أخيرة

عمّال النظافة… مهنة لها التقدير والاحترام

} د. سلوى شعبان

مهنة لها الفضل في جعل شوارع وساحات مدننا وأحيائنا نظيفة جميلة لتكون القاعدة لتصنيف هذه المدن بأنها مدن صحية معافاة صديقة للبيئة والإنسان…

من البديهي أن يعمل الإنسان ويكافح ليستمرّ في الحياة بشرف وكرامة… وأن يمتهن مهناً عديدة تعود بالنفع عليه وعلى أسرته.. وتكون وسيلة لكسب الرزق كالتدريس والهندسة والطبابة والخياطة والنجارة… وكلّ مهنة لها فائدتها والمجتمع يتدرّج من حيث المستوى المعاشي والاجتماعي والفكري والتعليمي والذي ينعكس على المهنة التي يزاولها الفرد بناء على تحصيله الدراسي وتخصّصه كالمدرّس والمحامي والصحافي و…، وقد تؤدي الظروف والأحوال السيئة إلى اختيار مهنة فيها الكثير من المصاعب النفسية قبل العملية بسبب ما يلقاه صاحبها من أذية لفظية ونظرة دونية ممن حوله! وظيفة عامل النظافة بوصفها المهنة الشريفة وذات التأثير المهمّ على حياة الفرد وسلامة بيئته ومجتمعه…

وما بين المخاطر المهنية التي يتعرّض لها العاملون بهذه المهنة ونظرة المجتمع القاسية والمخيّبة للآمال… والمؤذية حقاً لهم ولعائلاتهم، هنا تكمن حساسية وأهمية المهنة وقوة من يعملون بها.

فنظرة المجتمع لهذه الشريحة من العمال اختلفت بين من يرى أنّ عمال النظافة يستحقون فعلاً كلّ التقدير والاحترام، والشكر والامتنان لمساعيهم النبيلة في المحافظة على نظافة وجمال الأحياء، إلا أنّ البعض ينظر إليهم بتلك النظرات الجارحة الخالية من أيّ احترام لأصحاب هذه المهنة الشريفة والذين يتكبّدون شقاء وتعب حمل النفايات من أمام منازل المواطنين، ويسعون مع كلّ موعد إلى تخليص تلك الشوارع والأحياء من الزبالة المتراكمة، متحمّلين تلك الروائح الكريهة والأبخرة الكيماوية الناتجة عن التفاعلات الحاصلة في النفايات المختلفة… معرّضين صحتهم لخطر الجراثيم والميكروبات والأمراض التي تحدق بهم.

وأحياناً دون وجود سبل الوقاية لصحتهم من كمامات وقفازات..

كما يواجه عمال النظافة إضافة إلى المخاطر المهنية، ألم وسوء المعاملة السيئة من المواطنين الذين لم يتمكّن بعضهم إلى غاية اليوم من تقدير حجم الخدمة العظيمة التي يقدمها لنا هؤلاء بتخليصهم لنا من السموم التي تلوث أحياءنا، فيستمرّ بعضهم بنعتهم (بالزبّالين) هذه الكلمة التي تعبّر عن ذهنية وأفكار ومضمون مطلقها من انحطاط وتدهور أخلاقي وضيع.

ـ فما أهمية أن يولي المجتمع اهتماماً خاصاً بعمال النظافة ونجعل يوماً وعيداً لهم لنشعرهم بأهميتهم ودورهم المهمّ والفعّال في الحفاظ على الأوطان؟

 ـ كيف يمكن ان ننمي الوعي المجتمعي اتجاه ضرورة احترام عمال النظافة؟

 ـ كيف يمكن ان نعلم أبناءنا احترام عمال النظافة، وكيف يمكن ان نساعدهم بعملهم بطريقة غير مباشره؟

الأجوبة سهلة عندما ننطلق من عملية التربية في بيوتنا وغرس أصول الاحترام والمودة في نفوس أبنائنا لهؤلاء العمال. وعندما نقوم بمبادرات اجتماعية أهلية في الأحياء والمؤسسات لمساعدتهم في عملهم للتخفيف من عبء ما يتحمّلونه.

‌ والأكثر أهميه هنا ان تتولى الحكومات تخفيف المخاطر التي يتعرّض لها عمال النظافة.

بتوفير وسائل الوقاية لهم أثناء عملهم وخاصة ضمن فترة تعد الأخطر بزمن كورونا…

توفير الطعام ووجبات دعم غذائي تقوّي أبدانهم التعبة وتقديم الدعم الصحي المكثف لهم.

‌الاهتمام الأكبر بهم وبأولادهم كباقي المهن وبرواتبهم لأنّ معظمهم قد يلقى حتفه بإصابة مرضية نتيجة التلوث المعرّض له، ولأولاده الحق بوجود ضمان لهم بعد فقدان الأب.

ـ تدريبهم بشكل فعّال للتعامل مع أنواع النفايات كباقي الدول، وخاصة في مناطق الحرب والانفجارات والحوادث الخطرة.

ـ توفير الآليات الحديثة في عملهم والألبسة الواقية وكافة أنواع الأدوية.

فعندما تتوفر وتراعى كلّ هذه البنود نستطيع أن نكفل الجودة والوفاء والإخلاص بالعمل لتبقى هذه المهنة مهمة ولها مكانتها التي لا تقلّ أهمية عن غيرها في مسيرة البناء والحضارة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى