مقالات وآراء

مجزرة الطيونة نسخة جديدة من بوسطة عين الرمانة

} عمر عبد القادر غندور*

شهدت مستديرة الطيونة وجوارها أمس النسخة الثانية من بوسطة عين الرمانة ولكن بصورة أشدّ وضوحاً واتساعاً عندما تعرّض ألوف المحتجين السلميين لكمين مسلح من قناصة محترفين تمركزوا على شرفات وسطوح أبنية عالية بالقرب من مستديرة الطيونة، وارتكبوا مجزرة بدم بارد سقط فيها ضحايا وجرحى أصيبوا في الرأس والصدر والقلب، ونأمل أن تكون القوات الأمنية ألقت القبض على بعضهم، كما جاء في بعض بياناتها.

أكثر من ذلك نرى هذا الاعتداء على حرية التعبير يكمل مسلسل إيقاع الفتنة بين اللبنانيين وضرب السلم الأهلي، الذي رأينا إرهاصاته في كمين الغدر في خلدة، والتعرّض للمقاومين في شويا، والهدف دائماً جرّ البلد الى الاقتتال وفق الإرادة الأميركية الصهيونية المتمثلة في الأدوات المحلية وهي كثيرة وكثيرة جداً.

بالأمس وعلى مدى شهور تظاهر لمرات ومرات ذوو ضحايا جريمة المرفأ أمام قصر العدل، وأمام منازل مسؤولين وقضاة، وعبّروا في تلك التظاهرات عن تأييدهم للمحقق العدلي طارق البيطار ولم يتعرّض لهم أحد، بينما تعرّض المحتجون على أداء البيطار لمجزرة غادرة لا يعلم إلا الله مدى تداعياتها

وإذ نقدّر الدعوة الى الهدوء والحفاظ على العيش المشترك، نأمل من القوى العسكرية والأمنية من جيش وأجهزة أخرى أن تكون متشدّدة إلى أقصى الحدود في إلقاء القبض على المجرمين من القناصة وسوْقهم الى العدالة وكشف مشغليهم من اللبنانيين على الأقل. كما نأمل من الحكومة التي كانت تسعى للانتقال الى التعافي أن يعافيها الله مما وقع فيه البلد، سائلين الله الرحمة للضحايا والشفاء للجرحى وخاصة لأمّ الشهيدة مريم فرحات التي سقطت أمام أطفالها الخمسة في منزلها بالشياح.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى