السيسي التقى ميقاتي في القاهرة: ندعم لبنان على كل الصعد ونلبّي مطالبه
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «أن لبنان بحاجة إلى وفاق سياسي لإعادة استنهاضه من الكبوة التي يعاني منها ولكي يعود منارة العرب». وشدّد في خلال استقباله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على «دعم لبنان على الصعد كافة» وأنه أعطى توجيهاته إلى الوزارات المختصة للاهتمام بكل مطالب لبنان وتلبيتها وفق الإمكانات المتاحة.
وكان ميقاتي زار القاهرة أمس حيث استقبله السيسي في قصر الاتحادية بحضور رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ووزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامّة عباس كامل. وجرى، على مدى ساعة وربع الساعة، عرض العلاقات اللبنانية – المصرية والوضع في المنطقة.
وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان، أن السيسي أكد «الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد على الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدّرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني».
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن ميقاتي أشاد «بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة في ظلّ استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خصوصاً على المستوى السياسي والاقتصادي، مؤكداً اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل، ومثمّناً التجربة المصرية الراهنة المبنية على أولوية النجاح الاقتصادي والتنموي، والتي تُعدّ نموذجاً يحتذى به في دول المنطقة».
وأوضح المتحدث الرسمي أن «اللقاء تناول استعراض مستجدات المشهد السياسي اللبناني، بالإضافة إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين الشقيقين، وكذا مناقشة تطورات أبرز الأوضاع الإقليمية».
كذلك أجرى ميقاتي ومدبولي محادثات ثنائية في مقرّ رئاسة الحكومة المصرية بالقاهرة. وأعقب الاجتماع الثنائي محادثات موسّعة شارك فيها عن الجانب المصري مساعد رئيس مجلس الوزراء راندة المنشاوي، الأمين العام لمجلس الوزراء اللواء عاطف عبد الفتاح ومساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير علاء موسي.
وحضر عن الجانب اللبناني السفير في مصر علي الحلبي والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.
وبعد الاجتماع رحّب مدبولي في تصريح بزيارة ميقاتي «بلده الثاني مصر»، معتبراً أن «هذه الزيارة مهمة جداً»، ناقلاً عن السيسي تأكيده خلال اللقاء معه «دعم مصر بالكامل والاهتمام بلبنان في ظلّ هذه الظروف الدقيقة، وأعطى توجيهات للحكومة بتقديم كل الدعم للشعب اللبناني الشقيق لكي يعبر لبنان هذه المرحلة الدقيقة». ولفت إلى أن النقاش مع الرئيس المصري تطرّق إلى «العديد من المحاور السياسية والاقتصادية التي تربط بين البلدين، وشدد على الحكومة المصرية أن تلبي كل مطالب الحكومة اللبنانية».
أضاف «وقد عرض الرئيس ميقاتي عدداً من الطلبات الخاصة في مجال الطاقة والربط الكهربائي وتقديم الدعم في مجال الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة الكهربائية بصورة عاجلة للشعب اللبناني الشقيق، وإن شاء الله ستتم الاستجابة لهذه الطلبات في أسرع وقت ممكن، وتناقشنا في الجوانب الفنية التي تُسرّع الخطى في هذا المجال».
وتابع «أيضاً كان لدولة الرئيس بعض الطلبات المتعلقة بعدد من الادوية والمواد الغذائية والتي ستتم تلبيتها فوراً، ونحن لن نتاخر على أشقائنا في لبنان كما تناقشنا في عدد من المواضيع الاقتصادية الخاصة بالتبادل التجاري لتسهيل الإجراءات بين البلدين في المرحلة المقبلة، وأيضاً وُضع بعض الحلول الفنية الطويلة المدى لربط الطاقة الكهربائية سندرسها بحيث يتم تنفيذها ربما من خلال القطاع الخاص بين الدولتين. وأيضاً توافقنا أن يتم عقد اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين في أقرب فرصة في لبنان».
وأقام مدبولي حفل غداء تكريماً لميقاتي الذي زار أيضاَ مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة، حيث استقبله الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، في حضور الأمين العام المساعد ورئيس مكتب الأمين العام السفير حسام زكي، رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي السفير خليل الذوادي، مدير إدارة المشرق العربي الوزير المفوّض لمى قاسم ومسؤول الملف العربي في مكتب الأمين العام المستشار جمال رشدي.
كما حضر السفير الحلبي وعساكر.
بعد الزيارة أوضح ميقاتي أن زيارة مقرّ الجامعة هي لشكر أبو الغيط «على جهده في جمع الكلمة العربية الواحدة وعلى دعمه الدائم للبنان حيث كان السباق في الاتصال لكي يكون إلى جانب لبنان دائماً».
وقال «أعلم تماماً جهوده المستمرّة لتقريب وجهات النظر بين لبنان والدول العربية لكي تتفهم الدول العربية موقف لبنان، وقد شكرته على جهده الدائم بهذا الصدد وتمنيت له التوفيق».
وصدر عن جامعة الدول العربية بيان، أوضح أن أبو الغيط أكد «دعم الجامعة المستمر للبنان من أجل الخروج من الأزمة المستحكمة التي يعيشها، بكل ما تنطوي عليه من تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة يُعاني منها المواطن اللبناني».
ونقل مصدر مسؤول بالأمانة العامّة للجامعة العربية عن أبو الغيط تأكيده «أن تحقيق التوافق الداخلي، وإن كان مهماً من أجل المضي قُدماً في طريق الإصلاحات لاستعادة الثقة في الاقتصاد اللبناني، إلاّ أنه لا ينبغي أن يكون نافذة لتعطيل الإجراءات الإصلاحية التي يطالب بها المجتمع اللبناني والدولي». وشدّد على «أن تعزيز علاقات لبنان بمحيطه العربي يشكل جانباً مهماً من تجاوز التحديات التي تواجه البلاد»، معرباً عن ارتياحه «للتطورات الإيجابية الأخيرة التي أسهمت في حلحلة الأزمة مع المملكة العربية السعودية وبعض الدول الأخري» ومناشداً «الأطراف العربية كافة على وجه الخصوص الوقوف إلى جوار لبنان في هذه المرحلة الدقيقة».