أخيرة

دبوس

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الكويتي بالذات في طياتها معاني في الظلال، يتعيّن علينا إشعال الضوء عليها حتى يتسنّى استجلاء ما خفي من الرسائل غير المباشرة، المتوارية في منطقة الظلّ، كأن نستشعر عملية تموضع جديدة للكويت بعد وفاة أميرها الطيب، وتولي ثلّة جديدة من القيادات أبرزها ولي العهد الذي تربطه علاقات وطيدة مزاجية شعبوية مع ولي عهد آل سعود، محمد بن سلمان، وكأن يذكرنا هذا الاختيار بالدولة الوحيدة في الخليج وربما في العالم، والتي قامت بطرد نصف مليون فلسطيني إثر تأييد ياسر عرفات لصدام حسين إبّان احتلاله للكويت، أمر أقدم عليه عرفات لا ناقة ولا جمل فيه للنصف مليون فلسطيني الذين كانوا يعيشون في الكويت منذ أجيال وأجيال، يؤدّون خدمات قيّمة في لهيب الحر وطوز الصحراء، ويتحمّلون الكثير من ظلم ذوي القربى وممارساتهم العنصرية بصمت وبلا حتى كلمة معاتبة، وبالرغم من ذلك يُطردون بلا رحمة نتيجة لموقف سياسي تعلم الجهات الحاكمة آنذاك والتي اتخذت قرار الطرد بأنه ليس موقفهم.

لعلّ السماء تنسج قصة للعبرة، مفادها أنّ المكر لا يحيق إلا بأهله، وانّ الحدث يتجه نحو تسجيل مفارقة تستدعي التوقف عندها والتأمّل، إذ بينما ذلك النفط الذي تدفق في القرن الفائت عند منطقة القرن هو آخذ في النضوب بعد ان استعمل أسوأ استعمال، وفي نفس الوقت، نفط آخر سيبدأ في التدفق في منطقة أولئك الذين ظلموا، أو لنقل إنها إحدى سخريات الأقدار التي يطيب لها أن تسخر أحياناً.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى