مقالات وآراء

صفا قدّم في ندوة جنيف الدولية حول مسارات المسألة الفلسطينية ورقة عمل شاملة لتفعيل التحرك العالمي لمصلحة الشعب الفلسطيني

شارك رئيس الشبكة العالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني الرئيس المؤسس لمركز الخيام محمد صفا في الندوة الدولية التي عُقدت في جنيف في 14 الشهر الحالي حول مسارات المسألة الفلسطينية، وذلك بدعوة من منظمات عربية ودولية ومن ضمنها المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان ومنظمة الدفاع عن حقوق ضحايا العنف ومركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب.

وقدّم صفا ورقة تحت عنوان: “القضية الفلسطينية وتفعيل دور المنظمات الأهلية والدولية” جاء فيها:

يتعرّض الشعب الفلسطيني لأبشع الانتهاكات لحقوقه التاريخية والإنسانية، من الحصار المزمن لغزة وعمليات الاستيطان العنصرية والاعتداءات اليومية على المدنيين الفلسطينيين ومحاولة طرد وإزالة أحياء بكاملها، واعتقالات ممنهجة طالت معظم أبناء الشعب الفلسطيني، وأفظعها احتجاز جثامين أكثر من 300 شهيد بما يخالف كلّ المبادئ الإنسانية والشرائع الدينية، ناهيكم عن المجازر الوحشية التي تصل إلى جرائم حرب ضدّ الإنسانية، وتجويع الفلسطينيين.

كلّ هذا يرتكبه العدو في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظلّ صمت العالم وتجاهله وتنكر الاحتلال لكل القرارات الدولية.

واقترح صفا في ورقته ما يلي:

1 ـ تنسيق الجهود والطاقات بين المؤسسات الفلسطينية الحقوقية في الأراضي المحتلة والتجمعات والهيئات الناشطة حول القضية الفلسطينية عربياً ودولياً، بإطلاق حملات مشتركة حول الاستيطان والشركات الأوروبية وقضية المعتقلين… المرضى، الأطفال القصر، الأسيرات، قدامى الاعتقال، جريمة الاعتقال الإداري، الممارسات العنصرية، تهويد القدس والحصار. الحملات المشتركة والمنظمة أكثر فاعلية وتأثيراً.

2 ـ حث المنظمات الأهلية والعالمية، منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس واتش وغيرهما على التحرك وإيلاء ملف الانتهاكات الإسرائيلية جدياً وإرسال وفود لزيارة الأراضي المحتلة كزيارة أسير إداري مضرب أو أسيرة مريضة كإسراء الجعابيص وغيرها. إنّ تحرك المنظمات الدولية ما زال قاصراً ودون المستوى المطلوب حول هذه القضايا الإنسانية الكبيرة.

يفتشون في أكوام القش عن الانتهاكات في بلادنا ونحن معهم ولكن ما ينفذه المحتلّ بحق الشعب الفلسطيني وأسراه يتطلب تحركات وصرخات أكثر قوة وفعالية، مقترحاً على المنظمات الفلسطينية اللبنانية والعربية توجيه الرسائل للمنظمات العالمية ومطالبتها رسمياً بالتحرك ومطالبة الاحتلال الالتزام بالشرعة الدولية لحقوق الإنسان.

3 ـ تنشيط البعثات الفلسطينية الديبلوماسية في الخارج وبعثة فلسطين في جنيف التي نقدّرها، وإمطار البعثات الأجنبية بالمذكرات والمناشدات وتوجيه الرسائل إلى السلطة الفلسطينية والبعثات المنتشرة، وتستطيع البعثات بالتعاون مع الهيئات الحقوقية والأهلية في الخارج تحريك الجاليات الفلسطينية والعربية في معظم بلدان العالم، والعمل لتقديم مشاريع أمام دورات مجلس حقوق الإنسان ن حول قضايا محددة مثلاً الوضع الصحي الخطير للأسيرة إسراء الجعابيص أو الأطفال القصّر أو المرضى وجثامين الشهداء التي وبالتعاون مع اللجنة الوطنية لاسترداد الجثامين لنحوّلها إلى قضية عالمية، فتجزئة الملفات تكون أقوى على الصعيد العالمي والإنساني.

كلّ دورة لمجلس حقوق الإنسان على البعثة ان تطرح مشروع قرار ولو فشلت في إقراره.

4 ـ ونقترح على البعثة الفلسطينية أن تحضّر لمؤتمر عالمي للمنظمات الدولية والفلسطينية والعربية على هامش إحدى دورات مجلس حقوق الإنسان في جنيف أو بمعزل عنه.

5 ـ إعداد مذكره شهرية بمجمل الانتهاكات الإسرائيلية وتعميمها على كل السفارات العربية والأجنبية والجامعة العربية والبرلمانات.

6 ـ المشاركة الفاعلة والمنظمة في دورات مجلس حقوق الإنسان في مقر الامم المتحدة في جنيف (ثلاث دورات) والبدء بالتحضير للدورة التاسعة والأربعين في آذار العام القادم 2022 بتنظيم ندوة او أكثر في مقر الأمم المتحدة واعتصام أمام الكرسي المكسور وإعداد المذكرات ولقاءات مع المفوضية العامة والمقرّرين الخاصين من مقرّر التعذيب إلى مقرّر الحق في الصحة إلى… وتزويدهم بتقارير طبية عن الحالات الصحية في السجون وقضية الجثامين وعرض أفلام فيديو ومعارض صور عن التعذيب وتقديم شكاوى إلى الإجراءات الخاصة من خلال تجنيد فريق من المحامين المختصين وإرسال الملفات إلى المحكمة الجنائية الدولية. لنجعل من دورة آذار المقبلة دورة لفلسطين، لحرية أسراها وتنديداً بعمليات الاستيطان والحصار والتهويد وإقلاق العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني.

7 ـ التنويه والإشادة بإنشاء لجنة تقصي الحقائق التي أعلنتها رئيسة المفوضية لحقوق الإنسان السيدة باشيليت والتحضير لورشة كبيرة وتزويدها بالوثائق والملفات والأفلام من دون أن ننسى مقرر الأراضي المحتلة.

سيعمل الاحتلال على عرقلة قرار إنشاء اللجنة ولكن هذه الخطوة الهامة ولو جاءت متأخرة، إلا أنها إنجاز كبير، مما يتطلب بذل كلّ الجهود لإنجاحها.

وختم صفا قائلاً: هذه الاقتراحات وغيرها من التوصيات التي قدمت في الندوة ممكن أن تسهم في تطوير وتفعيل التحرك العالمي لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة إنْ استطعنا تقديمها بملفات موثقة ومخاطبة الرأي العام العربي والعالمي ومؤسّساته وآليات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بطريقة إنسانية بعيدة عن الخطابات السياسية العامة.

ونحن في مركز الخيام والشبكة العالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني نعتبر أنفسنا جنوداً عندكم وخاصة المؤسسات الفلسطينية الحقوقية التي نثمّن دورها وصمودها تحت الاحتلال وآلة بطشه، ومستعدّون لنكون المنسّق لمجمل هذه الاقتراحات والتوصيات آملين تزويدنا بملاحظاتكم والتقارير الدائمة عن الانتهاكات الإسرائيلية وجرائمها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

محمد صفا*

*رئيس الشبكة العالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني

* الرئيس المؤسس لمركز الخيام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى