أولى

على طريق فلسطين

 معن بشور

لم يكن نجاح الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني في يومه الأول محصوراً بقدرة منظميه في المؤتمر العربي العام على حشد هذا الكمّ من ممثلي الشعب الفلسطيني بمعظم تنظيماته وقواه، والأمة العربية بغالبية أقطارها وتياراتها، وأحرار العالم بكلّ قاراتهم فقط، ولا حتى بمستوى الكلمات والأوراق الهامة التي قُدّمت فحسب، ولا أيضاً بتوقيت الانعقاد في ظلّ تطبيع ينزلق إلى تحالف وتطبيع من بعض الحكومات لصالح العدو الإرهابي، واتهامات دول استعمارية لحركات المقاومة بالإرهاب… بل كان نجاحه الأهمّ، في تقديري، أنه كان مصدر متابعة من أسرانا وأسيراتنا الأبطال داخل السجون ليروا ويسمعوا كيف ينظر شرفاء أمتهم وأحرار العالم إليهم مناضلين من أجل الحرية، وكيف يحرصون أن يؤكدوا لهم انهم ليسوا وحدهم، إذ ما من كلمة تبدّد وحشة السجون وظلمة القمع أكثر من هذه الكلمة.

اليوم الثاني لهذا الملتقى أمس الأحد خصّص لشهادات حيّة من أسرى محررين ومن عائلاتهم تحكي عن معاناتهم، ومن هيئات داعمة للأسرى تتناول تجاربهم…

 أن تجمعنا فلسطين بعناوينها المتعدّدة، ليس نصرة لفلسطين وعناوينها فقط، بل هو توحيد لنضال أمة ما أتْحدّت يوماً إلا ـ وانتصرت.. وما انقسمت يوماً على نفسها إلاّ وفشلت وذهبت ريحها..

سماح ادريس كان هناك…

في الجلسة الأولى للملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني كان اسم سماح سهيل ادريس حاضراً بين الأسرى والمعتقلين.. كيف لا وسماح كان أيضاً أسير تعلّقه بفلسطين… بل أسير فكرة الحرية التي لا يمكن فصلها عن قضية فلسطين…

 من رسالة أحمد سعدات من سجنه إلى الملتقى، وقد تلاها رفيقه الدكتور ماهر الطاهر، إلى كلمة القامة العروبية الكبيرة من مصر حمدين صباحي، إلى آخرين لم يكن ممكناً لهم الانتصار لفلسطين دون الانتصار للأوفياء لها، لا سيّما اذا كانوا كـ سماح يقولون «إذا تخلّينا عن فلسطين تخلّينا عن انفسنا».

نمّ قرير العين يا سماح… فلن نذكر فلسطين يوماً إلاّ ونذكر أسير عشقها «سماح سهيل ادريس».

 من المحيط الى الخليج

نعم لفلسطين لا للتطبيع…

في العديد من أقطار الأمة ودول العالم تقام وقفات وندوات ومؤتمرات ومبادرات في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي اختارت له الأمم المتحدة موعداً هو ذكرى صدور قرار التقسيم (١٨١) الذي أقام في فلسطين دولتين واحدة للعرب والثانية لليهود الذين أقاموا «دولتهم» بعد أشهر على ذلك القرار فيما لا يزال عرب فلسطين ينتظرون قيام دولتهم دون جدوى…

بين هذه الفعاليات يبرز الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني على مدى يومين وضمّ المئات من شرفاء الأمة وأحرار العالم… كما تبرز الوقفة التضامنية التي دعت إليها مجموعة العمل الوطنية لمساندة فلسطين في العاصمة المغربية تضامناً مع فلسطين ورفضاً لزيارة وزير الحرب الصهيوني واتفاق التطبيع الذي وقعه مع الحكومة… وبرزت أيضاً الدعوة إلى وقفة مماثلة دعت إليها المبادرة الوطنية البحرينية لمناهضة التطبيع مساء أمس الأحد بما يؤكد موقف الأمة من المحيط إلى الخليج الرافض للتطبيع الذي وانت انتزع توقيع بعض الحكام فهو مرفوض من الشعوب…

وكما قال الشابي يوماً:

إذا الشعب يوماً أراد الحياة

فلا بدّ أن يستجيب القدر

بل نردّد هتافات طالما صدحت به الحناجر:

من مراكش للبحرين

شعب واحد مش شعبين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى