ على مؤامراتهم وإملاءاتهم.

3 ـ ينعقد الملتقى ليدعو شعوب الأمة والإقليم ومعهم أحرار العالم الى التحرك من أجل مساندة لبنان بكافة الوسائل، فيمارسون الضغوط الشعبية على الحكومات المشاركة في الحصار والداعمة للفساد والاحتكار، كما يمارسون الضغوط لملاحقة كلّ ناهب لأموال الشعب ومهرّب لها في كافة المحافل القضائية، المحلية والعربية والإقليمية والدولية.

4 ـ ينعقد الملتقى ليطلق دعوة الى كافة الحكومات العربية والإقليمية والعالمية، المتحررّة نسبياً او كلياً من الخضوع للإملاءات الأميركية والاستعمارية، من اجل مبادرات تسهم في كسر الحصار على لبنان سواء عبر تقديم إرسال سفن مشتقات نفطية او أدوية أو مواد غذائية يتمّ توزيعها على اللبنانيين والاخوة المقيمين فيه والمنكوبين على المستويات كافة.

5 ـ ينعقد الملتقى ليطلق دعوة الى حملة عربية وإقليمية ودولية لإسقاط الحصار على لبنان، ومعه “قانون قيصر” للحصار على سورية، بعد أن أتضح بما لا يقبل الشك عمق التلازم بين الحصار على لبنان وبين “قانون قيصر” ضدّ سورية وكلاهما من مخرجات “صفقة القرن” والتي وان سقط “عراباها” ترامب ونتنياهو، فإنّ بعض بقايا هذه الصفقة ما زال موجوداً في المنطقّة مستفيداً من أجواء التناحر والانقسام والاحتراب الدائرة في بلادنا.

6 ـ ينعقد هذا الملتقى ليطلق دعوة شعبية عربية لكلّ اللبنانيين، مؤكداً أنه يشاركهم في معاناتهم وأوجاعهم كواجب قومي وشرعي وإنساني وأخلاقي تجاه اللبنانيين جميعاً على اختلاف مشاربهم وبيئاتهم ومناطقهم المدعوّوين بدورهم الى تجاوز كلّ خلافاتهم والتمسك بوحدتهم والدفاع عن سيادتهم واستقلالهم عبر معادلة “الشعب والجيش والمقاومة” التي أنجزت تحريراً للأرض وردعاً للعدوان، وصوناً للثروات، وأمناً واستقراراً للوطن.

7 ـ ينعقد هذا الملتقى العربي، بكلّ مكوّناته، ليؤكد على وحدة الأمة حول كلّ جرح من جراحها، وتماسكها القومي في وجه كلّ عدوان يصيب أيّ جزء من أجزائها، ورفض كلّ تدخّل استعماري أو إملاء خارجي يستهدف قرارها وأمنها واقتصادها ووحدة مكوناتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى