أخيرة

أبو رغال الفلسطيني

لا يخامرني أدنى شك في انّ ثمن بيع ما تبقى من فلسطين يُدفع هناك في الخليج لأبناء «دعبس» ياسر وطارق، فلقد واكب امتطاء أبو مازن صهوة الرئاسة منذ ما يقارب عقدين من الزمان اندفاعة لولديه ياسر وطارق إلى منطقة الخليج للجهاد بوسائل أخرى، فالموقف يتطلب جهاداً على الصعيد الوطني تولاه والدهم «دعبس»، وجهاد آخر على الصعيد الخارجي تولاه ولداه العتيدين، ولقد حقق الإثنان معاً إنجازات ثقيلة تستحق الكثير من الإعجاب والإكبار، «دعبس» في ساحته الضيقة أفلح في تحويل الضفة الى مستوطنة «إسرائيلية» عظمى، وان يضاعف أعداد قطعان المستوطنين من 60 ألف مستوطن فقط لا غير الى حوالي المليون، يسرحون ويمرحون ويترعون بلا ضابطٍ ولا رابط، يقتلون من يشاؤون ويصادرون ما يشاؤون من الأراضي والبيوت… بينما أولاده في خطٍ موازٍ يكدّسون الثروات التي تجاوزت البليون دولار من خلال دعم خليجي أميركي «إسرائيلي» لهما واسع النطاق طالما أنّ والدهما ينفذ المطلوب بالحذافير لدولة الاحتلال.

هو يعرف تماماً انّ ايّ انحراف عن التنفيذ الكلي لمتطلبات الاحتلال من تنسيق أمني وتعاون وثيق في شتى مستويات الإدارة والمخابرات والإبقاء على حالة الانقسام الفلسطيني سيترتب عليه خسارة مدوية للثروات التي تمّت مراكمتها عبر السنين، والتاريخ يتحدث عن أمثلة لأولئك الذين طارت ثرواتهم بين ليلة وضحاها حينما فشل أصحاب تلك الثروات في الامتثال المطلق لطلبات السيد، على سبيل التمثيل لا الحصر، عدنان خاشقجي والذي انتهى على كرسي المقعدين، لا يملك حتى ثمن تذكرة العودة الى بلاده وهو الذي كان في وقت من الأوقات واحداً من أغنى اغنياء ألعالم، والمثل الآخر سعد الحريري، والذي يعاني من أزمات مالية طاحنة بسبب عدم قدرته على تنفيذ طلبات المشغلين لإشعال حرب أهلية في لبنان، ولذلك تجد «دعبس» لا يميل شعرة واحدة عن الخط المرسوم له مهما علت صيحات الانتقاد والتخوين والمطالبة بالكفّ عن هذا النهج الإنبطاحي، سيظلّ دعبس راسخاً على نهج الخيانة والانبطاح حتى النفس الأخير، وستنعم عائلته وأولاده بهذا المال القذر حتى يحين حين المحاسبة، والذي نحسبه قريباً ويرونه بعيداً…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى