الوطن

الملتقى العربي اختتم أعماله بتوصيات: لدعم لبنان في مقاومته للحصار الخارجي

 اختتم الملتقى العربي «متحدون من أجل لبنان المقاوم للحصار والفساد والاحتكار» الذي دعا إليه المؤتمر العربي العام، أعماله بمشاركة حشد من الشخصيات وقادة مؤتمرات واتحادات وأحزاب ومؤسسات وهيئات شعبية.

وتضمّنت جلسات الملتقى الأربع جلسة افتتاحية ترأسها الأمين العام للمؤتمر القومي العربي مجدي المعصراوي، وتحدّث فيها المنسق العام للمؤتمر العربي العام خالد السفياني (المغرب)، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فيما قدم النائب السابق بشارة مرهج ورقة عمل لمناقشتها.

الجلسة الثانية ترأسها المدير العام لـ»مؤسسة القدس الدولية» ياسين حمّود (فلسطين)، فيما ترأس الجلسة الثالثة الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين، والجلسة الختامية الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح. وقدمت عضو لجنة المتابعة في المؤتمر رحاب مكحل مشروع البيان الختامي.

وأعلن الملتقى في البيان الختامي، بعدما عدّله المشاركون الذين بلغ عدد المتحدثين منهم 75 مشاركاً ومشاركة، وحمل عنوان «الإعلان العربي من أجل لبنان المقاوم للحصار والاحتكار والفساد» أنه تعبيراً عن مكانة لبنان المقاوم في وجدان أبناء أمته، وتقديراً لدوره منصة إشعاع حضاري وثقافي وقلعة مقاومة للاحتلال الصهيوني وكل المشاريع الاستعمارية، التقى المئات من أبناء الأمة من معظم أقطارها، بدعوة من المؤتمر العربي العام الذي يسعى عبر كل مكوناته إلى أن يكون صوتاً معبّرا عن وجدان الأمة في قضاياها العادلة كلها.

وأضاف «لقد خصص المؤتمر هذا الملتقى من أجل لبنان في ظلّ الظروف المعيشية البالغة الصعوبة التي يعيشها الشعب اللبناني، في ظلّ حصار أميركي وغربي جائر، ليعبّر عن مساندته لهذا الشعب العظيم الذي ما تخلّى يوماً عن الانتصار لأبناء أمّته في كل محنة مرّوا بها، وليدرسوا سبل مواجهة هذا الحصار الجائر الهادف إلى تجويع اللبنانيين وتركيعهم وإخضاعهم لإملاءات أعدائه وأعداء الأمّة بأسرها».

ورأى المجتمعون «في دعم لبنان لمواجهة الحصار والاحتكار والفساد واجباً قومياً وإنسانيا تتطلب تأديته عملاً على مستويات عدّة، باعتبار أن هذه المعركة التي يخوضها لبنان لا تنفصل عن كل المعارك التي تواجهها الأمّة وفي القلب منها المواجهة مع المشروع الصهيوني – الاستعماري – الاستيطاني الذي تحمّل اللبنانيون، وما زالوا، شعباً ومقاومة، ركناً رئيسياً من تلك المواجهة، كما أن هذا الحصار ليس بعيداً من رغبة أميركية – صهيونية في ضرب المقاومة كقوة مدافعة عن لبنان ورادعة للعدوان وقلعة من قلاع الأمّة في مواجهة الاخطار التي تهدّدها».

وأكدوا أن «معركة كسر الحصار عن لبنان لا تنفصل عن معركة كسر الحصار عن سورية والعديد من دول الأمّة والإقليم، وأن المستهدف بهذا الحصار ليس لبنان وحده بل العديد من أشقائه العرب. ومن هنا كانت المبادرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في استيراد نفط إيراني لمواجهة أزمة الوقود في لبنان، وما أطلقه من تداعيات تمثّلت في عودة التواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية، وانعقاد اللقاء الوزاري الرباعي في الأردن – مصر، الأردن، سورية، لبنان – خطوة مهمة في طريق كسر الحصار على سورية والجمهورية الإسلامية في إيران، بالإضافة إلى المبادرة العراقية الكريمة بتزويد لبنان المشتقات النفطية، وتأكيداً أن ذلك الحصار كان ولا يزال هو قرار أميركي لا يمكن التراجع عنه إلاّ بقرار من الإدارة الأميركية عبر سفيرتها في بيروت».

Wوشدّدوا على أن «الحصار الذي يتعرض له لبنان لا ينفصل عن حصار قديم ومستمر ضد دول عربية وإسلامية وصديقة».

وأبرز المجتمعون «دوراً تاريخياً لهم وللهيئات التي يمثلون، في مقاومة كل حصار جائر في حق شعبنا في العراق وفلسطين وسورية وليبيا واليمن، وفي العديد من الأقطار الصديقة من إيران وكوريا الشمالية إلى فنزويلا وكوبا، وصولاً إلى روسيا والصين»، مبدين حرصهم على «ربط المعركة ضد الحصار على لبنان، بالمعركة ضد الاحتكار والفساد، ليؤكدوا أن الحصار الخارجي هو الحليف الأقوى لمنظومة الفساد والاحتكار الداخلي، كما أن هذه المنظومة هي التربة الخصبة لتسلّل التدخلات الخارجية بكل أشكالها».

وصدرت عن المجتمعين توصيات، دعت الأمّة والشعوب الشقيقة والصديقة «إلى رفع صوتها بشتى الوسائل في دعم لبنان في مقاومته للحصار الخارجي المرتبط بالمشروع الصهيوني، وبمقاومة الاحتكار والفساد الداخلي وإدراك عمق التربط بينهما حيث الحصار يسهل الاحتكار والفساد، وحيث الاحتكار والفساد يمهدان السبيل للحصار».

ودعت «الحركة الشعبية العربية بكل مكوناتها الحزبية والنقابية والجمعوية الى ممارسة أوسع الضغوط على حكوماتها للقيام بواجبها تجاه لبنان عبر كسر الحصار الجائر عليه، وإسقاط قانون «قيصر» الأميركي الجائر على سورية لتلازم الحصار على البلدين والعمل على إطلاق مبادرات نفطية على غرار سفن النفط الإيرانية، وشحنات الفيول العراقية، ومبادرات نقدية واستثمارية تُخرج الاقتصاد اللبناني من النفق المظلم الذي يمرّ فيه عبر تشكيل هيئات إسناد شعبي للبنان داخل كل قطر وفي المهاجر».

كما دعت «الاتحادات المهنية والنقابية العربية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها، بحسب اختصاصها، في دعم قطاعات الشعب اللبناني»، مشدّدةً على «تسهيل حصول اللبنانيين الذين أغلقت سبل العمل والعيش أمامهم على تأشيرة دخول إلى الأقطار العربية. وإطلاق مبادرات تضامن سياحي شعبي عربي إلى لبنان تأكيداً للتمسك بدوره المعروف بخدماته السياحية والاستشفائية والعلمية والجامعية».

وحثّت على توفير منح دراسية للطلبة اللبنانيين في الجامعات العربية، وتابعت «لقد كان لبنان عموماً، وعاصمته بيروت خصوصاً، مركزاً للمؤتمرات العربية والثقافية والفنية والاقتصادية والسياسية، ويجب أن يبقى كذلك. ما يتطلّب من كل الهيئات والمؤسسات المعنية عقد مؤتمرات طارئة فيه لتحريك حركة السياحة».

ودعت إلى «إطلاق حملات لجمع الأدوية وحليب الأطفال ومتطلبات ذوي الحاجات الخاصة، وتزويدها للجمعيات اللبنانية الموثوقة لتوزيعها بشكل عادل على العائلات اللبنانية المحتاجة» وإلى «التوأمة بين مدن عربية ومدن ومناطق لبنانية».

كما دعت «كل الشخصيات والهيئات العربية ذات التواصل مع شخصيات وهيئات دولية إلى التحرك من أجل دفع هذه الشخصيات والهيئات للضغط على حكوماتها لإنهاء الحصار الجائر على لبنان وملاحقة ناهبي الأموال ومهربيها إلى مصارف تلك البلدان»، مؤكدةً «معاناة الفلسطينيين المقيمين في لبنان، وضرورة قيام وكالة أونروا بكل واجباتها تجاههم على رغم كل الضغوط الأميركية عليها».

ودعت «إلى تشكيل وفود لزيارة لبنان تضامناً معه وتنشيطها للسياحة فيه وإجراء أعضاء الملتقى اتصالات مع المسؤولين في بلادهم للضغط لرفع الحصار عن لبنان وللقيام بمبادرات إغاثية وإنمائية واقتصادية لمساعدته».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى