مقالات وآراء

التحالفات الإلغائية والـ NGOs…؟

} ابراهيم نشابة

لم يعد خافياً على كلّ لبناني، ذلك العبث الطائفي السياسي الذي تمارسه الأحزاب الطائفية باسم الحرية والسيادة والاستقلال والديمقراطية وحقوق اللبنانيين، وهي لا تعدو أن تكون دعاوى انتخابية مصلحية زائفة، اتُخذت غطاءً  لممارسات وعلاقات وتحالفات سياسية إلغائية لا تمتّ الى الوطنية بأية صلة، بل هي جزء لا يتجزأ من التبعية العمياء لأجندات واستراتيجيات غربية وصهيونية انتهازية ضيقة الأفق، تُغذيها مصالح الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وتعززها المصالح الفئوية الخاصة، والمنافع الشخصية الزبائنية، البعيدة كلّ البعد عن الأهدافٍ الوطنية والمدنية وبناء الدولة.

في المشهد الانتخابي السياسي اللبناني أنموذجاً وواقعاً، تبدو بعض القوى السياسية الطارئة على العمل السياسي والتي تُصنّف نفسها بالمجتمع المدني والمنظمات الغير حكومية  NGOs، في حالة من الغليان في الشوارع اللبنانية التي أعلنت الرهان على دولرة الانتخابات والاستفادة القصوى من الدعم المادي أياً كانت الجهة الداعمة.. لنرى دولارات المنظمات المتحالفة مع قوى الشر اللبنانية تخترق أجواء عدد كبير من المناطق في لبنان.. ما يبشر بالفوضى الأخلاقية والفكرية والسياسية والسلوكية، على وقعِ توسيع الرصيد الشعبي للقوى التغييرية الإلغائية، التي ترتدي ثوب التنمية والمساعدات الإنسانية وتعزيز الديمقراطية وحلّ النزاعات…

أما الهدف الأساسي والنهائي لهذه القوى التي تدّعي المدنية فهو النجاح في الاستحقاق الانتخابي البرلماني اللبناني. هذا الأمر الذي أفقدها مدنيتها وأفرغها من مضمونها، فأخذت تتمرّغ أكثر في وحل الانتهازية، عبر التحالف مع قوى سبق لها أن دمّرت لبنان وقتلت باسم الطائفية شعبه.

هذه القوى المدنية التي ترتدي ثوب العفة ـ وهي من أصحاب المال والإعلام الفاسد تقوم بمحاولات مستميتة لإقصاء القوى الوطنية اللاطائفية والمقاومة. وتبقى غايتها الاستئثار النهائي بالسلطة في لبنان، باعتماد أساليب التلاعب بوجع الناس والفقر والعوز. بالإضافة الى الاستقواء بدول خليجية وأوروبية وطبعاً الالتزام والوئام التام مع الولايات المتحدة الأميركية، وافتعال المشاكل المالية والمصرفية ودعم الحصار الاقتصادي. بالإضافة الى الدعم المشبوه للمؤسّسة العسكرية باسم السلاح الشرعي والشرعية وإرادة اللبنانيين. «إلا أنها في حقيقتها تعمل على حصار المقاومة وإثارة النَّعرات الطائفية والفئوية، وبث الشائعات لخلخلة الأمن والاستقرار. والعمل وفق منهجية محددة لضرب الاستقرار الاقتصادي، وتعطيل دوران عجلة الإنتاج والتنمية، وصولاً إلى إفشال برنامج النهوض!

لا شكَّ أنَّ هذه السلوكيات الانتهازية لهذه القوى المدنية ومنظماتها، وأدواتها وآلياتها، وهذا التخطيط السياسي المشبوه، لن يؤدّي إلا لمزيد من الانقسامات والخلافات في المشهد السياسي والانتخابي اللبناني، وإلى المزيد من المشكلات الاقتصادية والمالية والمصرفية والاجتماعية.

في النتيجة، إنَّ الرِّهان في هذه المرحلة التاريخية المأزومة التي يمرّ بها لبنان، سيكون حتماً على وعي القوى الوطنية والتيارات والأحزاب اللاطائفية وأبناء العقائد المؤمنة بالحياة والصراع والنهضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى