حديث الجمعة

حالة حب

يقولون لي إنّك زيرُ نساء، وإن كلَّ اللواتي مررن قبلي تركنَ على شفتيك حُمرةَ خجلهن وأشعلنَ في وسادة اللقاء شموعَ أنوثتهن. يقولون لي أن الكثيرات من قبلي تمدّدن على فراش نظراتك وراقبن القصيدةَ وهي تتفتح عند أوّل اعتراف للقبلة. يقولون، إن جميعَ قصائدِك فُصِّلت على مقاس ضحكاتهن، مشياتهن، فساتينهن، رقصاتهن وتفوح منها عطورٌ من مختلف الماركات.

يقولون إن كلَّ امرأة عبرت مشاعرَك شربت من كأس الحب ذاتها حتى أثملتها المعاني.

ولكن، ما لا يعرفونه يا سيدي أنّه كان عليك أن تتسلّق كل تلك النساء حتى تصل إليّ…

لا أريدك أن تحبّني سرّاً…

أن تحبّني، يعني أن يراني الناسُ في عينيك كلّما قرصَت ضلعَك نبضةُ الشوق، وأن ينبتَ في جلد المسافة بيني وبينك عطرُ لقائنا الأخير.

لا تحبّني سرّاً… كي لا يطيرَ لونُ العشق من عينيك وتجفَّ الغمرةُ في حضن الانتظار، وتتشققَ المواعيد في تربة أزمنتها. قُلها عاليًا قبل أن تختنقَ الأغاني … فالأسرار تتغذى على رائحة الخوف وتأكل من لحمِ الحب كلّما تضوّرت رغبةً ولهفة. قُلها بقلبك، بروحك، بجسدك، بالتفاتتك، بصوتك، بقصيدتك، بلمستك وبكل لغات الموسيقى ومن ثم دع لخاصرتي إكمال الاعتراف بين كفّيك.

ناريمان علوش

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى