ثقافة وفنون

تخصيص ركن في المكتبة الوطنية لكتب الإمام شرف الدين

} مصطفى الحمود

تلقى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى من السادة قصي وابراهيم شرف الدين ومهدي هاشم مجموعة قيّمة من مؤلفات جدّهم العالم الكبير السيد عبد الحسين شرف الدين مع “بورتريه” له من رسم الفنان التشكيلي المبدع حسن جوني، وقد أوعز الوزير المرتضى بإيداعها في ركن خاص بالمكتبة الوطنية ـ الصنائع لتكون بمتناول روادها.

وفي هذه المناسبة صدرت عن وزير الثقافة كلمة جاء فيها: “عاشَ همومَ الأمة بعقله وروحه ووجدانه، فكان من أوائل الذين تنبّهوا للمخاطر المحدقة بها… إنه العلامة العلم السيد عبد الحسين شرف الدين الذي تصدّى لكلّ محاولات استضعاف بلادنا والتآمر عليها، وأوضح للناس أنّ لهذا التصدي محورين: الأول هو الاستعمار، فوقف في وجهه وقفة العارف بالتاريخ معرفةً وثيقةً، المطلِّ على المستقبل بعين ثاقبة، فواجه الاستعمار الفرنسي ودفع الثمن مع من كانوا معه من غير أن يهادن أحداً في الحق طرفة عين. والمسار الثاني هو الوحدة داخل أوطاننا وبلادنا، وانطلاقتها الأولى معالجة ما بين السنة والشيعة من نزاعات تقف حائلًا دون وحدتهم. فلقد كان يرى أنّ المشكلة بينهم ليست في التراكمات التاريخية فحسب، بل في تعطّل آلية الحوار والجدال بالتي هي أحسن، والحمل على الأفضل.

هكذا عَرف بفطنته وبعد نظرته أن لا سبيل إلى اختراق هذا الوهم الذي يصيب المكوّنات الدينية في بلادنا، والإسلامية منها تحديداً، إلا بالحوار الصريح البنّاء، الذي يفتح دفاتر الماضي بروح الحرص على المستقبل، ويستبعد كلّ أساليب التجريح والتعالي والأثرة؛ فكان كتابه “المراجعات” الذي تضمّن حواراته مع شيخ الأزهر الإمام سليم البشري، فاتحةً عملية ونفسية وأخلاقية في مسيرة الحوار أمام كلِّ من سلكوا لاحقاً هذا السبيل، وعنواناً للسعي إلى الوحدة الحقيقية التي لا تعني التنازل عن الخصوصيات، بل تدعو إلى مقاربة الاختلاف بروح المسؤولية والحب والوعي لمخاطر العصبية.

ما أحوجنا اليوم إلى أن ننهل من هذا التراث النيّر، وننبذ أساليب الشرذمة والانقسامات، ونكون مقاومين حقيقيين للاستعمار والتخلف والجهل والعصبية، فكلُّها رذائل متساوية، وأن نمحضَ الولاء أهلنا ووطننا ورسالاتنا التي تنهى عن التباعد والبغضاء، ملتزمين بالحوار المحبِّ الواعي وسيلةً لمواجهة الأخطار المحدقة باللبنانيين وطناً وشعباً وطوائف ومكونات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى