أخيرة

عهد

هل تذكرون قصة الملك الذي كان إذا لمس أيّ شيء يحوله الى ذهب؟ نحن لدينا في السلطة الفلسطينية رئيس يفعل الشيء نفسه، مع فارق بسيط، هو أنه يحوّل كلّ شيء يلمسه إلى زبالة، أيقونة المقاومة الفلسطينية عهد التميمي، التي كانت تتحدّى جنود الاحتلال بقبضتها وبقدرتها المذهلة على التحدي، سجنها الاحتلال لعدة أشهر، ثم أطلق سراحها فطلب “دعبس” من والدها ـ وهو فتحاوي ـ أن يحضرها الى مكتبه فوراً من باب السجن الى المقاطعة، لست أدري ماذا حدث في هذا اللقاء، ولكنها ذهبت الى بيتها ونامت تلك الليلة، ثم فقعتنا تصريحاً في اليوم التالي بأنها حلمت بـ “دعبس” وهو يمتطي صهوة جواد أبيض ويمتشق سيفاً، ثم ينطلق بعد ذلك لا يلوي على شيء لتحرير الأقصى من قبضة الاحتلال، نفس أحلام الهبّاش وزير أوقاف سلطة دعبس، والذي يتحفنا بها من وقتٍ لآخر، تخيّلوا هذا الرجل بلغلوغته العملاقة، والتي تكتنز وتغطي مساحةً لا بأس بها من سحنته ومقدمة صدره، وتكاد تقطع أنفاسه، وحركته البطيئة، ونزعته الفطرية للانبطاح، يمتطي فرساً وينطلق وهو يلوّح بسيفه لتحرير الأقصى…!

المشكلة انّ عهد التميمي ومنذ ان قامت بزيارته بعد إطلاق سراحها، لم تظهر على الإطلاق، لا في حالة مقاومة ولا في أية حالة أخرى، سكتت والتزمت صمتاً مطبقاً وآثرت الانزواء والانكفاء لمدة سنتين حتى الآن، يبدو انّ “دعبس” لمسها.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى