مرويات قومية

الأمين ألبرتو شكّور: نسر يغيب

 

النبذة المرفقة كنت نشرتها اثر وفاة الأمين المميّز بنضاله، ومناقبه، ألبرتو شكور، وعمّمتها على عدد كبير من الفروع والرفقاء، كما أفعل إزاء كلّ النبذات والكلمات الحزبية.

أقترح لمن يرغب ان يدخل الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

للاطلاع على النبذات المعممة عن أمناء ورفقاء في الوطن وعبر الحدود.

عندما نتكلم عن الاغتراب القومي الاجتماعي في البرازيل تنتصب في ذاكرتنا أسماء لأمناء ولرفقاء تميّزوا على مدى سنوات طوال بالتزامهم الواعي، بصدق انتمائهم وبنشاط لم يعرف يوماً أي تقاعس أو إهمال. ملحمة الاغتراب في البلد الذي أقام فيها سعاده مرتين، الأولى في الأعوام 1921 – 1930 والثانية أواخر العام 1938 – أوائل العام 1939، قبل أن ينتقل إلى الأرجنتين، ويصبح اغترابه فيها قسرياً إلى أن أمكنه العودة إلى الوطن في آذار 1947، ملحمة الاغتراب هذه يُحكى عنها طويلاً وتكتب مجلدات، ويسطر أحداثها آلاف الرفقاء الذين انتشروا في كل مدن ومناطق البرازيل، فكانت لهم فروعهم الحزبية، وأنشطتهم المختلفة، وحضورهم في الجالية، بأنديتها ومؤسساتها ومناسباتها.

مقالة اليوم هي عن أحد أبرز أمناء الحزب عبر الحدود، والذي تولى لسنوات طوال مسؤولية منفذ عام، ومندوب مركزي للبرازيل وكان وجهاً مشعّاً للحزب ترك بصماته في الكثير من نشاطاته، وإزاء الجالية السورية، هو الأمين – القدوة ألبرتو شكور.

*

لا يمكن الإحاطة بكلّ سيرة الأمين ألبرتو شكور، الشخصية والحزبية، مذ كان في حمص، ثم مغترباً إلى البرازيل، صاحب مصنع معروف، رئيساً لنادي حمص مراراً، ومثلها لمؤسسة الفيآراب (اتحاد المؤسسات العربية – البرازيلية)، منفذاً عاماً أكثر من مرة، مندوباً مركزياً فمعتمداً للحزب، مروراً بحضوره الطاغي في الجالية بحيث كان من شبه المستحيلات أن لا يكون الأمين ألبرتو مشاركاً في أي نشاط، أو متواجداً في أية مناسبة.

*

في آخر اجتماع حزبي عقدته في البرازيل قبل مغادرتي لها عام 1984، وقف الأمين ألبرتو شكور يعلن تعهّده على أن يستمر في النشاط القومي الاجتماعي حتى آخر لحظة من حياته.

وقبل رحيله، تضمّنت آخر رسالة تسلّمتها منه حرّرها عنه صديق عمره ورفيق نضاله، الرفيق عزيز إبراهيم، طلباً مستعجلاً إلى أن أوافيه «بنبذة مقتضبة عن حياة الزعيم منذ ولادته إلى يوم استشهاده، وأنا هنا أترجمه إلى البورتغالية ونطبعه ونوزعه على أبنائنا، وهذا يكون خاتمة أعمالي في البرازيل».

هذان المشهدان لعلّهما يلخصان حياة الأمين ألبرتو شكور الذي خسره حزبنا في البرازيل – كما الجالية السورية – وجهاً بارزاً قلّ نظيره.

لا أذكر منذ اليوم الأول لوصولي إلى البرازيل عام 1976 حتى آخر زيارة قمت بها في العام 1990، إلا والأمين ألبرتو شكور ملبياً لكل عمل حزبي، متفانياً في سبيل كل نشاط يهدف إلى نمو وانتشار الوعي القومي الاجتماعي، متولياً المسؤولية الأولى، معطياً من ذاته والقضية التي استحوذت فعلاً على كل حياته، وباتت تساوي وجوده.

على مدى نصف قرن، اقترن اسمه باسم الحزب في البرازيل حتى بات معها التوأم. فلا نذكر البرازيل إلا ونذكر معها الأمين ألبرتو شكور: منفذاً، أو مندوباً مركزياً، أو معتمداً، حركة دائمة مستمرة، وعطاءً لا يعرف النضوب، ووجهاً حزبياً حافظ على بريقه، كما احتفظ له الرفقاء بالاحترام والمودة والتقدير.

وإذا كان الأمين ألبرتو شكور قد عرف النشاط والحركة، وتولّى المسؤوليات الحزبية في شبابه وكهولته، إلا أنه لم يكن يتوانى، وهو يقترب من الشيخوخة، عن القيام بأي عمل يؤدي نفعاً للحزب، ولا تقاعس عن القيام بأي زيارة لأي فرع حزبي ولا عن تولّي المسؤولية الأولى التي كانت تأخذ منه اهتماماً وجهداً وعطاء.

شبه ضرير، كان يحاول أن يقرأ ويكتب بواسطة نظارات تماثل المجهر، أو يطلب إلى أحد رفقائه أن يقرأ له أو يكتب عنه. إنما، وإن شحّ نظره حتى قارب فقدان البصر، فإنّ قلبه الكبير بقي ينبض بالولاء للحزب، أما حركته الدافقة فما عرفت تراجعاً ولا سكوناً.

وإذا كان حزبنا في البرازيل قد وجد في الأمين ألبرتو شكور الوجه المشرق على مدى نصف قرن، فمؤسسات عديدة في الجالية وجدت بدورها في الأمين ألبرتو المسؤول الحكيم، الواعي، الناشط، فاتحاد المؤسسات العربية – البرازيلية (الفيآراب) عرفه رئيساً له مراراً وتكراراً، كذلك نادي حمص – أحد أهمّ نوادي الجالية في سان باولو والبرازيل – كما مؤسسات عديدة أخرى.

الأمين ألبرتو شكّور
وزوجته الفاضلة المرحومة سميرة

 

وأن يغيب الأمين ألبرتو، نشعر نحن الذين عرفناه عن كثب، فاحترمناه وأحببناه، وقدّرنا مزاياه وفضائله وصدقه وعظيم إيمانه، أن طوداً شاهقاً قد هبط، ورمزاً كبيراً قد طواه الردى، وأنّ النسر الذي حلّق عالياً، قد أتعبه الطيران الطويل فحطّ رحاله حيث سعاده والخالدون.

الأمين ألبرتو شكور سيبقى في تاريخ الحزب عامة، وفي البرازيل خاصة، الوجه النقي، الصافي، المؤمن، المثابر، المتابع، السخي، المشع ّبالفضائل، والقائل للجميع كيف هو إنسان سعاده، وكيف يكون الابن الحقيقي للنهضة السورية القومية الاجتماعية.

هو من الكبار الذين لا يأتون كل يوم، وإذ يرحلون، تبقى ذكراهم، ويستمرون.

*

فور ورود خبر وفاته في 18/1/2000 نعاه الحزب بالكلمة التالية:

«ينعي الحزب السوري القومي الاجتماعي أحد أبرز رموزه في مغترب أميركا اللاتينية عامة، والبرازيل خاصة، الأمين ألبرتو دياب شكور الذي غيّبه الموت عن عمر ناهز الثمانين عاماً، حيث أقيم له مأتم حاشد في مدينة سان باولو، البرازيل شارك فيه السوريون القوميون الاجتماعيون وحشد من أبناء الجالية يتقدمهم: رئيس الفيآراب، القنصل الشامي، مدير المركز الثقافي الشامي، ورئيس النادي الحمصي وعدد من رؤساء الجمعيات والمؤسسات الاغترابية وفعاليات الجالية.

والأمين ألبرتو شكور من مواليد حمص 1/11/1920، تلقى دراسته في الكلية الأرثوذكسية – حمص. انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في 11/2/1937. وتحمّل مسؤولية ناظر إذاعة في منفذية حمص، غادر الوطن إلى البرازيل في 14/1/1938، وهناك تحمّل مسؤوليات حزبية عديدة، منفذ عام مراراً، مندوب مركزي ومعتمد مركزي لأكثر من مرة.

نال رتبة الأمانة عام 1956.

يعتبر الأمين ألبرتو من الوجوه البارزة في الجالية السورية في سان باولو والبرازيل.

انتخب رئيساً للنادي الحمصي ونائباً للرئيس بين العامين 1962-1977، كذلك تولى رئاسة فيآراب أميركا عام 1973، ورئاسة فيآراب البرازيل 1981-1984، ونيابة الرئاسة في العامين 1987-1988، وهو عضو في مجلس الغرفة التجارية الشامية البرازيلية، والميتم الشامي، وجمعية المصح الشامي والجمعية التجارية لمدينة سان باولو.

انتخب عام 1965 رئيساً لمؤتمر المغتربين الذي عقد في دمشق. متأهل من السيدة سميرة مسوح وله ابنة واحدة «مارسيا» المتأهلة من السيد «كلاوديو قنواتي» (من أصل سوري)، أحفاده ثلاثة: عمر، جوليانا، ألبرتو.

بعض من سيرة غنية

تولى الأمين ألبرتو المسؤوليات الحزبية التالية:

ناظر إذاعة منفذية حمص.

مدير مديرية سان باولو.

ناموس منفذية البرازيل ثم منفذاً عاماً لها أكثر من مرة بدءاً من العام 1954.

مندوب مركزي في العام 1984، ثم أكثر من مرة.

معتمد مركزي.

مسؤولياته العامة كانت وفيرة، منها :

  1. رئيس النادي الحمصي (أحد أكبر نوادي الجالية) الأعوام: 1962، 1966، 1967.

نائب رئيس النادي أعوام: 1962، 1965، 1976، 1977.

رئيس مجلس المستشارين عام 1975.

عضو شرفي وعضو المجلس الإبرامي مدى الحياة.

  1. رئيس فيآراب أميركا عام 1973.

رئيس فيآراب البرازيل في الأعوام: 1981، 1982، 1983، 1984.

نائب رئيس في العامين: 1987، 1988.

  1. عضو في المجلس الإبرامي لكل من الغرفة التجارية السورية البرازيلية – الميتم السوري – جمعية المصح السوري – مستشفى القلب.
  2. عضو في الهيئة الإدارية ثم في المجلس الإبرامي للجمعية التجارية لمدينة سان باولو.
  3. انتخب عام 1965 رئيساً لمؤتمر المغتربين الذي عقد في دمشق.

عام 1997، أقام نادي حمص حفلة تكريمية للأمين ألبرتو شكور حضرها القناصل العرب في سان باولو، رؤساء جمعيات ومؤسسات، أعيان الجالية وحشد من الرفقاء والمواطنين الذين يكنون للأمين المحتفى به كل احترام وتقدير.

ــ  هذا وقد نشرت مجلة «الشمس» الصادرة في سان باولو بـ «البورتغالية» أربع صفحات ملونة للحفلة التكريمية تضمنت شرحاً لها وصوراً للمشاركين، كما خصصت غلافها لصورة كبيرة ملونة للأمين ألبرتو وعقيلته السيدة سميرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى