أخيرة

القاتل الحقيقيّ

 القاصي والداني يعرف بما لا يعتريه ذرة من الشك أن سعد الحريري دفع هذا الثمن الباهظ هو وعائلته نتيجة إحجامه عن أن يزج بلبنان في أتون حرب أهليّة… ولكن الملتبس لدى شريحة كبيرة من الشارع اللبناني هو أن مَن يقف وراء تلك الرغبة منحصر في شخص ولي عهد «مملكة الخير»… وهذا أمر يجانبه الصواب… إشعال الفتنة في لبنان والقذف به الى غياهب الاقتتال والحرب الأهلية الطاحنة هو مطلب قائم منذ أمدٍ بعيد لدى العائلة الحاكمة في «مملكة الخير»… بل إننا لا نذهب بعيداً ولا نغرق عميقًا في نظرية المؤامرة إذا ما ادعينا بأن حتى قتل الرئيس رفيق الحريري هو شيء يندرج في السياق ذاته… سياق إشعال البلد وزجّه في أتون الاقتتال وتدمير الذات… في التحقيق الجنائيّ هنالك نظريّة أزلية لا يختلف عليها أحد، إلّا من كان في الضلالة من المغرقين… وللتعمية من الطالبين… وهي تتلخص في كلمات ثلاث… «فتّش عن المستفيد»… لقد أريد للتحقيق أن يذهب مذاهب بعيدة… وأريد للحقيقة ان تبقى رهينة الإبهام… وأن يذهب المحقق الى مناطق أخرى لا تمت الى توخّي الحقيقة بشيء… ولا يزن التخبط في نظرية القتل وتوجيه أصابع الاتهام الى سورية وحزب الله أوزن من شروى نقير… القاتل في مقتل رفيق الحريرى هو المستفيد من ذلك… لا نذهب بعيدًا إن قلنا متيقنين بأن الجريمة هدفت بالتأكيد الى … أولاً: معاقبة الرجل على عدم امتثاله لإشعال حرب أهليّة. ثانيًا: تلبيس دمه ومقتله على عاتق سورية وحزب الله آنئذ لإشعال فتنة طاحنة لا تبقي ولا تذر… فتّشوا عن القاتل في بئر العبد… فتشوا عمّن طالب العدو بإلحاح للاستمرار في ضرب لبنان في حرب تموز لتصفية حزب الله… فتشوا عمّن أمدّ صدام حسين بكل أسباب الاستمرار في حربه ضد ايران لثماني سنوات خدمة للمشروع الصهيوأميركي… فتشوا عمن أرسل خمسة آلاف انتحاريّ الى العراق… فتشوا عمن دمّر سوريا… فتشوا عمّن يدمّر اليمن الآن… فتشوا عمن يقود عملية التطبيع والتتبيع والتحالف مع عدو الأمة الأزليّ… فتشوا عمن فعل المستحيل لتمرير صفقة القرن… وأخيرًا وليس آخرًا… فتشوا عمن يطلق على كل من تسوّل له نفسه مقاومة الظلم والجور والاحتلال… وصف إرهابي… تعرفوا مَن وراء كل هذا التوحّش والإجرام ضد العروبة والإسلام وضد أي قيمة أخلاقيّة. مرحباً..

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى