أخيرة

بالفهم والجِدّ حق العز يكتسبُ

} يوسف المسمار*

لا شيءَ في الكونِ يحميـنا ويُنقـذنا

إنْ شابنا العُجْبُ في التفكيرِ والعَجَبُ

الحَـقُّ والصـدقُ أركـانٌ  لوحـدتـنا

والحبُّ والعـدلُ والأخلاقُ والأدبُ

ما ساءت الحالُ لو بالرشدِ عالجها

أهلُ المروآت والإنصاف واحتسبوا

عـقـيـدةُ الوعيِّ تُـشفـيـنا وتُـنعـشُـنا

مهما الأعادي علينا بغيهـمْ سَكَـبـوا

يا فـتيةَ الخـيـرِ في لبنـان أيـنَـكُـمُ؟

ما عاد يُجـدي بأن نبكي ونـنـتحبُ

لبنانـنا العِـزُّ لا يأتـيـهِ من صخـبٍ

بالفهـمِ والجـدِّ حـقُّ العِـزِّ يُكـتسَـبُ

فَـنَـوِّروا الشعـبَ بالإفهامِ وحـدكـمُ

تبنـونَ مَجـداً عـزيـزاً ليس يُستَـلَبُ

وحَكِّـمـوا العـدلَ بيـنَ الناسِ كُـلّهـمُ

لا يَـنـفـعُ الـنـاسَ ألـقـابٌ ولا رُتـبُ

خـرابُ لبنـان إن ظَـلَّـت طـوائـفُـهُ

أردى الرجالات بالتـزويـر تنتخبُ

لـنْ يشهـدَ الخـيـرَ لبـنـانٌ  بعـقـلـيـةٍ

في أبحرِ الجهلِ والأوهام تضطربُ

فخيرُ لبنان في الأهـلِ الألى انطلقوا

بالفَهـمِ والعَـزمِ والإقـدامِ واعتصبوا

ملائكُ الكـون لن تُجـدي شفاعـتهـم

إن شحّ فـينا وغابَ الضوءُ واللهـبُ

في النهضة العزُّ يا أهلي بها اعتصموا

لـنْ يـنـفـعَ اللـوُّ واليالـيـتَ والعَـتَـبُ

إنْ شئـتـمُ النصرَ فاستهدوا بوحدتكم ْ

في وحـدة الشعبِ محسومٌ بها الغَلَبُ

لـبـنـانُ بالحُـبِّ بـاقٍ في  تـنـاغُـمـهِ

إنْ غاصَ في الحقدِ جُرمَ الموتِ يرتكبُ

حـيـاةُ لبـنـان في تمـتـيـن وحـدتـهِ

ومـوتُ لبنان في التـفـتيتِ مُرتَـقَبُ

وخَـيـرُ لبنـان في أحـضان بـيئـتـه

وشـرُّ لبنـان أن  يـنـأى ويـغـتـربُ

في البيئة الأصلُ والميراثُ والنسَبُ

والمجدُ  فيها وفي استلهامها الحَسَبُ

الـفـوزُ  للعـلـم  والأخـلاق يـنـتـسـبُ

والـذلُّ  للجَـهـلِ والفـحشـاء يـنـتسبُ

يا أفهم الناسِ ثـوروا واحفظـوا وطناً

دستـورهُ الأمنُ لا الغـوغاءُ والشَغَبُ

لـبـنـانُ بالجـهـلِ مـقـهـورٌ بـرمّـتـهِ

والنصرُ بالوعيِّ ما امتدّت به الحقبُ

أعــداءُ  لبـنـان أمـراضٌ مُـعَـشِّـشَـةٌ

في الروحِ  والعقلِ والوجدانِ تحتجبُ

فطهّروا الروح  في تطهيرها تجـدوا

لـبـنـانَ حـرّاً مَـداهُ الشــامُ والعـربُ

أعـرابُ صهـيـون ليسوا منهـمُ أبـداً

من بدّلوا الحقَّ بالبطلانِ واعتصبـوا

يا أحكم الناس هـيَّا بالهُـدى انتصروا

فالنصرُ بالحُـبِّ لا الأحقـاد يُغـتَصـبُ

واستلهموا العقلَ في الأخلاق نهضتكم

آفـاقهـا الكـونُ والإنســانُ والشُهُـبُ

واستنقذوا النفسَ من أدران حيـرتهـا

من سار في النـورِ نحـوَ الله يقـتـربُ

الــداءُ فـيكـمْ وفـيكـمْ سِـرُّ صَحَـتِـكُـمْ

والويـلُ منكـمْ ومنكـمْ للعُـلى السَبَـبُ

 *شاعر قوميّ مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى