أخيرة

مصالحة

يعلم “دعبس” ولست أدري انْ كان يعلم انّ هناك من يعلم… انه لا يستطيع التحلّل من أمرين في الإتفاق “التحتاني” الذي تمّ بينه وبين “الإسرائيليين”، ومنذ فترة طويلة… الأمر الأول… التنسيق الأمني، الذي نعتَه بأنه مقدس عدة مراتٍ… الأمر الثاني… لم يصرّح به “دعبس”، ولم يتكلم عنه… ولكن من خلال الممارسات التي دأب عليها ومنذ زمن بعيد، يستطيع المرء ان يعرف بما لا يدع مجالاً للشك، انّ الرجل ألزم نفسه به ولا يملك منه فكاكاً… ألا وهو… الإبقاء على حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية… تجتمع الفصائل… يجتمع الأمناء … يخرجون بقرارات… يخرجون بتوصيات… كلها تدعو الى إعادة اللحمة… وكلها تدعو الى إنهاء الانقسام … تذهب التوصيات والقرارات الى لجان التطبيق والتنفيذ… تبرز العراقيل من حيث ندري ولا ندري… يصبح كلّ شيءٍ في خبر كان… ونعود الى المربع الأول…

بعد فترة يتداعى الأمناء أو قيادات الفصائل إلى اجتماع آخر، يُدعى له بعد لأيٍ … مرةً في القاهرة… مرة في بيروت… مرة أخرى في القاهرة… وهكذا دواليك… بدون ايّ نتيجة… يجدون ألف حجة لنسف أيّ اتفاق… وتحطيم ايّ سياق … آخر هذه المحاولات، هي المحاولة الجزائرية… والتي يجري التمهيد لها الآن… قبيل القمة العربية، والتي ستعقد هناك… أنا أراهن من الآن انّ هذه المحاولة ستجد أيضاً طريقها الى الفشل، لأنّ هذا الثعلب العجوز، والذي ابتلينا به لن يعدم وسيلة لإفشالها… ليس فقط لأنّ المصالحة لا تعني شيئاً بالنسبة إليه، ولأسباب كثيرة… ولكن لأنه يعلم تماماً بأنّ أيّ نجاح في هذا الإتجاه… سيعني انه لن يتسلّم قرشاً واحداً من الاحتلال.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى