أولى

وزارة داخلية لا مركز مطوّعين سعوديين!

} شوقي عواضة

يتصاعد مسلسل التّرهيب من بعض الدّول الخليجيّة والذي بدأ بالتّرهيبين السّعوديّ والبحريني لتتطوّر عمليّة التدخلات في الشّؤون اللّبنانيّة ومحاولة تحويل وزارة الداخلية الى قسم من المطوّعين على الطريقة السعودية مع تدنّى مستوى الجهات المتدخّلة ليصل إلى مستوى المرتزقة والقتلة الذين ما زالوا يمارسون أبشع عمليّات القتل وارتكاب المجازر وتدمير اليمن. وكأنّ لبنان لا ينقصه إلّا أن يملي عليه مرتزقٌ سعوديّ ينطق باسم اليمن بصفة وزير خارجيّة حكومة الفنادق في الرّياض أحمد عوض بن مبارك ويوجّه رسالةً إلى وزير الدّاخلية اللّبنانيّ بسام مولوي عبر وزارة الخارجيّة، حول قيام حركة «أنصار الله» الحوثيّة بـ «أعمالٍ عدائيّةٍ» من داخل الأراضي اللبنانية. ابن مبارك الأكثر إجراماً بحقّ الشّعب اليمني يتحدّث عن أعمالٍ عدائيّةٍ تقوم بها حركة «أنصار الله» اليمنية من داخل لبنان عبر قناتي «المسيرة» و»السّاحات» وهو أكثر النّاس ارتزاقاً وأبخسهم ثمناً يتحدّث عن قانونيّة القناة وعملها.

ولعلّ وزير خارجيّة الفنادق اللّامبارك من شعبه يحاول أن يعوّض عن هزائم أسياده وحلفهم العدوانيّ في اليمن من خلال المسّ بسيادة لبنان واستهداف الحرّيات فيه دون أن يلتفت إلى أنّ لبنان ليس ولايةً سعوديّةً ولا إماراتيّةً أو بحرينيّةً ولن يكون. وإذا كان فهمه القاصر للحرّية الإعلاميّة وحرّية الرّأي التي تميّز بها لبنان وكفلها الدّستور اللّبنانيّ ووصفه لها (بالأعمال العدائيّة) فماذا نسمّي المجازر التي يرتكبها هو وحكومته المرفّهة مع العدوان الأميركيّ السّعودي الإماراتي بحقّ الشّعب اليمني الذي تسفك دماؤه بأيدي المرتزقة أمثال ابن مبارك وغيره من المرتزقين لنظامي آل سعود وآل زايد. ولأنّ ابن مبارك لا يفقه معنى السّيادة كونه مرتزقاً لم يأخذ العبرة من أمثاله من المرتزقين أمثال جيش العميل أنطوان لحد وإرهابيّي داعش الذين سُحقوا تحت أقدام الرّجال الرّجال في لبنان والمدعومين من مشغليه في الرّياض لم يفقه ابن مبارك أنّ فشل أسياده الأميركيين وحلفهم السّعودي الإماراتيّ في عدوانهم على اليمن لن يتحوّل إلى انتصار في لبنان، وإنّ العقوبات التي فرضها نفس التّحالف العدواني على لبنان لم تؤتِ أكلها وارتدّت خائبة. وبدلاً من أن يوجّه الرّسالة بناء على توجيهات مشغله ابن سلمان وكان الأجدى بالوزير المرتزق ابن مبارك أن يقف موقفاً مشرّفاً تجاه بلاده وشعبه الذي يستثمر دماءه وهو يدرك تماماً أنّنا في لبنان رجالٌ صنعوا السّيادة وصانوها بدمائهم وما تهاونوا بها، ويدرك أكثر بأنّه لن يكون أكثر ولاءً للبلاط الملكي في الرّياض من سفير حكومته المنفيّة التي كان يمثلها في بيروت عبد الله الدّعيس الذي استدعته (حكومته في الرّياض) بالتّزامن مع الحملة السّعوديّة الإماراتيّة على لبنان التي جاءت استجابةً للتّعليمات الأميركيّة «الإسرائيليّة» لفرض المزيد من الحصار على لبنان.

في المقابل لبّى على عَجَلٍ وزير الدّاخليّة اللّبناني بسام المولوي طلبات الوزير المرتزق من خلال إرساله كتابين إلى كلّ من المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي والمديريّة العامّة للأمن العام لإجراء الاستقصاءات اللّازمة وجمع المعلومات حول مشغلي القناتين ومتولّي إدارتيهما وأماكن ووسائط بثّهما بغية اتخاذ الإجراءات الإداريّة والفنيّة والقانونيّة اللّازمة. وعلى ضوء ذلك ثمّة أسئلة يطرحها اللّبنانيّون على (السّياديين والحياديين) يجب الإجابة عليها أوّل تلك الأسئلة:

1 ـ هل انضمّ لبنان الى التحالف العدواني على اليمن ومن اتخذ القرار بذلك؟

2 ـ هل من متطلّبات تنفيذ (الورقة الخليجيّة) قمع الحرّيات وانتهاك حقوق الإنسان؟ وتحويل لبنان إلى ولايةٍ أو إمارةٍ داعشيّةٍ؟

3 ـ إذا كان تبرير القمع من أجل الحفاظ على العلاقات مع (الدول العربية والصّديقة) فماذا عن سورية وإيران؟

4 ـ هل أنّ وزارة الدّاخلية السّياديّة هي وزارة لبنانيّة أم مؤسّسة استثماريّة سعوديّة بحرينيّة؟ أم وزارة برسم الإيجار أضحت تابعةً لمرتزقة السّعودية مثل ابن مبارك وغيره من المرتزقين؟

إذا كان يعتقد وزير الدّاخليّة بأنّ مصلحة لبنان تقتضي عمليّات قمع حرّيّات الرّأي والتّعبير فلا يحدّثنا عن السّيادة والعروبة لأنّ من صان السيادة بالأرواح والدّماء هو العربيّ الأصيل وليس من العرب والعروبة من طبّع مع العدوّ «الإسرائيليّ» والتزم تنفيذ أجنداته من خلال سيناريوات متعدّدة. لا سيّما أنّنا أصبحنا وجهاً لوجهٍ في محورين محور المقاومة الذي سجّل ولا يزال المزيد من الانتصارات والتّقدّم ومحور المساومة والمهانة الذي تقوده السّعودية والإمارات والكيان الصّهيوني.

وإذا كان وزير الدّاخليّة يريد استرضاء ملوك وأمراء البلاط فلن يقبل لبنان بأن يكون ذلك على حسابه وحساب دستوره. ولبنان الذي انتصر على الجيش الذي كان أسطوريّاً لن تهزمه ثلّةٌ من المرتزقة السّعوديين والإماراتيين والتّاريخ القريب يشهد بذلك…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى