أخيرة

مزيد من التهافت

ينضح بيان مجلس التعاون الخليجي بممارسة نفسية دفاعية أدعوها “الإسقاط النفسي”… وهي أن تقوم بإدانة الآخرين بما فيك من نواقص، في محاولة لاإرادية لاواعية لإبعاد الشبهة عن نفسك. وبدون التوسع في مطاردة سقطات البيان الختامي، يكفي ان نستحضر فقط مسألة الإرهاب الذي ينعتون به حزب الله بطريقة مباشرة تأدّباً، ووقحة إنْ شئنا الحقيقة العارية. فالإرهاب أمه وأبوه وأخواله وأعمامه وأولاد عشيرته هي الحركة الوهابية… نشأ من صلبها، وترعرع في أحضانها، ونفث سمومه وأحقاده من صميم فكرها إنْ كان جائزاً ان نسمّي ترّهاتها فكراً. ولكن ماذا علينا ان نتوقع من حركة خلِّقت ورأت النور نتيجة لعلاقة سفاحيةٍ بين أعرابيٍّ وأنجلوساكسوني، وأريدَ لها أن تكون معولاً لتحطيم الإسلام وهدمه لبنة لبنة والناس ينظرون.

حزب الله هو أنبل وأشرف ما أنتجته هذه الأمة خلال ألف عام… ولا يعادله في نبله على مساحة الأرض إلّا الدولة الواقفة خلفه بصلابة وعنادٍ وإصرار وتصميمٍ كالفولاذ… لا تلين عزيمتها، ولا تعرف الهوان وقفتها مهما بلغت التضحيات، ومهما بلغت شراسة الحصار، ومهما افتري عليها، واعني بذلك “جمهورية إيران الاسلامية”.

أما ما هو مثيرٌ للشفقة أكثر مما هو مثير للإزدراء… فهو طلب بيان مجلس التعاون المشاركة في اجتماعات فيينا، العجيب الغريب في مطالبة كهذه هو إظهار القلق الكبير من برنامج إيران النووي… فبالرغم من سلمية البرنامج، والقاصي والداني يعرف ذلك، ما زالت هذه الدول تبدي قلقها منه، لم تنبس هذه الدول، وعلى مدى ستين عاماً ببنت شفة واحدة في ما يتعلق ببرنامج “إسرائيل” النووي الغير سلمي. ولعلّ هذا يؤشر بما لا يدع مجالاً للشك في من تعتبره هذه الدول عدواً، ومن تعتبره صديقاً… وهذا ليس أمرًا وليد الساعة، نعرفه ويعرفه الكثير ممن يعرفون بواطن الأمور، بأنّ هذه الدول اصطنعت اصطناعاً لخدمة مشروعي “إسرائيل” والنفط… وهي لا تملك من أمرها شيئاً، تؤمر فتطيع، وتضرب بالسوط فتنوخ، بيانهم كما الجمل، تمخّض فولد فأراً… ولكنه هذه المرة… قميءٌ نتن الرائحة… مفعمٌ بالعمالة والخنوع.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى