الوطن

عرضا في الإليزيه الأوضاع اللبنانية ماكرون: لا مساعدات دولية بلا إصلاحات ميقاتي: سأتعاون مع عون والبرلمان لتنفيذها سريعاً

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «استمرار فرنسا في دعم لبنان الذي يستحق أفضل مما هو عليه الآن»، مشيراً إلى «مواصلة العمل  مع الحكومة الجديدة وفق أجندة محدّدة». وشدّد على «أن المجتمع الدولي لن يقدّم مساعدات إلى لبنان من دون القيام بالإصلاحات»، فيما  أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عزمه على «تنفيذ الإصلاحات الضرورية والأساسية في أسرع وقت، بالتعاون مع حكومتي وبدعم من الرئيس ميشال عون والبرلمان، لاستعادة الثقة وبث نفحة أمل جديدة وتخفيف معاناة الشعب اللبناني».

مواقف ماكرون  وميقاتي جاءت  في لقاء صحافي مشترك عقب اجتماع العمل الذي عقداه في قصر الإليزيه بعد ظهر أمس واستكملاه إلى غداء عمل .

واستهل ماكرون اللقاء الصحافي بالترحيب بميقاتي وقال «بعد انتظار، تمكنتم من تشكيل حكومة مع جدول أعمال يتضمن إصلاحات مُنتظرة منذ زمن طويل وهنا أريد أن أعلن مجدداً علناً تمنياتي لكم بالنجاح  ووضع أنفسنا في خدمة اللبنانيين».

أضاف «أؤكد للشعب اللبناني دعم فرنسا للبنان خلال هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ بها. لقد تبادلنا مع الرئيس ميقاتي أحاديث صريحة للغاية والنظرة إلى المستقبل. منذ انفجار الرابع من آب، توجهت مرتين إلى لبنان وعقدنا مؤتمراً دولياً لدعمه مثلما قمنا بذلك من قبل. كذلك، قدمنا دعماً خاصاً للمدارس والجيش اللبناني، وباريس ستتابع هذا الدعم وستستمر بالعمل مع القوى الحيّة في لبنان ومن هم يضعون أنفسهم في خدمة اللبنانيين بكل إرادة لتجنّب هذه النواقص التي لم تتمكّن الدولة اللبنانية من تقديمها وسنستمر بتجنيد المجتمع الدولي للاستجابة لكل الطلبات والاحتياجات المُلحّة».

واعتبر «أنّ مفاوضات تشكيل الحكومة كانت طويلة جداً وخلال ذلك الوقت كان وضع لبنان يتدهور»، مضيفاً «أنا بالتأكيد وعدت بمُعاقبة أو إدانة المسؤولين عن ذلك التأخير في ولادة الحكومة. اليوم، من خلال حضرتكم والوزراء الذين معكم، هناك فرصة للمضي قدماً على طريق الإصلاحات، وهذا التعهد اتخذتموه أمام الشعب اللبناني وأمامي اليوم، وعلى هذا الأساس نتمنى ونريد أن نساعدكم في النجاح».

ولفت إلى أن «المجتمع الدولي لن يتمكن من مساعدة لبنان قبل اطلاق الإصلاحات على الأقل، وأنا أفكر بالإصلاحات في قطاع الطاقة ومكافحة الفساد وإصلاحات الادارة، وجميعها موجودة في ذهنكم وقد بحثناها معاً. وبالتأكيد أولويتكم ستكون حول موضوع البنى التحية والطاقة والتغذية ودعم الشعب اللبناني والاستجابة إلى الاحتياجات قصيرة الأمد».

وأكد أن «على لبنان أن يُجري المفاوضات الضرورية مع صندوق النقد الدولي، وهذه المباحثات يجب أن تنطلق سريعاً. كذلك، يجب أيضاً التفكير في مكافحة الفساد وأيضاً إضفاء شفافية أكثر للحوكمة لكي تصل المساعدة الدولية مباشرة إلى المواطنين وإلى نتائج حسية».

وتابع «لقد تعهدتم أيضاً الالتزام وفق الجدول الموضوع بإجراء الانتخابات النيابية المقبلة في العام 2022، وينبغي عند ذلك أن يتمكن اللبنانيون من الإعراب عن إرادتهم من خلال انتخابات ديمقراطية. ونحن سنبقى واعين للغاية خلال هذه العملية إلى جانب شركائنا الأوروبيين».

وقال «لنبقى واعين أيضاً، فالطريق ستكون صعبة. ولكن أبعد من هذه المواضيع، نعرف أن الإصلاحات الكبيرة ضرورية في القطاع المصرفي والمالي وأيضاً في قطاع الحوكمة، ونعرف أننا سوياً ندرك صعوبة هذه الأمور وصعوبة هذه الإصلاحات. وكما قلتم الآن، فإنّ هذه الطريق ليست مستحيلة أولاً لأنها منتظرة ويريدها الشعب اللبناني وأيضاً لأنكم تعهدتم والتزمتم بإصرار كبير للوصول إلى ذلك».

وختم «سنفعل ما بوسعنا لكي يقف المجتمع الدولي إلى جانبكم في هذه الطريق، طريق الطموح والإصرار. إنه طموح تتشاركونه مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي وكل القادة السياسيين اللبنانيين».

بدوره أكد  ميقاتي أن «فرنسا ولا تزال الحليف الدائم والثابت للبنان» وقال «خلال لقائنا أكدت للرئيس ماكرون عزمي على تنفيذ الإصلاحات الضرورية والأساسية في أسرع وقت، بالتعاون مع حكومتي وبدعم من الرئيس ميشال عون والبرلمان، لاستعادة الثقة وبثّ نفحة أمل جديدة وتخفيف معاناة الشعب اللبناني. ستكون هذه الإجراءات حاسمة في إنعاش الاقتصاد، في متابعة المفاوضات الواعدة مع صندوق النقد الدولي والبدء بإنهاء الأزمة. وإنني واثق أنه يمكننا الاعتماد على دعم فرنسا في هذه المفاوضات».

وتابع» كذلك اكدت للرئيس ماكرون تصميم الحكومة  على إجراء الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، والتي ستسمح بتجديد الحياة السياسية التي يتوق إليها الشعب اللبناني الذي يعاني على الصعد كافة».

بعد ذلك ودّع الرئيس ماكرون الرئيس ميقاتي الذي غادر قصر الاليزيه ، مختتماً أيضا زيارته إلى فرنسا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى