أخيرة

قرداحي: طلقةٌ أم مدفع؟

} د. فلاح شمسة

ما أجمل القولُ السليمُ إذا ارتقى

من جُرحِ حُرٍّ شاهرَ الأرماحِ

ويدٌ مُضرَّجةٌ يلحُّ زنادها

بوميضِ ثأرٍ جاحمٍ قدَّاحِ

وممالكٌ عادت لِرِدَّةِ أمسها

في مأربٍ عادت لنكأِ جُراحي

حسبوا الحقيقةَ في دياجيرِ البغى

من صدرِعاريةٍ وليلِ نُكاحِ

والراقصاتُ يَدُرنَ في حلك الدُجى

من زُقِّ خمرٍ فيه كلّ مُباحِ

وأُسودُ حربٍ في ربيَّاتِ الوغى

خُمصُ البطونِ على صخورِ بِطاحِ

يمشونَ فوقَ الشوكِ مَشيةَ واثقٍ

كالبرقِ إن هَجموا بصعقِ سلاحِ

 صنعاءُ دونَكِ ألفَ تاجِ صنيعةٍ

فوق العروشِ نُصِّبَت لطلاحِ

رحماكِ قد عرّيِتهِم من ساترٍ

وضَحت لنا كوسيلةِ الإيضاحِ

حيَّتكَ يا يمنَ العروبةِ أُمَّةٌ

شمُّ الأنوفِ زها بها قرداحي

وفّى لها نذراً بعزِّ بُطولةٍ

هوَ هكذا أُوسِمنا بالأدواحِ

ولكُلِّ قرعِ تخلُّفٍ لبنانُ طلّ

مُحلِّقاً ببيانهِ بسماحِ

يا مجدَ وحيكَ في الجنوبِ اذا سما

نَسرٌ قوادمهُ المنايا بساحَِ

لبنان عزٌّلا يليقُ بمجدهِ

رتقُ الشفاهِ فيا لبؤس مُزاحِ

أن يعتلي صرحَ العروبةِ غابرٌ

ويسلِّمونَ الشامَ للذبّاحِ

حلِّق إلى اليمنِ السعيدةِ مدفعاً

أطبِق عليهم ضارباً بجَناحِ

واهوي على أصنامِنا فأساً على

صنمٍ يُطاحُ بهِ لِشرِّ مَطاحِ

***

قرداحي ظلَّت في الصحاري وممالكٌ

يخشونَ قول الحقِّ والإفصاحِ

يخشونَ خِشيَةَ من يُساقُ لِحتفهِ

فكأنَّ قولكَ طلقةٌ بكِفاحِ

وكأنَّ صوتكَ صعقهُ حُممٌ وصو

تكَ قد أقضَّ مَضاجِعَ الأقحاحِ

عربٌ وأيُّ عروبةٍ تجتاحُنا

ألغامُها في ليلةٍ وَصباحِ

حتى إذا نَزَفَ الجميعُ دَماً بها

قالوا مَلكنا المُلك عبرَ صِحاحِ

أمنَ العدالةِ أن يكونَ تُراثنا

نَهَباً ونُسلخُ كالشياهِ أضاحي

ويؤمِّرُ المُستعمرونَ رقاعنا

ويُركِعونا لِقبضةِ السفَّاحِ

يستامُنا ربُّ النويقةِ ماجناً

 بِمَسيّةٍ ويبيعنا بِضِحاحِ

تأبى الكرامةُ أن نُقادَ لمَذبَحٍ

فيهِ تُهادُ يمامةً بسُفاحِ

دأبوا على نشرِ الفضائحِ معشرٌ

وَهَنٌ على وَهَنٍ بكُلِّ بواحِ

يا ليتهُم نشروا السلامَ محبَّةً

وأقاموا نهجَ عدالةٍ وصلاحِ

عبثيةٌ… عادوا بنا لبسوسهم

مثل العنوزِ تحدَّرت لِنطاحِ

ومدى الحُديدَةِ أضرموا نيرانهم

والقدسُ تلعننا بكلِّ صباحِ

***

آليتُ إلّا أن أكونَ مُقاتِلاً

وقريضي بعضٌ من يدي وسلاحي

قرداحي هلِّم فالعُلا جبلٌ

يخشاهُ من أظناهُ داءُ كُساحِ

يتحدرونَ كما الشياهِ تعلَّةً

وإذا انبريتَ تكالبوا لنِباحِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى