حديث الجمعة

صباحات

} 3-12-2021

صباح القدس لليمن وحب الحياة مع البطولة، في عرس آلاف الشباب والصبايا، وطن تحت الدمار بعرضه وبطوله، يعرف كيف يرد المنايا، يخوض الحياة والموت بابتسامة اليقين، وصلاة العبور إلى فلسطين، نحب الحياة لكننا  لا نخشى الموت، أما انتم فتخشون الموت ولا تعرفون للحياة قيمة، كمن يهرب من الموت مذعور من قرقعة صوت، وفي حالة قلق مستديمة، ووحدهم يحيون العمر بفرح وكرامة، من تصالحوا مع الموت ولاعبوه، أما الذين تلبّسهم الجبن وقلق السلامة، فهم رفاق الذل ولاعبوه، فهل يقال في الذليل محب للحياة، والأذلاء يعدون السنين يخفضون الحياة، وهل يقال للكريم والشجاع محب للموت، وهو يحيا مرفوع الجبين عالي الصوت، والموت عندما يأتي بلا استئذان، يميز الشجاع من الجبان، ويعرف من تنازل عن الحق طلباً للسلامة، ومن رفض على حق مساومة، لذلك يعرف اليمنيون أن يفرحوا، بمثل ما يعرفون أن يجرحوا، فكليهما عندهم فعل حياة وكرامة، وتجسيد ثقافة المقاومة، وكما في اليمن أكبر تظاهرة، في اليمن أكبر عرس جماعي، وكما صار اليمن ظاهرة، أظهر عقله الإبداعي، فبدلاً من النقاش العقيم والسجال، جاء الرد بالفعل بدلاً من ألف مقال، فأي جواب على عرس آلاف الشباب، والمقاومة تجمع الأحباب، وتفتح للحياة بالفرح ألف باب، وهذه كجنازات الشهداء، إيقاع واحد لا يعرف التفاهات، كما نحيا نموت واقفين، نقبل عليهما واثقين، فكل منهما عرس وولادة، عرس زواج وعرس شهادة، وكليهما تعبير عن الروح، وثقافة الفرسان، فالحياة تأتي وتروح، والبقية للأوطان، وحكمة اليمان لمن يحبون القراءة، أننا قادمون من كل عرس، لسنا من يطلب البراءة، من مستقبل القدس، فكما العرس عرسنا، القدس قدسنا، وبروح الفرح ذاتها قادمون، وبين السطور رد على بعض السخافة، عن نقص الشباب في جبهات الحرب، وتعويضها بالإيرانيين من الحراس، يحتشد في ساحة الثقافة، سبعة آلاف صبية وشب، وبدلاً من أن يقولوا نحن هنا يحيون الأعراس، فهل وصل الجواب لمن فبرك وكذب، بأن لدى اليمنيين وقت للترف، ووقت للغضب، وكما العرس في صنعاء، شهر العسل في مأرب، صلاة للفجر، وصلاة للمغرب، هكذا هو اليمن مدرسة الحياة الكريمة، ومن اليمن جاءت الحكمة القديمة، أرفع المقام ابتسامة العريس وابتسامة الشهيد، فكونوا في كليهما أسياداً لا عبيد.

} 4-12-2021

صباح القدس لذكاء التوقيت إخراجاً، والاستقالة كانت عندما طلبت اذعاناً إذلالاً، وصارت اليوم إحراجاً، ويكفي في قراءة رد الفعل استدلالاً، قبل شهر كانت قناتهم تقول، إن التعنت يعقد الحلول، وبالأمس صار الخبر العاجل غير مهم للغاية، لأنه يكشف سر الحكاية، فالذي راهن في اليوم الأول  على دب الذعر، توقع مزيداً من العناد بعد شهر، وكما أراد تدحرج الانهيار في البداية، أراد التهرب من المسؤولية في النهاية، وجورج قرداحي لاعبهم بذكاء التوقيت، وحشرهم في الركن المميت، وكما اسقط خطتهم الأولى بعدم الوقوع في الهلع، اسقطت خطتهم الثانية بعدم الوقوع في الدلع، وحسبها وقلبها وفكها وركبها، يريدون القول إن الحل جاهز، وأن تفاهم ماكرون معهم ناجز، وأن عناد قرداحي والحلفاء سبب التعطيل، وأن القضية لا تحتاج إلى تحليل، وبفشل فرنسا يصير على الحكومة أن تستقيل، ومعلوم أن بعدها ليس إلا الفراغ بديل، فقال قرداحي ها هي الاستقالة، ما دام ماكرون واثق من النجاح، فقضية الوطن تستحق المحاولة، والاستقالة باتت اليوم سلاح، فقال خذوها إن كنتم صادقين، وإن كذبتم فواجهوا أنتم أسئلة اللبنانيين، وليقل عندها ماكرون، إنه علق والقوم ماكرون، وعليه أن يلتف ويدور، ومعه ميقاتي، في تدوير الأمور، وخذي وهاتي، لكنهم لن يستطيعوا القول إنهم كانوا مستعدين، للحل والتليين، وعطلهم قرداحي، ومن خلفه المقاومة، فقال لهم خلقت الأضاحي، لتمنع لحظة ظالمة، وقلب الطاولة، وغير قواعد الإشتباك، فعليهم الآن المحاولة، للتخلص من الشباك، فإن حلحلوا كان له السبق، وإن افشلوا كان له شم الحبق، وفي الحالتين حفظ للبنان وجود حكومة، ومنع وقوع الفراغ والفوضى، وآخر همه كيف تعاملوا مع المعلومة، ومن يغضب ومن يرضى، وأحرج كل الذين طالبوه، والذين ظلموه وحاسبوه، وقال هاتوا دليلكم إن كنتم صادقين، وأولهم رئيس الحكومة والوزراء، وسلالة المنافقين، والكتبة والكسبة والعملاء، ورمى الكرة في ملعبهم، فإن ردوا الكرة كان بها، وإن بقيت في الملعب فليس هو لاعبها، وكما كانت الحرب في اليمن عبثية، لا تزال، وكما كان رفض الإستقالة صار قبولها تعبيراً عن الاستقلال، فالقضية هي إسقاط الرهان على السقوط، السقوط في الذل أو في التسبب بالضغوط، والقضية في مخاطبة الرأي العام، في البداية برفض الإستسلام، وفي النهاية في كشف حقل الألغام، وغداً عندما تنجح المحاولة الفرنسية سيكتب له النجاح، وعندما تفشل سيتحول الفشل إلى سلاح، وبدلاً من أن يوجه السلاح إلينا، نقول أوفينا بما علينا، فاسألوا أصحاب سحب الذريعة، عن وعودهم بحلول سريعة، ولا تبقوا مجالاً للشك، أن الحل أوشك، وعطله عناد قرداحي وموقف المقاومة، فلتحمل فرنسا عبء التصعيد، ولا ذريعة بموقف عنيد، فإن كان المطلوب إظهار المرونة، واختبار النوايا، فلبنان اليوم قوي بمبادرة الوزير، وعلى حامل المؤونة، تدوير الزوايا، وإظهار جواب الأمير، وهكذا تدار المعارك الرابحة، وتتخذ المواقف الناجحة، فالتحية الواجبة على الحسابات الصائبة، لحسن التقدير، لقرداحي الأكثر من وزير، فهذه حسابات قائد نبيل، بعيداً عن التزمير والتطبيل، يتقن ذكاء التوقيت ويعرف مكانة الأخلاق، الضربة التي لا تسقط لا تميت بل يسقطك النفاق.

} 6-12-2021

صباح القدس لفلسطين وقدسها، وفي كل يوم عملية وشهيد، ففلسطين من دون العرب تحيي عرسها، وهي وحدها بيت القصيد، فمنذ ستة شهور وفلسطين، أم تهدأ ولم تستكين، من عملية الأسرى في جلبوع، وفلسطين في طريق اللارجوع، في يوم طعن بسكين، وفي يوم إطلاق للرصاص، وفي يوم دهس للمستوطنين، وفلسطين تشق الطريق إلى الخلاص، ولا خلاص إلا بالمقاومة، وقد جرب التفاوض واختبرت المساومة، وها هم الأسرى في الإضراب عن الطعام، يكشفون زيف التفاوض وكذبة السلام، وقد نصت الاتفاقيات على إطلاق سراحهم، لكن الذي جرى تعميق جراحهم، فالسلطة شاطرة بالحكي، وإذا لزم الأمر البكي، لكنها ملتزمة بالتنسيق الأمني، ولا مانع عندها أن تغني، فالتزام الاتفاقيات ملزم، لكنه عند حرية الأسرى للإجتهاد، وإذا حرر أسير ملتزم، لا مانع من اقناعه بالإبعاد، وقد سأم شباب فلسطين الكذب والتدجيل، وما عادوا يقبلون للحرية من تأجيل، وهم يحملون عبء القضية من جيل إلى جيل، فدقوا الجرس وقالوا كفى الإنتظار، لا تقابل الأوقية إلا بقنطار، وقنطار الأسرى طريقه معروف، إلى الشهادة أو النصر مهما كانت الظروف، وهكذا ساروا، وهكذا ثاروا، وكل بما ملكت يمينه، ومن لا سلاح بين يديه  لديه سكينه، وهذه الإنتفاضة المجيدة، تعني أن المنازلة الكبرى ليست بعيدة، ففلسطين تغلي على نار ساخنة، والشعب لم يعد يطيق مع الاحتلال مساكنة، والأرض التي كانت خارج التفاوض عند الاحتلال، هي الأرض التي يخرج منها للمقاومة الرجال، فالمواجهات تدور في القدس والداخل، حيث لا يحتمل الإحتلال مشكلات، وقد توهم أنها صارت مناطق محسومة، ويكتشف اليوم أنها شوكة في زلعومه، وحيث لا يفيده نفاق السلطة واستزلامها، ولا معونة أزلامها، وفي الضفة مهما بلغ التنسيق وتسبب بالمظالم، فلحظة النزال تغير المعالم، وتوحد المنقسمين، وكلمة السر فلسطين، وتعزل العسس، وما تدعبس، أما غزة فعلى رغم الحصار معتزة، وفيها عرين المقاومة، على رغم عروض التحييد، والمكاسب والإغراءات، شرطها للتهدئة قديم جديد، الحصار والأسرى والمقدسات، وعلى إيقاع العمليات اليومية، شعب تغلي الدماء في شرايينه، لا ينتظر تنظيما طالما وجد الضالة في سكينه، وها هو يقدم كل يوم قرباناً، في حرب يخوضها الشبان، ليقولوا إن فلسطين لن تضيع، ولن يضيرها تتبيع وتطبيع، وأن للقضية شعب لا يشتري ولا يبيع، ويفرض إيقاعها، على من توهم أنه باعها، ومن يستطيع الزعم بأنه يملك المفتاح، فليمنح الأمن للاحتلال كما وعد، وكلهم مدججون بالمال والسلاح، والشعب أعزل أجرد، فليسألوا المحتل ما قيمة التطبيع والتنسيق، ما دام أمنه تحت قبضة سكين، وما دام ينام ويفيق، على رعب المقاومين، وما نفع ألف صديق، إن كان العدو في الدار، وما داموا لا يملكون الإبريق، التي تطفئ النار، والمؤمن بألف زنديق، عند الإنفجار.

} 7-12-2021

صباح القدس لمن يحمل المسؤولية، ولا يكتفي بالمواقف المبدئية، هذا معنى مؤتمر اليوم، أن المثقف ممنوع من النوم، إعلاميون ضد التطبيع، مؤتمر للتنفيذ والتشريع، معناه أننا لا نشتري ولا نبيع، ففلسطين عندنا هوية، والقدس عنوان القضية، والكيان مرض عضال، فليسقط من مد يده للاحتلال، والتطبيع إعلان قبول بالعدوان، وتشريع للذل والهوان، فكيف تكون عربي الهوية، وتغار باسم العروبة على العلاقة بالسعودية، وفي كل يوم لك عرس، تتحدث فيه عن الخشية على العروبة من الفرس، وأنت تجاهر بالدعوة للحياد والحياد تطبيع، أو تدعو لوقف مقاومة البلاد، وتشغل بالك بجمع السلاح بحل سريع، إن لم تكن عروبتك مزيفة، كنت تنكرها مع دعاة العروبة المجيفة، الذين قاتلوا جمال عبدالناصر، وصاروا اليوم عرباً أقحاح، فلتقل لنا من تناصر، وعلى من تشهر السلاح، فبعدما قاتلوه باسم الإسلام، وكفروه في الإعلام، واليوم يحاربون المقاومة، بعروبة منافقة، كي تبقى العروش سالمة، يقتلون كل كلمة صادقة، وكل من يقبض مالاً من الإعلاميين، ويحاضر برائحة الكاز عن العروبة، اعلموا أنه باع فلسطين، ولا حاجة لفك الألغاز، لكشف الأكذوبة، فتعالوا معشر الشرفاء، كي لا تبقى الكلمات خجولة، نشكل مرصداً للهجاء، نجعل من كل مطبع أمثولة، نتابع كل يوم ما يكتب وما يقال، وندقق بعين فلسطين كل مقال، وننشر كل شهر لائحة للعار، لكل من روّج للتطبيع في برنامج أو مقال وأخبار، ولائحة الشرف لكل من اتخذ موقفاً فلسطيني الهوى وشكّلت فلسطين مرجعه، من قاطع مباراة أو ألغى مؤتمراً ترفع له القبعة، فلدينا من الجزائر بطل نكرمه، ومن ماليزيا مكرمة، وكمشة تراب من فلسطين، هدية يقدمها المؤتمر في احتفال، لكل من عبر عن اليقين، برفض التطبيع وقدم المثال، وبالمقابل ألم تسمعوا بالذي قال في برنامج على الهواء، إن الحديث عن الإجماع على رفض التطبيع أنه هراء، وإن التطبيع وجهة نظر، فليترك برنامجه بمن حضر، وتعلن عليه المقاطعة، من دون مراجعة، وتسقط بدعة الرأي والرأي الآخر في قضية التطبيع والتعامل، ونظرية استعمال المنابر وأهمية التواصل، فالمقاطعة سلاح كما الموقف، والكل يجب أن يعرف، أن الدعوة لتجاوز القول إلى الأفعال، تعني استعمال سلاح الموقف ولا تعني الابتذال، ولا هي تهديد بالحاق الأذى والسوء، بل سقفها توجه للقضاء، وإلا فإن الأحوال ستسوء، ونصبح مع العدو أشقاء، وتصير فلسطين قضية عقارية، تسببت بخلاف بين أبناء العمومة، ومجرد مسألة إدارية، لا أمة مظلومة، فلتتشكل في كل بلد، لجان للمتابعة، تقوم دورياً بالمراجعة، للوائح الشرف ولوائح العار، وتنشر المواقف والأخبار، فإضاءة شمعة في الظلام، خير من قناطير الكلام.

} 8-12-2021

صباح القدس للحق الصادح على ألسنة الأسرى بين أيدي السجان، فهم معادلة موازين القوى بين المقاومة والكيان، فماذا يتوقع المحتل أكثر من قدرته على الأسر والتعذيب، لإسقاط الإرادة وضرب المعنويات، والأسرى معزولون عن كل حبيب وقريب، ويعانون قهر الزنزانات، وما لا تكسره القيود تكسره السنوات، فهل سمع منهم ما يقولون، وفهم المعادلة التي يمثلون، أليس حزب الله أول المحرمات، والسيد نصرالله عنوان التحدي، فهل سمع الأسرى يهتفون بأعلى الأصوات، بالدعاء للسيد بالقدرة على التصدي، أليست هذه نتيجة اختبار النجاح والفشل، كمثل اختبار القبة الحديدة، فمن يزعم أن القبة تصد الصواريخ، عليه تذكر سقوطها على تل أبيب، ومن يتوهم بالأسر تزوير التاريخ، عليه أن يترك الأسير وحده يجيب، ويسمع ويصغي ماذا يعني الهتاف لفلسطين من الغور إلى البحر، وماذا تعني الثقة بتحقيق النصر، ومع الدعاء للمقاومة دعوة القيادات لعدم المساومة، ونداء الشعب لمزيد من الصمود، حتى إزالة “إسرائيل” من الوجود، أليست هذه علامات فشل الرهان، على أن القوة تهزم الإرادة، كالفشل في الميدان، في الفوز بحرب واحدة على رغم الإعادة، ألم يقيموا خطاً بيانياً لمعنويات الأسرى، ووجدوا أنها مع سنوات السجن تزداد ارتفاعاً، ليكتشفوا أن السجون صارت أكاديمية أركان القيادة، وأنها تصقل الوعي وتزيد المهارات والذكاء التماعاً، بمثل ما تفعل الحرب في قدرات المقاومة، تطور سلاح الردع أضعافاً مضاعفة، فتصنيع الصواريخ يتصاعد دقة ومدى واتساعاً، كلما زاد سلاح الاحتلال خطورة، وصارت معادلة الردع ضرورة، وإذا قبلنا معادلة العلم أن الزمن هو الذي يرسم خط المستقبل، وسألنا عباقرة الكيان، حالكم من قبل أم اليوم أفضل، واختاروا لما قبل أسوأ أيامكم، كما في الحرب مع لبنان، قارنوا المسار الأخير بالأول، وميزوا الكوابيس من أحلامكم، ومثلهما ما يقوله الأسرى من معدالات ويلعبونه من أدوار، من أبطال نفق الحرية إلى القنطار، وتساءلوا عما تفعله السنوات، وأجيبوا بالحقائق، فلن يفيدكم مطبع جبان أو متهافت، أو مرتزق منافق، تساءلوا في سركم، عما آل إليه أمركم، وكيف تلفظكم الجغرافيا كما نبذكم التاريخ، لتعلموا أن الأمر ليس بالصواريخ، بل هو مسار حتمية الزوال، والتفكك هو المآل، حيث لا سلاح يجدي ولا مال، أمام عزم الشعوب، على خوض الحروب، ومعارك الأمم، نصر يبدأ بمقاومة من العدم، فكروا بما هو آتٍ بخلفية ما هو قائم، وتساءلوا عن أسير يهتف لحزب الله وحسمه المقبل، فماذا تنتظرون، وماذا تقول لكم السنون، بعدما كنتم قوة الشرق التي لا تطال، وصرتم أوهن من بيت العنكبوت، هل في جيبكم حل لحرب المعنويات وسلاح الردع، أم هو  المريض بالعضال يحتاج الكاهن كي يسمع، أن عليه الإستعداد كي يموت.

} 9-12-2021

صباح القدس لمن أعطى المعنى لكلمة نفوذ، لفتاة يخجل الربيع منها وبكحل عيونها يلوذ، وقد منحت للسكين شرف المهمة، بعدما تلكأت عن واجبها الأمة، وباستثناء قبضة من الأسرى والمقاومين، الذين نذروا أرواحهم لفلسطين، أزاحت الرجال من الواجهة، وقالت هكذا تكون المواجهة، نفوذ حماد من الشيخ جراح، ليست في حاجة إلى السلاح، فقلبها قنبلة وعبوة، وعيونها ذات سطوة، وقبضة اليد مع السكين سيف مسدد، يتقن التصويب على الهدف المحدد، والهدف هو إسقاط مشاريع الإستيطان، وإفهام قادة الكيان، أن لا جدوى من الحشود الأمنية والعسكر، فالشعب قوة لا تقهر، وفي القدس وأحيائها والمسجد، لا مكان لعابث مفسد، في الليل نأتيه في منامه، ونقطع بالسكين حبل أحلامه، فلا تراهنوا على تقادم الأجيال، ونحن إثبات المحال، فكل جيل سيجعلكم تترحمون على من سبقه، وكل جيل فيكم سيلعن السلف الذي علمه على السرقة، فأجيال فلسطين أفضلها أصغرها كأوراق حبقة، وأجيال المستوطنين كلما صغرت ضعفت كصيصان قرقة، وإذا كان الدرس الأول هو ارحلوا قبل أن تروا ما لا تحبون، فالدرس الثاني لا تراهنوا على الزمن أيها المستوطنون، أما الدرس الثالث فإلى العالم يتفرج صامتاً ويستكين، اعلموا معنى أن تخرج طفلة تطعن بالسكين، فالعالم كله سيقف على قرنه، مهما صنع من تسويات وتفاهمات، ما دامت فلسطين، ما بين العريش وعرنة، ساحة للعدوان والانتهاكات، ونفوذ تحسم حربها بطعنة، فالحروب تحسمها عبرة، وبعد نفوذ كل الكيان في محنة، والقضية تختصرها فكرة، أي أمن وأي سلام وأي تطبيع، ومن هي الحكومات ومن هم الزعماء وكل من يشتري ويبيع، ما دامت طفلة في عمر الربيع، تمتشق سكيناً وتطعن، وتحكم التاريخ بسكينها وتلعن، كل من باع، أو خان، أو تخاذل، وترد الصاع، بالأوزان، أضعاف المقابل، وترسم معادلة الأيام المقبلة، هنا فقط يمكن القول إن الشعب يريد، وليس في ثورات البريد، والثوار العبيد، هنا الثوار الأحرار، في كل بيت ودار، هنا فقط الشعب قال وانتهى، لن تسير الأمور وفق المشتهى، فلا صفقة القرن ولا حل الدولتين، القدس لنا أولى القبلتين، وغداً عندما تخرج طفلة في التاسعة، لا  تقولوا أصابنا الذهول، فقد أنذرتكم نفوذ ودعتكم للمراجعة، لأن فلسطين في زمن اللامعقول، فاستلحقوا الأمور قبل حدوث ما لا تتوقعون، فكلمة السر يقولها الفلسطينيون، خرجت نفوذ، وبالله تعوذ، من شر ما خلق، وبعد نفوذ سيقاتلكم الورد والحبق.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى