أخيرة

مقتل شارع

إذا كانت انتهاكات المقدسات يومياً من قبل الاحتلال، وتهويد الأراضي العربية والإسلامية الى درجة منع الآذان من ان يصدح من المساجد، والقتل اليومي للشعب الفلسطيني، وهدم منازلهم، وتقطيع زيتونهم، وتشريدهم، وأخيراً وليس آخراً ارتكاب المجازر ضدّ شعبنا اليمني، وتدمير بنيته التحتية، إذا كان كلّ ذلك وغيره كثير لم يستفز الشعوب العربية والإسلامية، ولا أتكلم عن الأنظمة، للخروج في مظاهرة واحدة تنديداً بكلّ هذا التوحش ضدّ الشعوب المغلوبة على أمرها، فما الذي سيخرج هذه الشعوب للاحتجاج والتضامن؟

لست أجد تفسيراً لذلك سوى أنّ قوى الظلام وأعني بذلك الغرب المجرم وأدواته التي تعمل في خدمته وخدمة ذاتها من أنظمة ومنظومات ترتزق على الامتثال الكلّي والمطلق لسيّدها، تنفذ أجندته القاتلة فيصيبها القليل من الثروات المنهوبة… بينما تعيش الشعوب في شظف من العيش والرزق فيلهيها ذلك السعي الدؤوب المتواصل للاقتئات على فضلات ما تمنّ به عليها قوى الظلام، وتجد نفسها في شغل شاغل وإغراق كلي لذاتها في محاولة إطفاء جذوة الجوع والحاجة والفاقة، ولا تمتلك ذرة من ترف التطلع الى حال الأمة ومعاناتها وفي كثير من الأحيان قتلها والنظر والتطلع الى ما يجري من ظلم وتدمير للكيانات ناهيك عن الخروج في الشارع طلباً للعدالة ونبذاً للظلم.

الشعوب ذاهلة من هول المعاناة، تدبّ على الأرض طلباً للرزق كفاف عيشها ولا يأذن لها هذا الوضع المزري بالالتفات ولو لهنيهة ولو لنظرة عابرة على ما يجري للأمة من أقصاها الى أقصاها في سورية وفلسطين واليمن والعراق وليبيا وربما غداً لبنان ومصر والجزائر وهلم جراً…

نحتسب الى الله ونرجو منه المدد، وننعي لكم مقتل شارعٍ كان في الماضي القريب ينضح عنفواناً وتحدياً وشموخاً، ولكنه قتل منذ بضع سنين بدمٍ بارد وأضحى لا وجود له.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى