أخيرة

براعمُ الثورة

} يوسف المسمار*

 

للجاهل العـذرُ إنْ ضلـَّت به السُـبُـلُ

والعـذرُ جـرمٌ لمن في عـلمه الـدَجَـلُ

قد يُـرحمُ العبـدُ إن خـرَّت عـزيمته

والحـرُ هيهات إنْ يعـبثْ به الكـَسَلُ

يُستـلطـفُ اللهـوُ في الأطفالِ إنْ لعبوا

واللهـوُ عـيبٌ لمن للنضج قـد وصلوا

فالفـاقــدُ العـقـل محـتـجٌ بخـفـتـه

لكنما الجـدّ ُ مرهـونٌ بمن عـقـلـوا

يَستشرسُ الوحشُ إنْ هاجت غريزتُه

ومـيـزةُ المـرء ِ في التفكيـر تكتـمـلُ

منْ عادة العـاق غـدرٌ في تصـرفـه

والخيرُ في البار مهما شابه الخَـلـلُ

ظلـمُ الطـواغيت من آفاتِ خفـتهـم

وأخـْيَـرُ الناس بالإنصاف قد جُبِلوا

لا يستوي العـزُ في نذلٍ وفي بطـلٍ

ما يُفـْرحُ النذلَ لا يرضى به البطلُ

يَسْتَكبِرُ اللؤم في الأنذال إن غدروا

ويكبرُ العـزُ في الأبطال إنْ عملوا

لا يستوي الغشُ والإخلاصُ في عملٍ ٍ

ما دام في الناس مقـدامٌ ومُتَكـِـلُ

والناسُ في الأرض أقـوامٌ يُطوِّرها

فعـلُ البطولات، أو بالجبن تنخذلُ

بطولـة ُ العـقـل في تثويـر جوهره

لا يُنهكُ العـقـلَ إلا القحط ُ والشللُ

فكرُ البطولات تصويبٌ لوجهته

نحو القضايا التي في فوزها الأملُ

ما فـاز عـقـلٌ دوارُ الشـك يخـنـقُـه

أو فـاز فكـرٌ فنونَ الهزل ينتحـلُ

فحـاجـة ُ الشـعـبِ للأبطـال  لازمـةٌ

في الفكرِ والفعـلِ حتى يسقـطَ الدَجَـل

في الشعب ِفي الشعب في تحرير قدرته

البُـؤس ُ يـنهـارُ، والأرزاءُ تُخْـتَـزَلُ

عصـرُ البطـولات إنسانٌ به ابتـدأت

روحُ البطولات ِ فيها العـزُ مُشـتعـلُ

العـقـل في البـدء ِ أبطـالٌ جبابرة ٌ

قدْ أشعـلوا الكونَ بالإبداع ِواشتعـلوا

نــورٌ مِنَ الله ســارٍ في تجـددهــم

إنْ جدوا في السيرِ آفاقَ الهُدى وصلوا

ما عذرنا اليوم نمشي في جنازتـنا

يرتابنا الخوفُ والإرهاقُ والخَبَلُ؟!

والجبنُ كالسمِّ في الأجساد يُـنهكها

والعجزُ يمتـد في الأرواح ِوالملَـلُ؟!

نستـنشقُ الـذلَّ حكَّاماً نُحَـكِّـمُهـم

لولاهمُ العارُ ما كانت له مِـلَـلُ

أو كان للشــرِ والعـدوان ِ قاعـدة

في أرضنا اليوم تستقوي بها البُطُلُ

ما كان للشعب انْ يـبـتاع عـزتـه

بالـذلِّ والجبن لـو حكـامُه عـدلـوا

أو كان في الحكم ِ للحكام ِ تسـلية ٌ

لو حاسبَ الشعبُ مَنْ تغييبه افتعلوا

حكامُنا الويلُ بعضٌ منْ نذالتهـم

قد ثبَّتـوا الويلَ مـذ كانـوا ولمْ يزلوا

أديانـنا الكفـرُ بالتحريـر حكمتُهـا

ما عـاد للنور في عبّـَادنـا مُـثُـلُ

أحـزابنا اختـلَّ في تفكيـرِ قادتهـا

معنى المفاهيم فاستشرى بها الخَللُ

كُـتابـنـا اليـأسُ والتيئيسُ دافـعـهـم

نحوالسخافاتِ،عن مرمى الهُدى غفلوا

عُـمّالنا العيشُ والإذلالُ يقـتـلهـم

ما استـفحلَ الذلُّ لو حكَامَهم قـتـلوا

عاداتـنا البؤسُ والتعتيرُ مذهبُها

مَنْ زادُهُ البؤسُ مقهـورٌ ومنخـذلُ

أفكارُنا الهـزلُ، هزلٌ في مقاصدنا

ما فـازَ قـومٌ إذا في أمرهم هزلوا

يا أحكمَ الناس ِ، يا أحرار أينكـمُ

لا تهملوا العـقلَ انتم خيرُ مَنْ عـقلوا

والعـقـلُ يقضي صروحَ البؤسِ نهدمها

لا خـيـر في البـؤس للأحـرار يُؤتَمَلُ

صوغـوا المفاهيمَ بالتحرير توعيةً

واسترجعـوا الحـقَ انتم أنتمُ الـرُسُـلُ

لا يُـنـقـذُ الشعبَ حُـكّـامٌ سـماسـرةٌ

أو يُصلحُ الحالَ تبريرٌ ولا جـَدَلُ

فـثـورة الوعيّ إبـداعٌ بـه انعـدمت

ذرائـع الغـشِّ والتلفـيـقِ والسُـبُـلُ

*شاعر قومي مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى