أخيرة

لا تطحنوا الوقت بالنسيان لذاتكم …

} د. سلوى شعبان ـ سورية

كلّ منا يسعى ويجتهد ويغامر لينال نصيباً من الحياة… انشغالٌ وهرولةٌ سريعةٌ باتجاه تلبية أساسيات وجوده وأوكسجين استمراريته…

وفي لحظة يرى نفسه أمام السؤال الأوحد؟ ماذا حققت…؟ وماذا أنجزت…؟ والجواب يكاد ينفصل عن واقع الحال. فالتمعّن في التجربة اليومية المعتادة  يضع نظارة الحقيقة على عينيك، لترى البعد عن أحلامك  والغربة عن ذاتك  والهجرة القسرية من روحك… تسعى لترضي تسارع الحياة وتقلباتها ومفاجآتها بأشخاصها المرتبطين بك وبإسمك وسعيك اللامتناهي لهم ولأجلهم، حاملاً حقيبة النسيان المكتوب عليها أحرف اسمك المتهالكة والتي أتعبها الوقت وكادت تُمحى وتغيب… وجرس الإنذار ينبهك فجأة بوجع أو شيخوخة أو تدهور صحي…

قم استيقظ… فالمهلة المعطاة لنا بطاقة ببداية رقم من غير نهاية وتواريخ… لا تنس أنّ ذاتك تريد أن تتلذذ بالحياة وتعشق الصباح وتراقب أفول الشمس لتحيا مع القمر ليالي الأنس وزوادة سهر.. لا تطحن وقتك وتذروه هباء… كلّ ما لدينا رسالة حياة، ضع بصمتك وسعادتك وتفاؤلك  طابعاً لساعي البريد ليعود لك بموعد وجواب قد يكون قريباً…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى