أخيرة

مـولـدُ الهـدايـة

} يوسف المسمار

 

هـيَ الجـهالـةُ مـا حَـلَّـت بـمـجـتمعٍ

أو شـابَـهُ الحُـمْـقُ إلاَّ انـهارَ وانـقهـرا

فالجَهْـلُ والحُمْـقُ في الأوطانِ كارثةٌ

 إن مَسَّـت الناسَ لـنْ تُبقي لهـم أثـرا

وأجـهـلُ الناسِ مـن يـهـوى جـهالته

وأحمـقُ الناسِ من في حُمـقهِ انْبَهـَرَا

لا يُـبْصـِرُ النـورَ من ماتـتْ مشاعُرُهُ

ومُرْعِبُ العتمِ في عينيه قـد مَخَـرا

لا يَـسمـعُ اللحـنَ من شَـحَّـتْ مسامِعُهُ

 ومُـرْهِبُ الهـولِ في أسماعهِ انفجـرا

لا يـفـقَـه ُ الحَـقَّ من جَـفَّتْ بصيرتُهُ

 وحالِكُ الغيِّ في وجْـدانـه انصهـرا

لا يَـفْـهَـمُ الكـونَ من ضَـلَّــتْ مـداركُهُ

بـينَ المتاهاتِ واخـتارَ السُـدى قـمَــرا

لا يُحـسِنُ الخَـلْقَ من غاضتْ مـواهبُهُ

فاهْـتَّـمَ بالغـثِّ واجْـتَّـرَ الـذي ابتُـسرا

فأفْـهَـمُ الناسِ من زادتْ مـعـارفــُهُ

 وامـتـازَ بالفـهـمِ والإبـداعِ وابتَـكَــرا

وأخْـيَـرُ الناسِ من شاعـتْ مـحـامـدُهُ

وأحْـلَمُ الـناسِ من بالحـكـمـةِ اعـتُـبِـرا

هيَ النباهـةُ مـا حَـلَّــتْ بـمـجـتـمـعٍ

أو ثــارَ بالفَـهْـمِ إلا ّ بالـهُــدى ظَـفَـرا

هيَ الهـدايةُ مـا عَـمَّــت بـمـجـتـمـعٍ

 وامـتـازَ بالحـبِّ إلاَّ خـيـرُهُ انـتـشــرا

هيَ الإصـالـةُ في أبنـاءِ مـقـدسنـا

 بقـوةِ الحـقِّ صارتْ تُـنطـِقُ الحجَـرا

هيَ البطولةُ في بـغـدادنا انـطـلقتْ

تُـجَــدّدُ السَـمْعَ والإحسـاسَ والبَصَـرا

هيَ الكرامة ُ في لبنانـنا فَـعَـلتْ

فـصارَ لبنانُ مـحـراباً لمـن شَـكَـرا

هي الأصالةُ في شام العُلى انتفضتْ

فصارت الشـامُ للأمجـادِ مُختبـرا

يا شـامُ يا شـام أنتِ الـروحُ ناهضةً

تُجـدِّدُ الكـونَ والتـاريخَ والقَـدَرا

سُوريّـةْ للناسِ كانتْ فجـرَ يقظتهم

 ويرتقي الناسُ إنْ ظلّتْ لهم قمـرا

مشاعـلَ الـنورِ أشْعَـلنا بنـهـضـتـنا

 لنـطردَ الويـلَ مهما اشتـدَ أو كَبُـرا

كـلُّ الحقـيـقـة للأجيـالِ نُعـلنـها:

 من مارسَ الوعيَّ حازَالمجدَ وانتصرا

بطولةُ العقـلِ أرقى ما نُحَـقِّـقُـهُ

 ونهـضـةُ الوعيِّ تبقى للعَـلى القدَرا

لا شيء في الكونِ أجدى من بطولتنا

 لولا البطولات شاخَ الكَوْنُ واندثرا

فـنـحـنُ في الكَـوْنِ ثــوّارٌ عـقـيـدتُـنا

أن ننشرَ الوعيَّ والأخلاقَ والعِبَـرا

هـذا هـو العـزُّ في مـفـهـومـنا، وبـهِ

 نستأصلُ الجَهْلَ والأرزاءَ والكدَرا

مـيلادُنا الوعيُّ لا حـدٌ لـطاقـتـهِ

كأنما الكونُ في روح الهُدى انْحَصَرا

جـهـنـمُ الناس في الجهـلِ الـذي سَحَـرَ

 والويلُ للناسِ في الحُمْقِ الذي غمرا

وجـنـةُ الناسِ في الـوعيِّ الذي انتـشـرَ

 وراحةُ الناسِ في الحُبِّ الذي انتصرا

هـذي المفاهـيمُ مـن أعماقنا انطَلقتْ

 لتجْـعَـلَ العـلـمَ بالأخـلاقِ مُعتَـبَـرا

هـِيَ الـهــدايـةُ مـيــلادٌ نُـجَــدّدهُ

مـا دام في الكونِ مَـنْ شمسَ الهُدى نكَرَا

هـي الهـدايـةُ انْ حـلّـتْ بمجـتـمـعٍ

تـدفَّـقَ النـورُ من وجْـدانهِ وسـرى

شاعر قومي مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى