الوطن

«هيئة ممثلي الأسرى والمحرَّرين»: عميل جديد عاد إلى الوطن وخرج بعد أسبوع من توقيفه!

رأت “هيئة ممثلي الأسرى والمحرَّرين مع كلّ فجر جديد، قصة جديدة مجبولة بالألم، ونكئ للجراح، وكأن ما نعايشه اليوم في لبنان لا يكفي، وكأن نسيان ما عاناه الوطن من العملاء لا يكفي، فحرام علينا كمحرّرين ومواطنين من الجنوب الأبي أن تلتئم جراحنا، وأن تسكن آلامنا، وكأن المطلوب منّا أن نبقى صامتين خانعين أمام غطرسة ووقاحة العملاء ومشغّليهم برضى قضاة وأمنيين وسياسيين”.

وأضافت في بيان “أبشروا أيها الشرفاء، عميل جديد قد عاد إلى الوطن ضمن مسلسل عودة العملاء، يوسف علي إبراهيم والدته سعاد كعور سجل 40 بليدا، مواليد 16/5/1969. العميل سائح عائد من ألمانيا إلى بلدنا لبنان الذي قتل أهله، يرتع الآن في روابي بليدا الأبية، بين أهله وكأن لا شيء هناك، اليوم خرج بعد حوالى أسبوع من توقيفه ليعود إلى بلدته التي أساء إليها وللأسف هناك من يستقبله ويتسامر معه في هذه اللحظات ودماء شهدائنا لم تجف بعد”.

وتابعت “يوسف إبراهيم لمن لا يعرفه فرّ عام 2000 بعد التحرير إلى فلسطين المحتلة ليقبع فترة من الزمن من ثم ليسافر إلى ألمانيا ليستوطن هناك، لم يفرّ قبل التحرير بل فرّ يوم التحرير، وهذا يعني لو كان الاحتلال ما زال جاثماً على أرض الوطن لكان كغيره ما زال يعطي الإحداثيات للقصف على القرى الآمنة، لم يمضِ أكثر من أسبوع لدى مخابرات الجيش بعد توقيفه من قبل الأمن العام، لم يمضِ من الأيام عدد ما رماه من قذائف مدفعية على القرى الآمنة. كان آمر سريّة مدفعية وخدم في حولا وطلّوسة وميس الجبل، نتساءل كم من جريح لا زال يعاني من قذائفه الرجسة لحينه، وكم من طفل ما زال يبكي أمّه وأباه وقد رحلوا شهداء بسبب دقة إصابته المليئة بالحقد لأبناء جلدته،  وهنا نسأل قيادة الجيش والقضاء ومن تبقى من سياسيين شرفاء في هذا الوطن الجريح، أوليس العمالة خيانة كبرى لا تغتفر، أوليس القتل بقذائف الخيانة جريمة حرب، أوليس العالم المحترم لنفسه ما زال يلاحق النازيين بتهم جرائم ارتكبوها قبل عقود، ومن قال بأن العمالة والقتل باسم العدو ليس بجريمة حرب لا تسقط مع مرور الزمن؟”.

وختمت “نقول بكل وضوح باسم من نمثّل من محرّرين بل باسم جراحنا التي لم تلتئم بعد، لا تدفعونا إلى ما لا نريده، لا تجعلوا قرانا أماكن اعتصام دائمة ومناطق ممنوع التجوال فيها حمايةً لعميل هنا وعميل هناك. لا تدفعونا إلى تطبيق القانون بأنفسنا، إن كان ما زال فيكم شرف. ارحموا هذا البلد الذي لم يعد يحتمل، كفاكم عربدة باسم القانون. العملاء لا مكان لهم سوى السجن أو المنفى ونأمل من المحكمة العسكرية نهار الاثنين أن تأخذ في الاعتبار ما عاناه الوطن من قذارة هؤلاء القتلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى