أخيرة

مَرافق

في طريقي الى السوق، مررت هذا الصباح بمجمّع سكنيّ على مرمى حجر من السوق… لقد بدئ بإنشائه منذ ما يقارب الثمانية أشهر… وصلت العمليّات الإنشائية الى مراحلها النهائية منذ أسبوع تقريباً… الملاحظة التي جعلتني أخلص إلى نتيجة أنّ المشروع قد وصل الى خواتيمه أنّ الجرّافات بدأت بإزالة جميع المرافق التي أُنشئت خدمة للمشروع… كالمكاتب المتنقّلة والمرافق العامة، ومولّدات الطاقة وحاويات المياه… في المساء… أصبحت أثراً بعد عين… لست أدري لماذا استفزّني هذا المشهد لإجراء مقارنة تجريدية بوضع سبعة دولٍ… بين ممالك وإمارات تمّ إنشاؤها في أواسط القرن الماضي خدمة لمشروعين… النفط و”إسرائيل”… النفط آخذٌ في التأرجح بين النضوب وبين فقدان الأهمية… و”إسرائيل”، وبعد الذروة التي وصلتها في حرب الأيام الستة… انطلقت في طريقٍ نازلة توّجتها بمجموعة من الحروب الصغرى ضدّ حزب الله والمقاومة في غزة… لم تفلح في كسب أيٍّ منها… وكلّ المؤشرات تؤشر إلى أنّ الحرب المقبلة ستحمل في طيّاتها طيّاً لصفحة هذا المشروع القميء… شخصيّاً أعطيها أربع سنوات فقط لا غير… خطأ في الحساب، أو جرعة زائدة من التصعيد، أو خطوة غير محسوبة… ستقذف المنطقة برمّتها في أتون صراعٍ لن يتوقف إلا بالخلاص من هذا الكابوس المدعو “إسرائيل”… وستبدأ الرافعات والجرافات تزامناً مع الخاتمة بإزالة إمارات وممالك أُنشئت لزوم المشروع… مشروع النفط و”إسرائيل”.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى