مرويات قومية

الامين محمد علي الشماع… ما احبّ التحدث عن عطاءاته

} الرفيق حسن مرتضى

كنت عرفت الأمين محمد علي الشماع وسجلّت له الكثير من فضائل التزامه القومي الاجتماعي، عنه نشرت أكثر من نبذة(1) بينما هو يستحق ان يُكتب عنه الكثير.

في كتابه «ونبقى معه» نشر الرفيق حسن مرتضى هذه الكلمة عن رفيقه وصديقه محمد علي الشماع ننقلها لفائدة التعريف أكثر عن رفيق مميّز عرفته منفذية صيدا، ومنفذيات الجنوب، معطاء بلا حدود.

ل. ن.

هل يسمح لنا الآن ان نتحدث عنه بعد رحيله… ولا أقول غيابه… فمن أمثال هذا الإنسان المختلطة طينته بطينة القديسين، هيهات ان يغيب عن ضمير أبناء مجتمعه بعد ان ترك في كل زاوية من زواياه مآثر تبقى حديث الناس ومرويات عطاءاته.

محمد علي الشماع … أيقونة قداسة رسمها الالتزام بمبادئ وعقيدة وقيَم فجّرت في نفسه ينبوع عطاء لم يتوقف عن ضخ معانيه طوال أيام حياته. فكان في مختلف مواقعه مسؤولاً إدارياً في حزبه، ومسؤولاً مميّزاً في الكثير من نوادي ومنتديات العمل الخيري والرعائي في مدينته، خير مثل للإنسان الملتزم، والحركة التي لا تهدأ ولا تستكين إلا وقد أكملت واجبها على افضل وجه، يلتزم قسمه في محيط بيته… وكم كانت تسكره تلك الوقفة النظامية لأحفاده وهم يرفعون يمينهم زاوية قائمة…

لم يكتف بما ألزمه به قسمه بتقديم المساعدة لمن يحتاجها من الرفقاء، بل يتجاوزه ويقدّم المساعدة لجميع من قصده من المحتاجين.

اذكر أولى أيام معرفتي به حين كنا على مقاعد الدراسة في صيدا. كيف جمع رفاق صفه في حفل تكريمي لزميل لنا حصل على علامات مميّزة في امتحانات نهاية السنة الدراسية، مع انه لم يكن من رفقائه القوميين وقدّم له في نهاية الاحتفال مغلفاً يحتوي على مبلغ مئة ليرة كانت تكفي في ذلك الحين لينتقل ذلك الطالب الفلسطيني او الجنوبي كما يسمّونه في حزبه الى احدى دول الخليج. ليلتقي به بعد أعوام، وقد أمسى مديراً في إحدى الشركات الكبرى هناك، حينما كان مع مجموعة من الناشطين في إحدى المؤسسات الخيرية يجمعون تبرعات لإنشاء دار للأيتام، كم كانت مفاجأتهم عظيمة حين فتحوا المغلف الذي قدّمه لهم ذلك المدير بعد أن عانقه زميله القديم محمد علي الشماع وتذكر ذلك المغلف الذي أوصله الى مركزه هذا، اذ كان يحتوي على شيك بمبلغ يتجاوز قيمة جميع ما كانوا جمعوه.

ماذا تراني أذكر من مآثر الرفيق محمد علي؟

طوال رفقتي له كانت عطاءاته ترافقه في جميع حركاته وسكناته.

أذكر مرة ونحن نعبر أحد شوارع مدينة صور كيف استوقفني فجأة ليقترب من كهل كان منحنياً على مستوعب نفايات يبحث عن شيء فيه ينتفع منه فيدسّ في جيبه ورقة نقدية قائلاً له «لا تواخذني يا عم فقد وقعت منك هذه الورقة وأنت تنحني».

واستعجلني للابتعاد قبل ان يصحو الرجل من المفاجأة.

هذه بعض ملامح من حياة هذا الإنسان الذي لا تجد على جدران منزله أي اثر لتلك الشهادات والتنويهات والميداليات التي أغدقت عليه في مسيرته النضالية والاجتماعية.

الرفيق محمد علي كان طوال حياته هاوي عطاءات يعطي من يسأله ومن لم يسأله.

كانت الحياة عنده وقفة عز فقط، فلم يحنِ هامته يوماً حتى في الأيام العصيبة ولم يتراجع عن موقعه في الحزب في أشدّ الساعات حرجاً وخطراً.

فبقيت الحرية والواجب والنظام والقوة شعاراً له وإيماناً، والتصدي لكلّ الطائفية والاقطاعية موقفاً لا يحيد عنه، والإيمان العميق بأننا سنبقى الأمل والرجاء للعبور بأمتنا من جميع هذه المنزلقات الخطرة التي تواجهها الى الأفضل والى فجر لا غسق بعده.

هوامش:

للاطلاع على النبذة المعممة عنه عند رحيله الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى