مقالات وآراء

لا تصدّقوا… الغيب لا يعلمه الا الله

} عمر عبد القادر غندور*

اشتعلت الأسبوع الماضي ولا تزال موجة التنبّؤات على شاشات التلفزيون وفي الإذاعات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث عما سيحصل في العام الجديد ٢٠٢٢! لا بل راح البعض يبرمج تحركاته وقراراته على ضوء ما أوضحته هذه التنبّؤات المزعومة كانخفاض مرتقب في أسهم البورصة أو سعر الذهب وسوق العقارات وما الى ذلك كثير!

والإنسان بطبيعته شغوف باستطلاع الغد المجهول.

ونرى أصحاب هذه التوقعات أكثر إلماماً واوسع معرفة من رؤساء الدول الكبرى، وهم يقرأون ويستعرضون ما سيحدث في مشارق الأرض ومغاربها استخفافاً بالعقول ومراكز الدراسات، ويسوقون بضاعتهم المجزأة (الرديئة)، وبعضهم يتشدّق بالحديث عن اضطرابات في الفضاء ستكون لها انعكاسات خطيرة على الأرض ووكالات الفضاء في الولايات المتحدة وروسيا والصين! حتى انّ المفكر الصيدلي الفرنسي نوستراداموس وهو أشهر المتنبّئين في عصره لم يرقَ الى كهنة هذا العصر.

انّ هؤلاء الذين يخرقون حجب الغيب ما أهونهم على الله تعالى الذي يمسك مفاتيح الغيب ولا يعلمها إلا هو.

ويقول سبحانه في كتابه العزيز :

« وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماوتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ «

« قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ «

   كلّ هذا الوضوح يبيّن الله اقتصار الغيب عليه، والاعتقاد الراسخ عند اليهود والنصارى والمسلمين، وهو حرام ولا يجوز الاشتغال به. وفي حديث عن رسول الله قال: من أتى كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفر (رواه ابو داوود) وكلّ من يدّعي أنه يتنبّأ بالغيب ولو بعد دقيقة فهو كاذب لأنّ الغيب لا يعلمه إلا الله. وعن رسول الله لا يعلم ما في الغد إلا الله (رواه البخاري).

وكلّ تفصيل بهذا الشأن فهو كذب، والأكثر كذباً انّ يدّعي بعضهم المعرفة بالغيب عن طريق الإلهام…

أما الحديث مثلاً عن توقع دولة ستنشأ في مكان ما، او انفجار هنا او هناك او هبوط في أسواق الأسهم او إفلاس مصرف، بناء على معطيات وتجارب وخبرة ومعلومات استباقية وأرقام وكشوفات فهذا ليس غيباً.

والغيب هو ما يحجبه ولا يعلمه ألا هو.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى