مانشيت

لبنان يربح جولة الكويت بفتح التفاوض… وربط سلاح المقاومة بتحرير المزارع / عون في دار الفتوى… والدولار الجمركيّ عالق… ونصرالله يتحدّث اليوم / عبث قواتيّ يربط الصراع مع حزب الله بالعقيدة ويصفها بـ «التجليطة» /

كتب المحرّر السياسيّ

في مناخ تصاعديّ على الجبهة الروسية الأميركية حول أوكرانيا، وتبادل الحديث عن العقوبات والضمانات، ومساعٍ متبادلة لتعطيل أوراق القوة يتوّجها الرئيس الأميركي جو بايدن بمحاولة تأمين بديل قطري للغاز الروسي الى أوروبا، وهو ما أكدت مصادر في سوق الغاز استحالته العمليّة لفارق السعر وصعوبة نقل الكميات المطلوبة لوجستياً وحجم العقوبات التي يتسبب بها التخلي عن تنفيذ العقود الطويلة الأجل مع الصين، وقالت إن نسبة الـ 5% التي يمثلها الخيار القطري، تشبه نسبة الـ 5% التي تختصر حجم ما تستطيعه واشنطن في مواجهة ما تملكه موسكو، لأن الجغرافيا مستبدة. وفي الجغرافيا تتحرك روسيا في الجوار وعلى حدودها، بينما تتحرّك واشنطن على مسافة آلاف الكيلومترات.

بالتوازي تصاعد إيجابي على مستوى مستقبل التوقّعات المحيطة بالملف النووي الإيراني العائد الى طاولة التفاوض في فيينا بعد أيام قليلة، جاء الكلام الإسرائيلي الذي نسبته صحيفة «إسرائيل اليوم» لمصادر قيادية عن مقاربة الملف النووي الإيراني، ليكشف أن الاتفاق بات أقرب من التوقعات، وأن الحاجة الأميركيّة إليه تبدو أكثر من الحاجة الإيرانيّة.

بالعكس تماماً على جبهة الإمارات واليمن اتجاه التصعيد سلبي، حيث أعلن الناطق العسكري اليمني العميد يحيى سريع أن ضربات يمنيّة موجعة أصابت العمق الإماراتي مجدداً، في ظل مطالبات للإمارات بإعلان وقف تورطها في الحرب اليمنية وسحب قواتها من أية مشاركة عسكرية في الحرب.

لبنانياً، توقفت الأوساط السياسية الرئاسية والحكومية خصوصاً امام المعلومات الواردة من الكويت، وما تضمنته، من تأكيد على نجاح المقاربة اللبنانية في إحداث اختراق لجهة نقل الموقف الخليجي والعربي من النظرة السلبية نحو لبنان الى الاستعداد لفتح التفاوض عبر اللجنة التي اقترحتها الورقة اللبنانية، والتي لاقت ترحيباً كويتياً وصل حد التبني في مداخلة وزير الخارجية الكويتي أمام مجلس وزراء الخارجية العرب، كذلك في ما يخصّ النقاش حول سلاح المقاومة والقرار 1559، نجح الموقف اللبناني بربط هذا النقاش بمستقبل الأراضي اللبنانيّة المحتلة

(التتمة ص4)

في مزارع شبعا، والرفض الإسرائيلي للانسحاب منها ما تسبّب بتعطيل مساعي الأمين العام للأمم المتحدة لرسم مسار استكمال تطبيق القرار 1701.

في الشأن السياسي الداخلي كانت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى دار الفتوى ختام النقاش التقييمي لإعلان انسحاب الرئيس سعد الحريري من المشهدين السياسي والانتخابي، والتأكيد على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، بينما تجمّد مسار الموازنة التي كان يفترض ان ينتهي نقاشها في الحكومة يوم السبت، وسيمتدّ النقاش لأيام لاحقة مع العرقلة التي تسبب بها دولار الفوترة والتسعير الذي ليس جمركياً وحسب بل يطال فواتير الكهرباء والاتصالات.

وبانتظار المواقف التي سيطلقها الأمين العام حزب الله السيد نصرالله في حوار مسائي الليلة مع قناة العالم، ستؤشر لوجهة تعامل الحزب مع الملفات العديدة المثارة بوجه الحزب عربياً ولبنانياً، طغت على الواجهة السياسية والإعلامية التي صدرت عن القوات اللبنانية بلسان الناطق الرسميّ باسمها، بعدما تحدث عن ربط الصراع مع حزب الله بالشأن العقائدي واصفاً عقيدته بـ»التجليطة»، ما أثار ردود أفعال واسعة، من جهة، ومحاولة تخفيف من خطورة العبث على لسان القوات، وحملة تضامن مع الناطق بلسانها.

يتابع مجلس الوزراء اليوم دراسة مشروع موازنة العام 2022، حيث سيبحث في المادة 15 المتعلقة بالمساعدة الاجتماعية المطلوبة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية للطبقات الأكثرَ فقراً ربطاً باقتراح وزير الشؤون الاجتماعيّة حول الموضوع فضلاً عن الدولار الجمركي والمساعدة الاجتماعية للقطاع العام. وكانت جلسة السبت بحثت في المادة 13 المتعلقة بإعطاء سلفة خزينة للكهرباء. وقد تقرر تعليق البحث بالموضوع ايضاً بعد طلب استيضاحات من وزير الطاقة.

وقالت مصادر وزارية لـ»البناء» إن النقاش في مجلس الوزراء ينطلق من قاعدة أساسية ترتكز على البحث عن حلول لعدم تحميل الناس أية ضرائب جديدة في إطار الموازنة العامة، وهذا ما تحقق حتى الآن، مشدّدة على أن التفاصيل المتصلة بالضرائب خاضعة للنقاش،​ ومشيرة الى ان النقاش التفصيلي للمواد مردّه الوصول الى قرارات تؤسس لوضع خطة تساهم في الإنقاذ، خاصة أن مجلس الوزراء مهتم بالعمل على ردم الهوة بين طبقات الشعب التي تفاقمت مع الازمة المالية وتوقعت ان يحال مشروع الموازنة الى البرلمان الاسبوع المقبل.

 وأكد وزير الأشغال علي حمية أن الأجواء إيجابية داخل جلسات الموازنة ونسعى إلى موازنة لا تمسّ جيوب المواطنين وندرس كل مادة بتفاصيلها وهذا يحتاج إلى وقت. مشيراً الى انه من المفترض أن تقر الموازنة نهاية الأسبوع على أن تحوّل بعدها إلى المجلس النيابي. وشدد على ان الحكومة تحرص على عدم تكليف المواطن اللبناني ضرائب إضافية والعجز في الموازنة واقع.

وقال: طلبنا من وزارة المالية رسم أكثر من سيناريو على أكثر من سعر للدولار الجمركي للاطلاع عليها قبل الاتفاق على تحديد السعر الأنسب، مشيراً الى ان الوزيرين وليد نصار ووليد فياض اعترضا على صلاحية وزير المال بتحديد سعر صرف دولار الموازنة، لكن الرئيس ميقاتي أبلغنا قبل بداية النقاش أن وزير المال طلب سحب هذا البند.

 وكان مجلس الوزراء شهد يوم السبت نقاشاً بين وزير الطاقة والمياه وليد فياض ووزير الصناعة جورج بوشكيان، الذي شدّد على إلزامية الانتهاء من السلفات المالية لصالح كهرباء لبنان، لا سيما أن هذه السلفات استنزفت مالية الدولة، لافتاً إلى أن تحويل كهرباء لبنان إلى قطاع إنتاجيّ هو التحدي الذي يجب أن تنتصر له الحكومة اللبنانية معتبراً ان خطة الكهرباء يجب أن تلحظ دعم فاتورة الصناعيين من أجل زيادة الإنتاج المحلي.

 وغرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر»: «يبدو أن انفجار مرفأ بيروت لم يحدث بل كان جزءاً من خيال ربما غيمة شتاء كبيرة مع رعد قويّ ويبدو أن أزمة الكهرباء مصطنعة بل مؤامرة، لذا مشروع موازنة وكأن الأمور طبيعة ولذا سلفة لكهرباء لبنان من خارج الموازنة. هل هناك حكومة جديدة أم أنها مسيّرة على الـ remote control»؟.

وأعلنت وكالة التصنيف الدوليّة موديز أنّ قرار مصرف لبنان الأخير بيع الدولار الفريش على سعر منصة صيرفة لن يحقّق استقراراً طويل الأمد في سعر الصرف ومستويات التضخّم وذلك في ظلّ غياب اتفّاق تمويل مع صندوق النقد الدولي مشروط بإعادة هيكلة شاملة للدين.

وقد أبقى تقرير موديز التصنيف السيادي للحكومة اللبنانيّة عند C علماً أنّ هذا التصنيف يعكس احتماليّة كبيرة بأن تتخطّى خسائر حاملي السندات نسبة الـ65 في المئة.

الى ذلك، تسلمت الكويت رداً من لبنان على المبادرة الكويتية التي حملها وزير الخارجية الكويتية أحمد ناصر المحمد الصباح الى بيروت الأسبوع الماضي على ان تتم دراسة الرد في الساعات المقبلة. ووصف وزير خارجية الكويت في مؤتمر صحافي مشترك مع امين جامعة الدول العربية احمد ابو الغيظ عقب اجتماع لوزراء الخارجية العرب «تعاون لبنان وتفاعله مع المطالب التي صاغتها الدول الخليجية بالـخطوة إيجابية». وأضاف الأمر «الآن متروك لدراسة هذا الرد من قبل الجهات المعنية في الكويت وفي دول الخليج لمعرفة ما هي الخطوة المقبلة مع لبنان»، من دون أن يوضح طبيعة الرد اللبناني.

وكان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب سلّم نظيره الكويتي الاجوبة اللبنانية على الورقة الكويتية. كما سلّم رسالة إلى أمير الكويت نواف الاحمد الجابر الصباح من رئيس الجمهورية ميشال عون. وبحث بو حبيب في الكويت مع الوزير المصري سامح شكري مستجدات التطورات على الساحة اللبنانية وسبل استكمال الجهود الرامية لدعم لبنان وشعبه.

وشدد رئيس الجمهورية ميشال عون من دار الفتوى على «ضرورة اقامة افضل العلاقات مع الدول العربية وامتنها، وان الاولوية تبقى للمحافظة على السلم الاهلي والاستقرار في البلاد».

وأكد بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى أننا «نقوم بكل التحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات في مواعيدها، ولا أجد أي سبب لتأجيلها».

وأعلن عون أنه أكد لمفتي الجمهورية على الدور الذي تلعبه الطائفة السنية في المحافظة على وحدة لبنان وتنوعه السياسي، وأهمية المشاركة مع سائر مكونات لبنان في الحياة الوطنية والسياسية والاستحقاقات التي ترسم مستقبل لبنان وابنائه.

وقال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة قداس الاحد في بكركي يجب على اللبنانيّين جميعًا المشاركة في الانتخابات، مشيرا الى أنها «استحقاق ديمقراطيّ لتعزيزِ النظامِ، ولممارسة حقِّ الشعب في التعبيرِ عن رأيهِ وفي المساءلة والمحاسَبة. وهي هذه المرّة مناسبةٌ لاختيارِ وُجهةِ لبنانَ المقبلَة. فالمجلسُ النيابيُّ المنتَخب هو مَن سيَنتخِبُ رئيسَ الجُمهوريّةِ الجديدِ، ومَن سيُشرِّعُ الإصلاحاتِ، ومَن سيُشاركُ في حوارٍ وطنيٍّ يَنعقدُ بعد انبثاقِ السلطةِ الجديدة برعايةٍ دُوليّة». ورأى الراعي أن الحلّ هو إجراء الإصلاحاتُ المناسِبةُ مع الواقعِ اللبنانيّ، خصوصًا الالتزامُ بسياسةٍ وطنيّةٍ حياديّة.

في سياق آخر، ترجم التيار الوطني الحر انفتاحه على سورية وضرورة تعزيز التعاون معها لمعالجة الأزمات العالقة والملفات المشتركة بين البلدين لا سيما ملف النازحين، حيث زار وفد من التيار برئاسة نائب الرئيس للعمل الوطني الوزير السابق طارق الخطيب دمشق الثلاثاء الماضي بدعوة من حزب البعث العربي الاشتراكي حيث التقى الوفد الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال هلال، وتم البحث في ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين، كما التقى الوفد وزير الخارجية السورية فيصل المقداد. وفي السياق، قال الإعلامي حسان الحسن الذي كان في عداد الوفد لـ»البناء» إن الامين العام المساعد هلال هلال ووزير الخارجية السوري أبديا احترامهما لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وللتيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل على اعتبار أنه تحمّل ويتحمّل العقوبات والضغوط التي فرضت عليه بسبب مواقفه السياسية», واشار الحسن الى ان سورية لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وإن كانت تتأمل من القوى التي يربطها تحالف استراتيجي بموضوع الدفاع عن البلدين ودعم المقاومة أن تكون موحدة في الانتخابات النيابية المقبلة. واعتبر الحسن أن الزيارة ليست شكلية فهناك علاقة جيدة مع حزب البعث، وسوف تتعزز لمصلحة البلدين. وهناك تعاون في ملفات عدة تمهيداً لنقل الواقع الى وزراء ونواب التكتل الأجواء لكي يبنى عليها كحجر اساس في ما بعد لما يصب في اطار المصلحة المشتركة بين سورية ولبنان في ما خص الكهرباء والتجارة وعودة النازحين.

 وفي سياق متصل، اعتبرت اوساط مقربة من التيار الوطني الحر ان زيارة باسيل المرتقبة الى سورية هي منفصلة عن زيارة وفد التيار وليس هناك من تنسيق أبداً، فباسيل سيزور دمشق وفق التوقيت الذي يراه مناسباً، مع اشارة الاوساط في الوقت نفسه الى ان زيارة وفد التيار ربما تكون تهيئة الأجواء لزيارة النائب باسيل والذي من الممكن ان يكون قد زار سورية بشكل غير معلن.

 وفيما يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم عبر قناة العالم للحديث عن مختلف الأوضاع المحلية المتصلة بالحكومة مع عودة وزراء الثنائي الشيعي الى المشاركة في جلسات مجلس الوزراء ومشروع الموازنة والانتخابات النيابية وترسيم الحدود، والورقة الكويتية، اكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، «التمسك بإجراء الانتخابات والتحمس لها»، معلنًا أن الماكينة الانتخابية لحزب الله تعمل لها منذ أربعة أشهر، والشعار الانتخابي أصبح جاهزاً، والبرنامج الانتخابي أصبح جاهزاً وسنعلنه قريباً».

وكشف قاسم عن «استطلاعات رأي أجريت في الدوائر الـ15 الانتخابية، وبطريقة علميّة، بيّنت أن نتائج الانتخابات ستكون قريبة من تركيبة المجلس الحالي مع تغييرات طفيفة لا تؤثّر على البنية العامة لهذا المجلس.

كما لفت إلى «وجود قرار دولي بمنع إنجاز خطة التعافي قبل الانتخابات النيابية, لأنهم يريدون معرفة من سينجح فيها «. وتوجّه الشيخ قاسم للقوات اللبنانية بالقول «إن مشروعنا مواجهة «إسرائيل» وأذناب «إسرائيل»، ولن نقبل أن نواجه أحداً في الداخل ليحدث فتنة كما يريد البعض». وشدد على أن «جماعة السفارة الأميركية والقوات اللبنانية يشكّلون خطراً على مستقبل لبنان».

في المقابل، أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان «كل صوت يذهب لـ»لتيار الوطني الحر» و»حزب الله» يعني تمديدًا لأوجاعه بيده من دون منّة من أحد»، وأكد ان الانتخابات النيابية تشكل فرصة حقيقية من أجل استبدال الأكثرية الحالية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى