حديث الجمعة

صباحات

} 17-12-2021

صباح القدس لوهج الشارع العربي وبوصلته فلسطين، حقيقة لا ينكرها إلا كل غبي أو سمسار، فهل هي مجرد مصادفة أن لا يهتف الشعب لغيرها، أرأيتم كيف أن المنتصرين، حتى في الملاعب يجدون الخطى في سيرها، وعندما يريدون رفع الأعلام، وإلقاء السلام، يرفعون شارة النصر وعلم فلسطين، فتنفجر الملاعب والمدرجات هتافا بحبها، وفي الشوارع تخرج الملايين، والدرب دربها، أليس ملفتاً أن يحدث هذا في بلدان التطبيع، وبعد مزاعم تدجين الشعب وترويضه، فتأتي مناسبة ويزهر الربيع، لتكذب النفوس المريضة، وتقول إن المذهبية كذبة كأحاديث السلام، وأن الشعوب لا زالت كحد السيف، تعرف أنه استسلام، وأن الحل مع محمد ضيف، وإلا كيف يلتقي المنتصرون من تونس والجزائر واليمن، ويهتفون لفلسطين بالغضب، ويصير الاحتفال عكس الزمن، وكأس فلسطين في كأس العرب، أليس من حاكم يقرأ المعاني، ويفهم أن للشعوب أماني، وأن الصمت لا يعني الموت، بل كمون الانتظار، طلباً لانتصار، وأن وهم القبول، بلا مصداقية، فاللامعقول أن تموت القضية، وها هي الشعوب في عينة صغيرة، ومناسبة عابرة، أرسلت إشارتها الخطيرة، وأطلقت الصافرة، بأنها لم تبيع، ولم تقبل التطبيع، ولعلها أيضاً مفارقة تحتاج لفهم وتفسير، أن الدول الغارقة في التطبيع والتصفير، نالت أصفاراً مكعبة، وأن الفرق التي تمثل صوت الضمير، فازت على رغم أوضاعها المتعبة، فكيف يفوز ناشئون في اليمن المدمر الجائع، على السعودية المدججة بالمال والمدربين، أو تفوز تونس في وقتها الضائع، على مصر الملايين، وتنتصر الجزائر على قطر في العرين، أليس الفائزون جميعاً من حزب فلسطين، والخاسرون في حزب أميركا وسياساتها، أليست روح التمكين، حافزاً للنصر بينما للخيبة انعكاساتها، فالمباريات حال معنوية، كما هي الحروب، ومن لديه قضية، يتقدم بين الشعوب، وفي كل حال ولو كانت مجرد مصادفة، لعلها تعطي إشارة، للحكومات الخائفة أو القيادات المحتارة، فالمرحلة للتحولات، وينجو برأسه من لا يراهن على الخيبات، وليسمع الجميع صوت الناس، حيث لا تأويل ولا التباس، وما قالته الملاعب، وما هتف به كل لاعب، أن فلسطين كلمة سرنا، ووحدها تحكم بأمرنا، وأن يد الله مع الجماعة، الآن وكل ساعة، وأن الخسارة مع الأمة انتصار، والانتصار مع العدو انتحار.

} 18-12-2021

صباح القدس لمن لا يتوه في زواريب التفاصيل، فيمتلك الحصانة بوجه التهويل، ويسهل عليه الفهم من دون تحليل، على طريقة البسيط هو أعقد المعقد، والخط المستقيم أقصر المسافات بين القريب والأبعد، وعلى سبيل المثال قبل عشر سنوات، حدثني صديق من الجزائر، من رجالات الثورة والنضالات، ولا يزال في قلبه ثائر، وقال إنه يختلف مع ابنه المقيم في باريس حول الكثير من المسائل، وأنه عندما جاء في ضيافته دارت بينهما حروب ضروس في الكلام، وأن أصعب الحروب حول حقيقة الأزمة السورية، وصديقي يؤيد الدولة ورئيسها وجيشها المقاتل، وابنه يناصر المعارضة بتلاوينها بين العلمانية والإسلام، وأن حفيده ابن العاشرة كان يستمع وينصت للحوار، وكل من الموقفين يعرض ما لديه من حجج ثقيلة، ولم يدخر لإثبات رأيه وسيلة، حتى فاجأ الحفيد جده باستفسار، من يقف مع الأسد ومن يقف مع المعارضة، فقال الجد مع الأسد إيران وروسيا ونصرالله، ومع المعارضة السعودية وتركيا وأميركا و»إسرائيل»، فقال الحفيد ماهي بائنة يا جدو، ولا تحتاج إلى تحليل، ما دمتم اتفقتم أن تعدوا، كل حليف وعدو، فيكفي أن نصرالله مع الأسد ومع المعارضة «إسرائيل»، لنفهم أين نقف، وأين نختلف، وهذه الحكمة المعبرة، هي بالفعل تكشف عمق المعادلات المؤثرة، وكيف أن أعقد المعقد هو البسيط، وأن التيه فيه مشكلة العبيط، ونعود من هنا إلى مسألتنا، ونأخذ العناوين التي تجمعت في سلتنا، وتعالوا نفكك القطب المخفية، فالعقل هو مسلتنا، تمسك طرف الخيط وتسير إلى العقد، فلا تخيفنا كثرة العقد الخفية، ولا نتوه في العدد، ورأس الخيط في السياسة هو أميركا وما تدبر، والسؤال عن التفاصيل في الساحات يربك من يفكر، فليسأل عن حال «إسرائيل» والسعودية وتركيا وفرنسا، إذا ساءت حال أميركا مع روسيا ومع إيران، من دون أن يتجاهل أو ينسى، أننا في زمن ما بعد الانسحاب من أفغانستان، وزمن التهرب من الحروب، مهما تشعبت الدروب، فهل غير التفاوض أمام أميركا من مخارج، وهل تستيطع حمل أعباء أزمات الداخل والخارج، وإذا كان على الجواب عن التصعيد هو أن أميركا لا تجرؤ على الحرب، والجواب على مفعول العقوبات أنها مسدودة الدرب، فهل نتخيل «إسرائيل» في حال الهجوم، أو نتوقع في الخليج مشروعاً للتصعيد، بقليل من العلوم، يكفي النظر من بعيد، لنعلم أن الكل ينتظر نتائج المواجهات الكبرى، فإن تفجرت أين منها الحروب الصغرى، وإن تحلحلت، وجدت لما دونها حلولاً أخرى، لذلك في زمن الحروب النفسية، يشكل التصويب على الرأس أفضل الرد، وتجنب المهاترات السياسية، بالتجاهل والصد، وإعادة طرح القضية من أصلها، هل تملك «إسرائيل» في فلسطين فرصة حرب أو تسوية، وهل يجرؤ خصوم المقاومة في لبنان على تفجير، والجواب برؤية المسار الأميركي مربوط، وما سينجم في الملفات الكبرى عن تبادل الشروط، وكيفما دارت الأحوال، سنجد أن الحلف الأميركي إلى تراجع، وحلف المقاومة إلى صعود، وأن «إسرائيل» ملزمة أن تراجع، مصيرها وهي في قلب أزمات الوجود، هذه حقائق بسيطة لا تتغير بالتهديد، لكنها ترسم الخريطة لما هو آت من بعيد.

} 20-12-2021

صباح القدس لسمير القنطار، من عميد للأسرى إلى عميد للثوار والأحرار، في يوم استشهاده كيوم التحرير المبين، بطل من بلادي خرج لفلسطين وعاد إلى فلسطين، خرج حراً وعاد أشد حرية، علم الصبر صبراً ورفع راية القضية، مدرسة في النضال، وأستاذاً في القتال، كان سمير المقاومين وقنطار المقاومة، وأمير المناضلين بوصلة الحرب المقبلة، رأى الجولان عنواناً للحرب المقبلة، حيث ستلقى «إسرائيل» المقتلة، فأراد أن يحجز له موقعاً مبكراً، في جبهات القتال، وكان في الحرب مفكراً، يرسم استراتيجيات الحروب، ويحدد مسارات الدروب، كان همه المواجهة، ولم يلتفت لدور في الوجاهة أو الواجهة، عرضت عليه النيابة أن أراد، فأراد أن يكون حامل بندقية، وأن يعود لزغردة الرصاص في الجبهات، يأسر شبيها لأراد، ويفاوض على حرية الأسرى، فتلك قدس المواجهات، والقدس حيث معراج النبي وحيث أسرى، قدس المقدسات، وحمل القدسين، على الكفين، ومضى في دربه لا يهاب، أن يقتل على يد الاحتلال أوالارهاب، وكان استشهاده علامة وحدة حربهم، ووحدة دربهم، فقد تجمعوا لينالوا من البطل، من يزرع العبوة ومن يشغل التفجير، والفدائي مستعد لما حصل، فالشهادة كالنصر نعم المصير، هكذا كان سمير حكاية تبقى لأحفاد أحفادنا، كيف كانت أساطير البطولة في بلادنا، وكيف كان مهر الحرية غالٍ وثمين، وكم كان مهر العروس فلسطين، وكم كان العشق للهوية، والإيمان بالكرامة والحرية، يعادل وهب الحياة بلا تردد، وكيف كانت ثورة شعبنا في تجدد، جيل يسلم الراية لجيل، فكيف ستبقى «إسرائيل»، تمتزج الدماء بين أوطاننا، وتصنع الهوية الواحدة، نفوز في امتحاننا، لأننا نحرك بدمائنا المياه الراكدة، وتبقى حكاية سمير القنطار، حكاية ترويها سجون الاحتلال، عن الأبطال الذين لم يقتل السجن فيهم روح القتال، والذين مرت سنوات السجن عليهم كأنها أيام، فالسنوات تحسب بساعات النوم وعيونهم لا تنام، والذين استثمروا السجن جامعة للتعلم، على رغم مرارة التألم، فزادوا معارفهم واتقنوا في الحرب فنوناً جديدة، وحولوا ساحات السجن إلى مدرسة فريدة، هنا أيضاً جيل يسلم الراية لجيل، وأحجية تعجز عن حلها عقول «إسرائيل»، من أين يأتي هذا العنفوان، ومن أين تأتي هذه الثقة، فلا التعذيب يجدي ولا الذل الهوان، في تمرير الرواية الملفقة، ولا الوعيد ولا التهديد، يفت في عضد الصامدين، يؤازر بعضهم بعضاً في لحظات الألم، يعدون لمواجهة الحديد بالحديد، ويخيطون الشمس لفلسطين، ويضعونها في قلب العلم، وأمة فيها أمثال القنطار لا تهزم ولا تضام، وأمة ترد الأوقية بالقنطار زادها النصر في قادم الأيام.

} 21-12-2021

صباح القدس للغة، التي تكشف أهل الصدق من أهل المبالغة، فاللغة هوية، واللغة قضية، واللغة إنسان، وليس صحيحاً أن العقل منفصل عن اللسان، وأن حسن التكلم مجرد موهبة، أو أن سحر البيان، كلمات معلبة، والا لما تحدى الله من كفروا بمعجزة القرآن، في أمة الشعراء، لأنها معجزة العقل وليس اللسان، بين الأرض والسماء، ولأن بديع الكلام، فعل انتظام، تكلم كي أعرف كيف تفكر، أو تكلم لتحظى بالاحترام أو تسقط في الإمتحان، تكلم لتكشف عقلك وتكثر، فيظهر الغث من السمين وينكشف البنيان، فالأحكى هو الأثقف والأذكى، والركيك مثله مثل الديك، واحد فصيح وآخر يصيح، والفصاحة نباهة وثروة مفردات، وحسن استخدام لتسلسل الأفكار، وإلا انصرفت من عندها الأبصار، وصارت مجرد ترهات، فهل سمعت بسخيف يتحدث ساعتين عن فكرة، بلغة مؤثرة، مبهرة، وكي نثبت الفكرة، نقول هاتوا بمثل السيد متحدثاً أو بمثل الأسد، واسمعوا كيف يحكي السيد عبدالملك، وكيف يحكي الأمير والملك، فالقضية ليست مجرد مهارة واتقان، وإلا تعلموها، وليست امتطاء صهوة حصان، وإلا اتقنوها، أنها كنقل الجبال والوديان، والنبض في الشريان، أنها حضارة، ولذلك كان يقول الرئيس الراحل حافظ الأسد، لا أندم في خطاب قلته إلا على كلمة أخطأت فيها وسجلت عليّ للأبد، بينما هم يندمون على رهان في طاولة قمار، خسروه بفارق لحظة انتظار، اللغة تكشف العقل والقيم، ومواضيع الشغف والندم، فمن كان همه جمع المال وديدنه في الشهوات، لا يبذل جهداً لتعلم كتابة المقال، والتفرغ للقراءات، من يحمل جمر الأمة بين كفيه، يفعل، يشرب من كأس اللغة في العلوم والتاريخ ولا يثمل، وعندما يأتي الفاشلون ويسخرون من حسن التكلم، فهم يفعلون لأنهم عاجزون عن التعلم، وفي يوم اللغة العربية، كانت مصادفة أننا كرمنا كإعلاميين ظاهرة أدبية، كرمناه لموقف في السياسة، لكنه كان يوماً على مقاسه، أليس ملفتاً أن جورج قرداحي الذي دارت حوله الأزمة، قرأ كتباً لم يقرأوا منها ملزمة، وأننا مدينون له بجلب أجيال إلى حب الفصاحة، وأنه اتقن اللغة لأنه يحمل مثلنا جراحه، وأنهم حتى عندما يعيرونه، فليس عندهم إلا المال الذي يملكونه، ويتناسون أنهم جاؤوا به، لأنهم عاجزون عن الخوض في ملعبه، لأن الأمة لسان، لا يمحوه الزمن، ولا تأكله النيران، خذوا المثال من اليمن، ومن مشيخات العربان، وقارنوا عشق الشعر والأدب، وعشق التفاهة واللُعب، لتعرفوا من هم العرب، ولمن يثور الغضب، وهل تظنون الثبات في الميدان، منفصل عن اتقان الشعر والبيان، وكما تقول العرب، قالت العرب، إن القبائل كانت تتبارى بالشعر والسيف، وغالباً كان المنتصر واحد، فمن أجاد إكرام الضيف، وأحسن شعراؤه القواعد ، ربح النزال بين الفرسان، ومن كثرت عنده الإبل وزادت الأغنام، وخزن الذهب، هو الذي تبع أبي لهب، وعبادة الأصنام، وليست صدفة أن أغلب شعراء قريش والقبائل، ومن اشتهروا بالفصاحة وحل المسائل، لحقوا بالرسول وكانوا فرسان حروبه، ونوروا العقول بإسلامهم وأناروا دروبه، ولتعرفوا لمن منح الرسول اعجابه، ومن ميز من أصحابه، تعرفوا على عبقرية الصياغة، في نهج البلاغة.

} 22-12-2021

صباح القدس لصديقك أن صدقك لا أن صدقك، فالصداقة تعني أن أنصحك لا أن أؤيدك، والحرص يعني أن أنصرك ظالماً أو مظلوماً، وأنصرك ظالماً بأن أردك عن الظلم متى كان معلوماً، والكلام الذي قلناه يوماً لحماس، لا يمكنكم أن تشهروا حجة مقاومتكم لتبرير الالتباس، فموقفكم في سورية لا صلة له بكونكم مقاومة، بل ولاء لهوية أخرى على حساب خيار المقاومين، وقد جعلتم قضيتكم موضوع مساومة، وانضممتم لحلف لا تهمه فلسطين، بل ساعدتم في تقوية فرص المؤامرة، التي بانت ظاهرة، اسقاط سورية لحساب حلف ليس لكم فيه الا أنقرة والدوحة، والباقي «إسرائيل» وأميركا والسعودية فكيف ضاعت عليكم اللوحة، وكيف تتوهمون أن انتصار هذا الحلف لن يرتد عليكم، على رغم وهم ما لديكم، فتركيا وقطر أولاً وأخيراً في المعسكر الأميركي، وخيارهما فيه ثابت والحلف معكم هو التكتيكي، فعودوا إلى موقعكم الأصيل، وليس لكم إن أخلصتم لفلسطين عن سورية من بديل، وتموضعوا في محور لا يبدل ولا يغير، ولو بدل كل الآخرين، فهو وحده يصنع انتصاراته ويجير، في رصيد فلسطين، واليوم نقولها للتيار الوطني الحر، من موقع الحرص على إسقاط المؤامرة وكي لا تمر، أن تحويل المقاومة إلى رصيد تستثمرونه في السياسة، وبلغة تفتقد كثيراً إلى شروط الكياسة، وتخيل معادلة أنا ربكم الأعلى فأطيعوني، لا تثمر إلا المزيد من التراجع، فالخطاب نحو البيئة الطائفية تحت عنوان اسمعوني، أننا نخالف حزب الله ولا نراجع، فنحن وحدنا معيار الوطنية، وكل الآخرين متهمون بالتبعية، فيه الكثير من المبالغة والاستعلاء، وعندما وصفتم سورية بالوصاية والاحتلال، واتهمتم الحلفاء الصادقين بالعمالة، لم نقل لكم هذا غباء، وتغاضينا ولم نسألكم لماذا لم تشتركوا بوجه «إسرائيل» في القتال، كي لا تشمت بكم الحثالة، لكن الذين رفضوا وصف سورية و»إسرائيل» في منزلة واحدة، ليسوا المنتفعين والمرتزقة الذين تحالفوا مع القاعدة، لأن هؤلاء مجموع تكون من عميل وأمي، وشعارهم من تزوج امي صار عمي، أما المؤمنون بالعروبة كهوية، فلا يخجلون بحلفهم مع سورية، لكنهم يحبون فيكم دعوة الاستقلال، وقد ترجمتها مواقفكم في تموز الحرب والعدوان، ورأوا فيكم قدوة ومثال، لما يجب أن يكون عليه لبنان، لكن أن تضعوا الأمور في ثنائية ضيقة وتطلبون من المقاومة الإختيار، عنوانها أنكم تحددون الأولويات، وإن على المقاومة أن تتخذ القرار، إما أن تكون قوة دعم عمياء أو تفكون التحالفات، فتلك وصفة للانتحار، وتدمير الإنجازات، فكيف لا يكون قاض فرد مسيس تقدمون له الحماية، وأنتم تعلمون حجم التدخلات، وتعرفون كيف يمارس الأميركي الوصاية، على الكثير من المؤسسات، وتعتبرون المطالبة بازاحة القاضي المتآمر، أضعافاً لكم في بيئة طائفية، ثم تعتبرون الخلاف الظاهر، في هيئة قضائية قطبة مخفية، وتسييساً تتهمون به المقاومة، والتهمة ظالمة، فهل يعقل أن تسعى المقاومة لاضعافكم، أم تظنون أنها تخافكم، فتعقلوا أيها الأصدقاء، وثقوا أن المقاومة معكم ليس لحاجتها لغطاء، فالمقاومة أقوى مما تفترضون، وهي لا تطلب لكم سوى التوفيق، فعودوا لحسن الظن أن كنتم تعلمون، ماذا تعني كلمة صديق.

} 23-12-2021

صباح القدس للتقارير الإسرائيلية الواردة، عن الذعر من موجة فلسطينية صاعدة، والعمليات باتت فدائية، فلا تجدي معها الخطط الوقائية، لأنها ليست نتاج تشكيلات مركزية، تنفع معها المراقبة، و لاهي ثمار تخطيط بارد، فلا المخابرات النازية، ولا شدة المعاقبة، تردع صعود المارد، وكما تقول التقارير، إن ما يجري أشد تعبير، عن مرحلة جديدة، تهب فيها الأعاصير، مع الأجيال الوليدة، حيث الأعمال الفدائية ليست فردية، لكنها ليست فعل ماكينة عسكرية، بل هي ثورة شعب غاضب، يبتكر الرد المناسب، بعدما سئم المفاوضات، والوقت الضائع، وتوسع المستوطنات، والشعب جائع، فقرر الشعب أن يكون فدائياً وأسقط الرهان على التقادم، فالشباب أشد بأساً من أبائهم وأجدادهم، والأعظم قادم، بفعل إبائهم وجهادهم، وبحصيلة الإحصاءات، فان توزع الجغرافيا والأجيال والمهن على الفدائيين، تقول إن الذي يقاتل هو فلسطين، فالشعب قد خرج للقتال، شبابه وشيبه ونساؤه والأطفال، تواكبهم مجموعات مسلحة محترفة، تعرف من أين تؤكل كتف الاحتلال والاستيطان، تشن غاراتها على المستوطنات المتطرفة، وتستهدف الدوريات في كل مكان، ويكفي النظر لاشتباك يدوم ساعات، في أطراف جنين وسائر المخيمات، لمعرفة أن سكان الداخل المهجرين إلى الضفة، هم أساس هذه المجموعات المقاتلة، وأنهم في القدس يقلبون الدفة، ويشكلون عصب الموجة الحاصلة، ما يعني وفقاً للتقارير أن الموجة المقبلة للعمليات، هي في حيفا ويافا والجليل، وتبخر نظرية عرب «إسرائيل»، وانتقال القتال إلى داخل البيت الآمن، وتوقع اقتراب حرب الكمائن، وتقاسم السيطرة في الليل والنهار، مع الجماعات الفدائية الناهضة، وليس بيد الاحتلال سوى الانتظار، مع هذه الحرب الغامضة، فالمبادرة العسكرية باتت بيد المقاومة بعد سيف القدس، ولا حلول سياسية يملكها المفاوضون، والمجتمع الصهيوني منقسم موالون ومعارضون، بينما سلطة التنسيق تستنزف وتفقد السيطرة، والفدائيون يديرون حربهم على المسطرة، معهم الوقت ينفقونه بدم بارد، لا تنفع في فهمهم نظية الذئب الشارد، فهم أسود منتشرة في غابة معتمة، لا يمكن رؤيتهم بل الذعر من ضرباتهم المنظمة، وجيش الاحتلال غارق في الشوارع المظلمة، مدجج بالسلاح بأعصاب ترتجف، وليس معلوما متى تتغير التكتيكات وتختلف، وتبدأ حرب شوارع، والضربات المتنقلة، واستهداف المصانع، والدوريات المؤللة، وزرع العبوات، وتموضع قناصة، توزع كل يوم رصاصة، والكيان في حال ارتباك، بعد كل اشتباك، وتوقع المزيد من الغموض والاحتراف، مع مجموعات لا تخاف، كما قال نفق الحرية، بالثقة بالحرية، وقدرة التحمل والصبر، واليقين بالنصر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى