حديث الجمعة

صباحات

} 5-11-2021

صباح القدس لمن لا يخاف، ولا يخضع لغسل الدماغ المسمى بلحم الأكتاف، حيث حشد من رجال القانون والفكر والصحافة، يشكلون جبهة لصناعة الثقافة، وجوهر ثقافتهم الجديدة، أن تقبيل الأيادي لولي النعمة، لا يناقض الكرامة، وأن إعلانه ولياً للأمر، حق ولو اقتضى إخفاء الرأس على طريقة النعامة، وأن المال محرك مشروع في السياسة، بداعي أن السياسة تقوم على المصالح، وتبنى السياسة بقوة المال وصاحبه وعلى قياسه، فتقام المنادب على غضب السعودية، ويصير انزعاجها سبباً للتبعية، وازعاجها قلة مسؤولية، فهناك من يعملون فيها، ويجب أن نشكرها ونراعيها، ولأننا نصدر إليها، فحماية الصناعة بإعلان الولاء، كمن يقول للعاملين في مؤسسة، إن من حق رب العمل إلزامهم بمن ينتخبون للنيابة، فهم عنده في صف مدرسة، وعليهم الخضوع كي لا يكشر عن أنيابه، أو من يقول للناخبين إن حكومتهم تملك الشرعية في أن تجبرهم على التصويت للوائح مرشحيها، طالما أن رواتبهم هي مصدر عيشهم فعليهم أن يوالوا من يواليها، وربما يكون من المحق أيضاً دعوة الشعوب تحت الاحتلال، للإعلان عن الطاعة للمحتل، كي لا يقطع الماء والكهرباء عن بيوت الناس، فالسياسة في حرفها الأول، هي فن تأمين المصالح بالأساس، فكيف لهؤلاء أن يزعموا أنهم مثقفون أو حقوقيون، ألم يقرأوا وثائق حقوق الإنسان وحرية الاختيار، واعتبار مقايضة نيل الحقوق بالتحكم بالخيارات جريمة بحق الإنسانية، ألم ينتبهوا أن حرية القرار، هي في كل قانون وحق أبجدية، فكيف يتجرأون بالتحدث عن الزبائنية، وهم أول من يروج لها، ويمنحها شرعية قانونية، ولكنهم يرفضونها بالمفرق ويطلبونها بالجملة، ويجعلون صاحب العمل ولي نعمة، ويحولونه إلى ولي أمر، ولهم نقول أنتم ترهنون الوطن وليس العاملين فقط، تحت شعار السياسة مصالح، وتتلاعبون بالقواعد الحقوقية لأنكم مرتشون صغار، تلعبون القمار، تسوقون العمالة والنذالة والخسة، وتستغلون في الشعب حاجته وبؤسه، ولا تخجلون من تسويق العبودية، وتغسلون أدمغة الناس لتتخلى عن حقوقها وكرامتها، وتبررون للمعتدي بقوة المال كما للمعتدي بقوة السلاح، وما الفرق بين احتلال واحتلال، بين زبائنية وزبائنية، وأين تذهب مزاعم الإصلاح، والخطابات الثورية، وكل المجتمع المدني المزيف، يريدنا مزرعة للعبيد، تسبح بنعمة ولي المال، وتطلب منه الرضا والمسامحة، وفي نهاية المقال، تقول لنا إن هذه هي السياسة الرابحة، ويصير انتخاب النواب الذين يرضى بهم هذا المحتل، طريق الخلاص، كعبيد يرون صاحب المال كربهم، بحمده يسبحون، ولهؤلاء نقول بالمناسبة لعلهم لم يقرأوا ولم يفهموا أن شرعة الانتخاب بعد ثورة العبيد قامت على السرية، لمنع صاحب السلطان من التدخل حماية للحرية، لأن أبشع أنواع الرق ليست الملكية الجسدية، بل ملكية الأرواح والأنفس بحجة الحاجة المادية، فعن أي مجتمع مدني تتحدثون، أم هو المجتمع المتدني الذي تقصدون، فهؤلاء هم الذين باعوا أنفسهم للشيطان، ولو أقسموا أنهم أبطال الديمقراطية، بالفم الملآن، ومثلهم كان يهوذا الأسخريوطي الذي باع المسيح بثلاثين من الفضة، فهو الأستاذ في فن السياسة قياساً للمصالح، فيعرف كيف يبيع ويشتري ويمالح ويصالح، كمن يقول هل نأكل من المبادئ والقيم والكرامة، ويصرخ ويصيح، والأسخريوطي قال فليغفر لي المسيح، فلن يطعمني سلامه، فبئس نظرية لحم الأكتاف، وبئس مثقف يفكر من الأرداف

} 6-11-2021

صباح القدس للشام، ومنها آخر الكلام، حيث ضجيج الحرب والسياسة، وتحقيق الانتصارات بسلاسة، فمصنع قرار السلم والحرب هناك، ورسم قواعد الاشتباك، وتحديد الأولويات، بين الجبهات، وقد اجتمعت كل الدنيا فوقها ترابها، وتزاحمت لتدخل من شبابيكها وأبوابها، والشام لم تتعب كي تستريح، وهي تقفل نوافذ الريح، وكل يوم تعلم درساً، ويصبح الخطر أمساً، فأين أصبح خطر السيطرة عليها، وأين صار الوافدون غزاة إليها، وخطر التقسيم، بعد التعميم، صار سراباً، والدويلات صارت خراباً، وها هو الشمال الذي قالوا إنه حصان طروادة، لتقسيم سورية وتقاسم الزوادة، نفطاً وقمحاً، كلها ربح، يستنجد بعضه بها والبعض الآخر يخشاها، وما كان لأمن أن يصان لولاها، ويتسابقون وسيتسابقون أكثر لنيل رضاها، وسيكسب من سارع ووالاها، فهي شام الغضب المقدس، فيها تكون الشمس أشمس، ويكون المطر أمطر، ونجمتاها زيتون أخضر، ومنها لغة وشعر وصوت فيروز، وحكايات النصر في تموز، وكل شيء فيها بالأصالة، والمستحيل فيها ينكر الاستحالة، وما لا تقدر على تصحيحه بقوة التاريخ، تصحح مساره الصواريخ، وما لا ينال بحسن المقال، يحسم أمره القتال، وقد جربوا وخربوا، وها هم يهزمون ويتساقطون على أسوارها، والياسمين سوارها، واليوم تقف جماعة أردوغان ومن انتحلوا النطق باسم الأكراد، يتخاطبون من وراء سور متين، أوغاد بأوغاد، بعضهم يوقع بعضاً بالكمين، والجيش الذي يحمي عفرين، يحمي عين العرب، ويحمي العرين، والمتباهي شمع الخيط وهرب، فأين هم الذين هددوا مساجدها، ودمروا أوابدها، ومولوا الحرب على حلب، وصبوا على مدنها جام الغضب، أليسوا هم اليوم من يدقون أبوابها، ويقرأون في كتابها، ويتسابقون على نيل رضاها، والشام ستعالجهم بحب لأنها تعرف كيف تعالج مرضاها، خصوصاً مرضى الحسد، واسألوا عن دواء الأسد، ومن يهدد ويزبد اليوم على لبنان من اللئام، سمعنا ما قاله من قبل عن الشام، وها هو يطلب الصفح منها تحت الطاولة، وسيعيد مع لبنان المحاولة، ثم يطلب الصفح من بيروت، لأن من عاداها محكوم عليه بالفشل، فكلهم أوهن من بيت العنكبوت، واسألوا من جاء قبلكم عما حصل، وتذكروا أن الأسياد أصحاب الصبر الجميل، لكنهم أن غضبوا زلزلوا الأرض تحت أقدام من عاداهم، لا يبدأون بالظلم لكن قساة على من باداهم، وليس صبرهم ضعفاً بل بال طويل، ومتى نفد الصبر من صبرهم صار الغضب المستحيل، وتدور الأيام والساحات، وتنقضي الفرص السانحات، ويتراكم الغضب، حتى تأتي لحظة النزال الكبير، حيث لا عتب، للكبير والصغير، الحرب لها وجهة واحدة تحسم ما عداها، وبوصلة المقاومة لا تحيد ولا تميل، عندما تريد إذلال من عاداها، تذهب للحرب مع إسرائيل

} 8-11-2021

صباح القدس لسورية والعراق ولبنان واليمن، حيث الشمس وحدها دواء العفن، وحيث الحقائق والوقائع، لا تترك الحق الضائع، وتزاحم الأحداث والأخبار ينبئ بتسارع الأخطار، ومن مخاطر الفوضى في العراق تطل حقيقة فشل الرهان على الانتخابات، كما قالت احداث الطيونة في لبنان بفشل الرهان على البيطار، وقال التصعيد السعودي بسقوط الرهان على جعجع، فهي رهانات ساقطة كالأسهم الهابطة، تؤدي لانهيارات البورصة السياسية، وفشل الحروب في تحقيق الأهداف الأساسية، وتجهز الأميركي للانسحاب، يربك المهزومين الباحثين عن أي باب، يمكن له تحصينهم بوجه المخاطر القادمة، حتى لو اقتضى الأمر إيقاظ الفتن النائمة، فهم يدركون أنهم هزموا والأميركي حاضر بينهم، فكيف بعد الانسحاب سيكون حالهم، وفي طليعة المرتبكين ثلاثي التركي والسعودي وكيان الاحتلال، وها هم يدورون على أعقابهم بحثاً عن مخارج، يشغلون ما لديهم في الداخل والخارج، وإذا بدأنا بأردوغان سنجد عقدته في سورية تتعمق، ويسقط رهانه الملفق، وما يجري في المناطق الشمالية الشرقية، يقول بسقوط الرهان على حرب عرقية، وعلى تقسيم المناطق إلى إمارات، مع تكاثر الإشارات، إلى أن حربه الذكية تكشفت عن غباء كبير، فحدث ما لم يحسب حسابه من تحولات، وها هو الجيش السوري يدق النفير، وينتشر على الحدود فتسقط الكانتونات، فيتسابق الأميركي مع قرار الرحيل، ليفخخ العراق بالتقتيل، والسعودي المربك مما يجري في مأرب، وقد باتت أمام خيار الحسم الأكيد، لم يعد يعرف أين يضرب، فحطت عينه على لبنان، لأنه قادر على تنسيق الخطوات مع الكيان، وتفحص الأهداف يقول، إن الضغط سيكون على الحدود السورية- العراقية، ومستقبل المقاومة في سورية، ففيهما تكمن معادلة أمن الكيان، فيصرف الضغط على لبنان، للحديث عن عودة حزب الله إلى وراء الحدود، ويفكك العراق إلى ساحات، بأمل ظهور ميليشيات مذهبية إلى الوجود، فتمسك حدود سورية مع العراق، والهدفان يخدمان أمن الكيان، ويقدمان كإنجاز لوحدة الأوطان، فيكون الخطاب في العراق ولبنان، عن إعادة ضبط السلاح، ووقف مشروع ربط الكيانات والساحات، والهدف إسقاط المحور، ووحدها إسرائيل ترتاح، عندما تعزل عن بعضها المقاومات، ويقطع شريانها الأبهر، لكنهم لا ينتبهون إلى أن الوقت يسيل من بين أيديهم بخطى سريعة، ولن يتاح لهم إحداث الوقيعة، فإيران في تسارع مع الزمن للتقدم في التخصيب، ولذلك واشنطن مذعورة، وتستعجل المفاوضات، ومأرب ستتحرر في وقت قريب، ولا تملك عندها السعودية ترف الاهتمام أمام حضور الضرورة، وسورية ترسم معادلة الإقليم بانتصاراتها، وقريباً تقيم احتفالاتها، فمن يتوهم بإمكان رسم مصير العراق بعيداً من مشهد المنطقة، لم يتعلم بعد أنها أوعية مستطرقة، وأن الجنرال وقت يا سادة، هو الذي يملك دفة القيادة، فاحلموا في ليلكم، واركبوا أعلى خيلكم، وعندما تحين الساعة، لن تجدوا شماعة، تعلقون عليها خيباتكم، عندما تفيقوا من سباتكم

} 9-11-2021

صباح القدس للأسرى المنتفضين والأمعاء الخاوية، يعيدون البريق لفلسطين ويرفعون الأمة من الهاوية، ويقدمون المثال لمفهوم الالتزام بالقضية، فلا تهمهم حسابات الموازين، مؤمنون بحتمية الحرية، وإيمانهم يقين، لا تشبههم بشيء روح بعض المثقفين، يسألون عن الاحتمالات، ويبحثون عن الضمانات، ولسان حالهم دائماً ماذا لو لم تنتصر المقاومة، وماذا لو لم يتحمل أعداؤها الهزيمة، فميلهم دائم للمساومة، وتنقصهم دائما العزيمة، أما هؤلاء الأبطال فطريقة تفكيرهم تختلف، فهم يؤمنون بأن بضعة أرواح تأتلف، ستغير معادلة، وأن الأمر يستحق المحاولة، لمراكمة الوعي بالوقائع، فمن نفق الحرية درس بالقدرة على التحدي، إلى تحويل البطن الجائع، لميدان للصمود والتصدي، وإذا كانت وظيفة الاعتقال هي حذفهم من المشهد، وتحييدهم عن الفعل والتأثير، فهم كل يوم بجديدهم والأحداث تشهد، يشحذون همة ويوقظون ضمير، وقد باتوا هم الصورة الدائمة، بأفعال توقظ العقول النائمة، وهم خبر الصفحة الأولى، يعد لهم الناس أيام البطولة، كم صمدوا، وكم صاموا، متى سجدوا، ومتى ناموا، فهل سمعتم منهم سؤالاً عن الجامعة العربية، تحمل منهم لواء القضية، أو تساؤلاً عن موفد للجامعة، يزور الدول الكبرى لقضيتهم، وقد صارت القضية ضائعة، في حسابات الحكام وهويتهم، فكيف تأملون من الجامعة خيراً يرتجى، في كل شأن ترونها فيه حاضرة، تيقنوا أن عندها المرتجى، كيف تخدم المؤامرة، وكذلك في اهتمام السلطة، أم القضية بالتبني، وقد صارت مجرد خلطة، للتنسيق الأمني، لكنك تراهم قامات لا تنحني، واثقة من النصر القادم، لا تبني حسابها على التمني، ولا على قيادات تساوم أو تسالم، فهم واثقون بالنصر ثقتهم بشعبهم، يتخذون قوة اليقين من حبهم، ويحولون حب فلسطين إلى مصدر اقتدار، ولا يرونها مجرد شعار، ويؤمنون بأن كل فعل محسوب كل يوم، سيوقظ فئات جديدة من النوم، وكل نقطة دم لشهيد، ترسم الأفق الجديد، فهذا هو طريق الوعي، وتحويل نبض الحضور إلى وحي، فتنخرط قلوب وعقول جديدة في الصراع، وتضيف للحقائق حقائق جديدة، فالوعي لا يعرف الإشباع، بل يتراكم في عقول الأجيال الوليدة، ويصير مصدراً للإشعاع، وكما في تخصيب المواد المشعة، الأفكار تخصب الإرادة، فكلمات قالها أبطال نفق الحرية، وهم يساقون للمحكمة، تصير محاضرة موسعة، في مفهوم السيادة، تشرح معنى الهوية، بصورة محكمة، فيهتفون جميعاً بكلمة عائدون، فلسطين كلها لنا، ليردد الشعب وراءهم قادمون، نحن هنا، ولمن لم يفهم المقصود، من قيمة الكلمات، فهل أزال الاغتيال من الوجود، ما قاله نزار بنات، أم أنه صار رمزاً وأيقونة، وكلماته تتردد على كل لسان، وصار القاتل وصفة ملعونة، في كل زمان ومكان، إنه التراكم المقدس يا سادة، يصنع من الأسرى والشهداء القيادة، والأمة ولادة

} 10-11-2021

صباح القدس للأسد بكرة وأصيلاً، الثابت كالجبال وما بدل تبديلاً، وقد حشدوا له الكون إلا قليلاً، وما حاد عن هدف، ولا اهتز قلب أو ارتجف، ولا قبل المساومة، أو التخلي عن المقاومة، وقاتل قتال الأبطال، حتى انزاحت الجبال، وهزم الاحتلال، أسد العرين لا يهاب، تحالف الاحتلال والإرهاب، فمن كان شعبه معه، يعرف أن التاريخ يسمعه، ويناديه كي يصنعه، فيكتب بمداد الشهداء، وأرواح تعانق السماء، مستقبل البلد، فهذا هو الأسد، ويفتح للأمة آفاق، من لبنان إلى فلسطين واليمن والعراق، فالكرامة والعنفوان، رصيد للدول كما الإنسان، والدول كالناس متى هانت، أو خانت، فقدت المهابة والمكانة، وتقبلت الوصاية والإهانة، فصارت مجرد رقم بلا قيمة، أما الأمم العظيمة، فيبني رصيدها قائد لا يحسب لغير الحق حساب، ولو جندوا لإضعافه توحش الإرهاب، ولا يتخلى عن فلسطين، ولو باعها الآخرون، فالقلب المكين، لا يهون ولا يخون، ويثبت عند الحق كصخرة صماء، ومعه الأرض والسماء، حتى تراهم يعودون إليه، يتلون الندامة بين يديه، ويتراجعون، ويقولون، إن سورية الأسد بيضة القبان، في الزمان والمكان، وسورية تقول لكل قادم، إنها لا تخشى في الحق لومة لائم، فثوابتها معروفة، ويقرأ الموقف من حروفه، وأولها الجولان وبوصلتها فلسطين، ورفض الدخول في القطيع، خصوصاً نحو التطبيع، لكنها لا تمانع أن تفتح الباب للاعتراف بنصرها، أمام كل من عاداها وفرض عليها الحصار، فكلمة سرها، أنها تعرف كيف تحقق الانتصار، ولو جاء الأميركي يعترف بالنصر لن ترده، أو يفتح السفارة ويقول الشيء وضده، فهي تعلم أنهم لولا نصرها ما جاؤوا ولا قدموا، وهم يعلمون أنهم هزموا، وأن طريق النصر يتوجها الاعتراف، ولذلك تفتح سورية أبوابها ولا تخاف، ولا تطلب تغيير الآخرين للانفتاح، فهي ليست من أشهر على الآخرين السلاح، ولا هي ذهبت لبلادهم لتغييرهم، بل هم من جاؤوا لتغييرها، وهم من غامروا بمصيرهم، وسلكوا طويل الدروب وقصيرها، وها هم اليوم يعودون إليها، ويعرفون ويعترفون بما لديها، وهي تعرف ما فعلوا ويفعلون وتبتسم، فتنظيم الخلاف قاعدة العلاقات بين الدول، هكذا كانت منذ الأزل، وسيحكم التاريخ وتحكم الشعوب، على السياسات والمواقف والحروب، ولن يتأخر اليوم الذي يعرف فيه العرب، أن خيار سورية هو خيار الحق والأمل والتفاؤل، وأن من حقهم إشهار الغضب، على كل تخريب وتطبيع وتنازل، وحتى تنهض الأمة تقدم سورية مثالها، بمواقفها وأفعالها، وتمضي لطي صفحة الضياع العربي، ليسمع صوتها كل غبي، وغداً ستسمع الأمة، كلمة رئيسها في القمة، كما كانت تسمع قبل الأزمة، وتقول الشعوب ويصرح الشباب، أن الأسد هو صوتهم ورمز القيادة، في فهم النتائج والأسباب، وأهمية المقاومة وحفظ السيادة، فطوبى للنصر يشع على البلاد، ويطمئن العباد، وفي زمن الاعوجاج، والقادة النعاج، طوبى لقائد حكيم، يسلك الصراط المستقيم، وطوبى للبلد، الذي يقوده أسد

} 11-11-2021

صباح القدس ليوم جديد، فكيف أن كان يوم الشهيد، ومهر القدس شهادة، والطريق إليها عبادة، والشهداء هم سر الحكاية، فمنهم البداية وفيهم النهاية، عندما تصحو روح وتقاتل، بنية الاستشهاد، تقرر أنها بقوة العزم وفهم المسائل، أكثرية في البلاد، لكنها تحتاج للتحقق، إلى التدفق، فتطلق العنان لمشروعها، وللشهادة جوعها، والمشروع هو نهضة الأمة، وتعميم المقاومة، والدم هو حبر الأئمة، وعلى النصر علامة، فكلما سقط شهيد، كتب سطر جديد، ونهضت أرواح نائمة، وانطلقت ألسنة ساكتة، فالشهادة تهز الأرواح والعقول فتثور النفس المسالمة، وتشع الأرواح الباهتة، وهذا سحر كربلاء، وسر عاشوراء، فعندما يسقط الإمام شهيداً، يخرج الأحرار بعدما كانوا عبيداً، فالسيرة التي يفتتحها الشهيد، هي التي تحرر أرواح العبيد، وتنتقل من دار إلى دار، حبلاً من الأفكار، فتنير العقول حول القضية، ومحور الوعي هو الحرية، والشعور بالهوية، وما دام الوطن أسير، لا يهم أن تكون حر المسير، فأنت لا تملك تقرير المصير، ولو كانت يداك طليقة، وتنكشف لك أسوار الحقيقة، فالشهادة بألف مقال، تطرح ألف سؤال وسؤال، ما الذي يجعل هذا الشهيد يقدم على التضحية، بأغلى ما لديه، وعندما تحل الأحجية، تكون قد تتلمذت على يديه، وهكذا هم لا يموتون، بل أحياء فينا، إلى الساحة يعودون، يقاتلون بأيدينا، وعندما تدخل الشهادة كل بيت، لا يبقى بيننا مكان لميت، فكلهم أحياء يرزقون، حضورهم يمسك بأرواحنا، حاضرون في أفراحنا وأتراحنا، أحرار يتجولون ونراهم، نحس ببركة ثراهم، وبهم تحقق النصر أكثر من مرة، وصنعت ألف ثورة، فهم الأنقياء، وهم الأتقياء، ومشاعل الطريق والحق والحقيقة، وفي الحرب أشد قوة من الصواريخ الدقيقة، وهم مصدر التفوق على الأعداء، فلديه قتلى لا شهداء، لأن الشهادة ليست موتاً في حرب، بل مسار ودرب، الشهادة قبل الموت إرادة، وفيها يمكن سر الانتصار، وهذا معنى أننا نقاتل بالروح، فهي ليست الانتحار، بل العقل المفتوح، والوعي لسنن الكون، بينما الانتحار للأغبياء، الذين توهموا الصعود إلى السماء، وأصابهم عمى اللون، فالاستشهادي صاحب قضية يحب الحياة لكنه يحب الكرامة والوطن والناس أكثر، والانتحاري كاره للحياة يائس من الناس يكره نفسه ووجهه أصفر، والاستشهادي يرى الشهادة حلمه الأكبر، ويريدها ملحمة ودروس، بينما يرى الانتحاري نفسه تصغر، وينظر لحياته ككابوس، وهذا تميز الشهادة عن الموت وعن الانتحار، وصلتها بالوعي وصناعة الانتصار، في رفع المعنويات واستنهاض الهمة، والنهوض بالأمة، بالدم القاني تكتب الحقائق، فهي وعدنا الصادق

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى