مقالات وآراء

وكم كنّا في شوق ولهفة لطائرتي «أيّوب» و «حسّان»

} د. جمال شهاب المحسن*

إنَّ الإنجاز النوعي الكبير للمقاومة بتنفيذ الطائرة المسيّرة «حسان» التابعة لها منذ أيام لمهمة استطلاعية لمدة من الوقت فوق عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة وعودتها سالمة رغم محاولات العدو «الإسرائيلي» إسقاطها بكلّ إمكانياته وتقنياته، فهذا يشكّل بدلالاته ومضامينه الاستراتيجية رسالةَ نصرٍ جديد لهذه المقاومة التي رفعت هاماتنا عاليةً وقالت إنجازاتُها الكبرى على لسان قائدها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله: لقد ولّى زمنُ الهزائم وبدأ زمنُ الانتصارات  .

وقالت المقاومة في بيانها: “بتاريخ الجمعة الواقع في 18/2/2022 أطلقت المقاومة الطائرة المسيَّرة “حسّان» داخل الأراضي الفلسطينية ‏المحتلة وجالت في المنطقة المستهدفة لمدة أربعين دقيقة في مهمة استطلاعية امتدت على طول سبعين كيلومتراً شمال فلسطين المحتلة».

وأضاف بيان المقاومة: “بالرغم من كلّ محاولات العدو المتعددة والمتتالية لإسقاطها عادت ‏الطائرة “حسّان» من الأراضي المحتلة سالمة بعد أن نفذت المهمة ‏المطلوبة بنجاح ودون أن تؤثر على حركتها كلّ إجراءات العدو ‏الموجودة والمتبعة».

ولِمَن لا يعرف فإنًّ طائرة «حسّان» ترمز إلى الوفاء للقائد المقاوم العبقري المخترع حسّان اللقيس الذي أشرف على الكثير من العمليات النوعية قبل استشهاده عام 2013 ومنها تصوير مفاعل ديمونا النووي الصهيوني في جنوبي فلسطين المحتلة من الجو عبر طائرة استطلاعية .

 إنّ طائرة «حسّان» تذكرنا بطائرة «أيوب» حيث أعلن سماحة السيد حسن نصر الله في العام 2012 عن تبنّي المقاومة للعملية النوعية في استخدام طائرة «أيوب» في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، ممّا كشف في حينه  إنجازاً عظيماً يجاري تقدّم العدو الصهيوني العلمي والتكنولوجي ويتفوّق عليه، ويكون محطةً على طريق الانتصار الكامل المؤزر .

وبفخرٍ واعتزاز بالطائرتين المُعلَنتيْن «أيوب» و»حسّان» اللتيْن كسرتا كلّ الإجراءات والعوائق العسكرية والأمنية والتكنولوجية والسيبرانية «الإسرائيلية» والأميركية المتطورة، من دون ان ننسى «القبة الحديدية» التي يتحدّون بها أمتنا والعالَم، نزداد ثقة ويقيناً بأنّ رجال الله في الميدان ومحور المقاومة متقدّمون نحو تحرير القدس وكلّ المقدسات والأراضي المحتلة في فلسطين والجولان ومزارع شبعا مِصداقاً لوعد الله بنصره المبين فيقول في كتابه العزيز: (وكان وعداً علينا نصر المؤمنين)، والمسألةُ مسألةُ وقتٍ قريب.

في الماضي، كنا نستعرض إمكانات العدو «الإسرائيلي» في محاولةٍ لمعرفة حقيقة أخطاره، ولم نصل إلاّ إلى النصف الموجِع والبشع من الحقيقة، وهو التطوّر والتفوّق العلمي والعسكري «الإسرائيلي» المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية والغرب الاستعماري كله، وذلك على الرغم من محطات مضيئة وعديدة عرفها العرب في تاريخ الصراع العربي ـ «الإسرائيلي»، وأهمّها حرب تشرين التحريرية وانتصار المقاومة في جنوب لبنان عام 2000 وانتصار تموز ـ آب عام 2006… وكان ينقصنا النصف المشرِق من الحقيقة، التي عبّرت عنها المقاومة بثقة واقتدار حين كشفت عن العمليتين النوعيتين بطائرتي «أيوب» و»حسّان» وغيرهما من العمليات النوعية فأكدت أنَّ ما يستطيع فعله أبطالُ المقاومة بإرادتهم الإنسانية وأدمغتهم في وجه أعداء الإنسانية كبيرٌ جداً، وفي ذلك تجسيدٌ لقول الله تعالى: «وفي أنفسِكم أفلا تُبصرون»، أيّ أنَّ لدى الإنسان طاقات كثيرة لا تُعدُّ ولا تُحصى، ولكن يجب توظيفها وتشغيلها في سبيل خير البشرية، فالعِلم مع الضمير الذي يجسّده المقاومون الأبطال هو الذي يصنع الخيرات والإنجازات الإنسانية والانتصارات الكبرى.

وكم كنا في حالة شوق ولهفة لسماع الإعلان عن طائرتي «أيوب» و»حسان»؛ لأنّ المجرمين الإرهابيين الصهاينة ومَن معهم ومَن وراءَهم لا يفهمون إلاّ لغة القوة حصراً…

أيها الصهاينة المدعومون من أشرار العالم نقول لكم: إنَّ قوة المقاومين الأبطال في لبنان وفلسطين وسورية وإيران واليمن مدعّمةٌ بالإيمان والعِلم والمعرفة، وهي ستفعل فعلها في ميادين الصراع الذي ستُهزمون فيه.

وإنّ غداً لناظره قريب…

*إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى