مقالات وآراء

حكومة الانقاذ تستغيث…!

} حسن الدّر

نصح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اللّبنانيين بمشاهدة فيلم «وهلأ لوين» للمخرجة اللّبنانيّة «نادين لبكي» وأخذ العبر منه.

ربّما لم ينتبه دولة الرئيس إلى أنّ عنوان الفيلم يتردّد على ألسنة اللّبنانيين على شكل سؤال إنكاريّ دائم، وأنّ دولته المعنيّ الأوّل بالإجابة عنه، وطمأنة المواطنين إلى مصيرهم، خصوصاً أنّنا في لبنان لسنا في مزاج يسمح لنا بمتابعة الأفلام السّينمائيّة ما دُمنا نتابع أفلام «الأكشن» مباشرة على الهواء بين الفينة والفينة.

وللتّذكير، قبل توقّف جلسات الحكومة بسبب اعتراض الثنائي على أداء القاضي البيطار، كان ميقاتي، وحكومته، يسجّل رقماً قياسيّاً تفوّق فيه، سلبيّاً، على الرئيس حسان دياب وحكومته بصفر إنجازات.

أمّا الآن، فحكومة «الإنقاذ» تستغيث، فإلى الملفّات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والقضائيّة ومتفرّعاتها، أضافت الأحداث المتسارعة في لبنان والمنطقة إلى جدول أعمال «تصريف الأعمال» ملفّ مجزرة الطّيّونة، وردّ رئيس الجمهوريّة لقانون الانتخابات النّيابيّة، ومفاوضات ترسيم الحدود البحريّة، وكلّها ملفّات ساخنة ومعقّدة.

ولا يخلو ملفّ من خيوط تشبكه مع باقي الملفّات الأخرى، إنْ بشكل مباشر أو بمواقف القوى السّياسيّة المتباينة في مقاربتها لتلك الملفّات، ما زاد من تعقيد المشهد السّياسيّ إلى حدّ بدء الحديث عن فرضيّة تأجيل الانتخابات النّيابيّة والتّمديد إلى المجلس الحالي، مع ما يترتّب عليه من تأثير مباشر على انتخاب رئيس الجمهورية في المرحلة اللّاحقة.

أمام هذا الواقع المأزوم، وفيما بلغت وتيرة التّخاطب السّياسيّ ذروتها بين حزب الله والقوّات اللّبنانيّة على خلفيّة أحداث الطّيّونة، برزت المواقف المريبة لقياديين في التّيّار الوطنيّ الحرّ تكلّلت ببيان صادر عن قيادة التّيّار يتّهم فيه حركة أمل بالتّواطؤ مع القوّات اللّبنانيّة لجرّ حزب الله إلى كمين الطّيّونة!

هذا الاتّهام الخطير دفع حركة أمل إلى إصدار بيان عالي النّبرة وقاسي اللّهجة، لأنّ تداعيات ما دأب عليه إعلام التّيّار وقياديّوه على مدى أسبوع، قبل بيان أمل، خطيرة جدّاً وتمسّ خطّاً أحمر عريضاً بالنّسبة للحركة وحليفها الحقيقي حزب الله، وهو يخدم توجّهات القوّات وداعميها الإقليميين والدّوليين الّذين بذلوا جهوداً مضنية وصرفوا أموالاً طائلة لفكّ التّحالف التّكاملي بين الثّنائي الوطني.

في هذا السّياق، وقبل يومين من بيان التّيّار وردّ الحركة عليه، قال أحد القياديين البارزين في حركة أمل خلال لقاء خاصّ بأنّ الحركة لن تدخل في سجال مع التّيّار ما دامت الاتّهامات تصدر على شكل تحليلات واهية وتكهّنات فارغة تلزم أصحابها فقط، وأنّ المرحلة تقتضي الحفاظ على الحدّ الأدنى الممكن من العلاقة، والعمل على تحصين تفاهم مار مخايل، لأنّ المؤشّرات تدلّ بوضوح على محاولة عزل المقاومة في بيئتها ونزع صفة الوطنيّة عن تحالفاتها.

بعد بيان حركة أمل، تواصلتُ مع القياديّ البارز وسألته عن سبب اللّهجة العالية فقال لي: سكتنا احتراماً للدّم وحفاظاً على الوحدة والسّلم، أمّا أن نتّهم بقتل شبابنا وغدر أخواننا عبر بيان مكتوب فهذا ما لا طاقة لنا به، ولن نسكت عنه.

لقد آلينا على أنفسنا السّكوت بانتظار نتائج التّحقيقات، ووضعنا دم أهلنا في عهدة مؤسّسات الدّولة فلينتظروا معنا.

ولمّا سألته عن سبب هجوم التّيّار على أمل أجاب: «التّيّار مأزوم في بيئته ويريد افتعال سجال معنا، لظنّه بأنّ شدّ العصب يساعده على تعويض خساراته.

ولكن، تركيبة التّيّار وطبيعة جمهوره لا تسمح له بمجاراة جعجع في خطابه العنصريّ والإقصائي، وإذا استمرّ في نهجه الحالي سيخسر داخل بيئته وخارجها…!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى