أخيرة

هذي امّتُنا… فجيئوا بمثلها

 يكتبها الياس عشّي

 للأمة السورية تاريخ حافل في العطاء، فيوم كان العالم القديم يسعى إلى اختراع يجسّد من خلاله قصيدة حبّ أو عَقْدَ بيع، فاجأته أوغاريت باختراعها الأبجديةَ، ويوم كان البحر عصيّاً بشياطينه، غامر السوريون فمخروا لجّته بمركب وشراع، ويوم اقتصرت الحياة المعاشة على الصيد والتقاط الثمار، وصلت سوريةُ تحمل في جعبتها اختراعاً اسمه المحراث، وأهدته للأرض. وضمن هذا المثلّث المتساوي الأضلاع (الحرف – الشراع – المحراث) بدأت قصّة الحضارة.

وعبر التسعة آلاف عام لم تتوقف سورية الطبيعية عن صناعتها للأحداث، ففي شرقها وضع حمورابي أول قانون مدنيّ مكتوب، ووضع چلچامش أول ملحمة في التاريخ، وفي الوسط بيت لحم مهد الخلاص، ودمشق أول عاصمة كما يجمع المؤرّخون، ومنها خرج بولس الرسول ليبشّر بالمسيحية، ومنها خرجت الراية الأموية لترتفع في سماء الأندلس، وفي بيروت تأسّست أوّل أكاديمية حقوقية، وكان ذلك قبل المسيح بسنوات.

هذي هي أمتنا السورية، فجيئوا بمثلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى