حديث الجمعة

جميعنا شركاءُ في الجريمةِ

فعندما تعتقدينَ بأنّ بقاءَ ابنكِ خارج المنزلِ لوقتٍ متأخّرٍ أمرٌ طبيعيٌّ،

بينما تقيّدينَ ابنتكِ بساعة محدّدة للعودةِ إلى البيتِ

فأنتِ شريكةٌ في الجّريمةِ.

وعندما تسمحُ لابنكَ بركوب الدّراجةِ الهوائيّةِ بينما لا تسمح بأنْ تُناقَش بركوبِ ابنتكَ الدرّاجة ذاتها

فأنت شريكٌ في الجّريمةِ

عندما تفتخرينَ بأنّ ابنكِ عاشقٌ ومغرَمٌ بفتاةٍ ما

سواء أكان قصدهُ الزّواج بها أم لم يكنْ،

بينما تنعتينَ ابنتكِ بالفاسقةِ إنْ مالَ قلبُها نحو شابٍ ما

فأنتِ شريكةٌ في الجّريمةِ

عندما يتآمرُ «الأب والأمّ» على تزويجِ ابنتهما قبل أنْ تنالَ تحصيلاً مقبولاً في الدّراسةِ

أو أنْ تستقلّ مادّيّاً بممارسةِ مهنةٍ ما

ويتحالفانِ على تزويجها من رجلٍ حسب مصالحهما الخاصّة

فهما شريكانِ في الجريمةِ.

عندما تنشئ حساباً على موقع «الفيسبوك»

وتنشر صوركَ وإنجازاتكَ «العظيمة» بينما تمنع زوجتكَ وابنتكَ من إنشاءِ حسابٍ مماثلٍ

فأنتَ شريكٌ في الجّريمة.

عندما ترتعدينَ خوفاً من شخصٍ يعترضُ طريقكِ بألفاظٍ مسيئةٍ في وضحِ النّهارِ وعلى مرأى من النّاسِ.

فتهربينَ وكأنّكِ المعتدي

فأنتِ شريكةٌ في الجّريمةِ

وعندما أرى وأسمعُ وأعلمُ أنا بكلِّ ذلكَ

وأقفُ عاجزةً مكتوفةَ الأيدي

فأنا

أيضاً

شريكةٌ في الجّريمةِ

جميعنا شركاءُ في الجّريمةِ

جميعنا شركاءُ في الجّريمةِ

ريم رباط

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى