الوطن

أوغلو للمسؤولين: جاهزون للتحرك على صعيد الأزمة اللبنانية الخليجية

أعلن وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، أن بلاده جاهزة للقيام بدور على صعيد الأزمة اللبنانية مع عدد من دول الخليج.

وكان أوغلو جال أمس على المسؤولين، فالتقى في قصر بعبدا، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أبلغ الوزير التركي أن «لبنان يرحّب بأي مساعدة يمكن أن تقدمها تركيا لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى ديارهم التي أصبحت بغالبيتها آمنة، ولا سيما لجهة الضغط على المجتمع الدولي لكي يقدم المساعدات للنازحين داخل سورية تشجيعاً للعودة»، مؤيّداً «تنسيق الجهود الإقليمية في سبيل ذلك مع تركيا والأردن والعراق».

وأكد «الرغبة في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، خصوصاً زيادة نسبة استيراد تركيا للمنتجات اللبنانية، ولا سيما أن الميزان التجاري يميل حالياً لصالح تركيا».

وجدّد الطلب إلى تركيا بالمساعدة على «عودة القبارصة الموارنة إلى قراهم في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص بعد التأخير الذي حصل لإنجاز هذه الخطوة لأسباب لوجستية وأخرى مرتبطة بانتشار وباء «كورونا».

وكان أوغلو نقل إلى عون رسالة شفهية من  أردوغان، أكد فيها «عمق العلاقات بين لبنان وتركيا»، ورغبته في «تطويرها وتعزيزها على مختلف الصعد»، مهنّئاً بـ»قرب حلول عيد الاستقلال». وأشار إلى أن «الزيارة الرسمية المرتقبة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى تركيا ستكون مناسبة للبحث في الاتفاقيات المشتركة التي تزيد العلاقات بين البلدين وثوقاً».

وأعرب أردوغان عن أمله في أن «يتجاوز لبنان قريباً الأزمة التي نشأت بينه وبين عدد من دول الخليج»، واستعداد بلاده «لتقديم أي مساعدة في هذا المجال».

 بعدها استقبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، أوغلو في حضور سفير تركيا في لبنان علي باريش أولوسوي وكان عرض للأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.

 وبعد اللقاء، أعلن أوغلو أنه نقل إلى برّي التحيات الحارة من رئاسة الجمهورية التركية والمجلس النيابي في تركيا وقال «كانت لدينا فرصة لتقويم وكيفية تطوير العلاقات اللبنانية التركية. الرئيس برّي وضعنا في أجواء الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في آذار المقبل واتفقنا على أهمية تطوير العلاقة بين المجلسين وتبادل الزيارات على مختلف المستويات بين البلدين». ووصف اللقاء بأنه مثمر.

ثم  التقى أوغلو والوفد المرافق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا وشارك في جانب من الاجتماع  وزير الصحة العامّة فراس الأبيض.

وأكد ميقاتي متانة العلاقات اللبنانية – التركية،  فيما وجّه أوغلو  إلى ميقاتي دعوة رسمية لزيارة تركيا قريباً للبحث في مجالات التعاون.

كذلك، التقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب في مقرّ الوزارة، نظيره التركي وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع الإقليمية، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم في مجال التدريب الديبلوماسي.

بعد اللقاء عقد الجانبان مؤتمراً صحافياً فتحدث بوحبيب الذي أشار  إلى أنّ «لبنان وتركيا يستضيفان، بالإضافة إلى الأردن والعراق، العدد الأكبر من النازحينِ السوريين، لذا، من مصلحة هذه البلدان توحيد جهودها ومقاربتها للمسألة ودعوة المجتمع الدولي لتحمّلِ مسؤولياته لجهة التوزيع العادل للأعباء وتقاسم المسؤوليات، وللعمل على عودة النازحين الآمنة والكريمة إلى بلادهم».

وقال «عرضنا المستجدات الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على بلدينا وعلى دول المنطقة».

من جهته أشار أوغلو إلى أن زيارته لبنان هي من أجل «تأكيد دعم تركيا المستمر للبنان ومن أجل دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لزيارة تركيا والقيام بالتحضيرات الأوليّة لهذه الدعوة»، مؤكداً ضرورة أن «يدعم الجميع الحكومة اللبنانية من أجل أن يتخطى لبنان الأزمات التي يمرّ بها ومن أجل أن تقام الانتخابات النيابية في موعدها». وشدّد على أهمية «ألاّ يضطر الشعب اللبناني الشقيق إلى دفع الثمن للمساومات الإقليمية وهذا الشعب ينتظر الحلول العاجلة لمشاكله».

وأعرب عن شعوره بالحزن «جرّاء الأزمة التي حدثت بين لبنان والخليج»، آملاً «حلّ هذه الأزمات بين الاحترام المتبادل والمناقشات والطرق الديبلوماسية ونحن جاهزون للقيام بدورنا في هذا الموضوع، كما سنستمر بالعمل في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية سوياً».

وكان وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام سمع من أوغلو خلال اجتماعهما في مقرّ إقامة الأخير، استمرار أنقرة في دعم الاستقرار الاقتصادي في لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى