مقالات وآراء

كييف… من الإجماع الدولي إلى «العتمة» الروسية!

} فاديا مطر

بعدما كانت أوكرانيا تحت مظلة الإجماع الدولي السياسي والعسكري، أصبحت في نفق العتمة الروسية في عملية عسكرية خاصة قالت عنها روسيا إنها ضرورية كما كانت ضرورية في كازاخستان منذ ما يقارب الشهر، فالتخلف الأوروأطلسي عن كييف بعد حشوها بالمعدات العسكرية على مدى ما يقارب ثلاثة أشهر يبرز حجم التخلي الغربي عن زيليسنكي اليهودي الأصل والذي وصل في عام 2014 إلى سدة حكم الدولة السوفياتية السابقة في حركة انقلابية لم تسكت عنها موسكو منذ ثمانية أعوام بحسب تصريح المتحدثة بإسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، فلا الغرب قادر سوى على التلويح بعقوبات اقتصادية لم تشمل حتى الآن قطاع الطاقة، ولا كييف قادرة على الوقوف في وجه موسكو بكلّ المقاييس.

ذلك أنّ الروس قادرون على تدوير الطاولة الجيوسياسية بكلّ الوسائل، وفرض السياسة العسكرية التي تناسب تلبية المخاوف الروسية والضمانات الأمنية الروسية التي رفضها الغرب بيد واحدة.

فـ كييف التي تعدّ بحسب مراقبين هي الاختبار الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية ونهاية حقبة الحرب الباردة، وهي الورقة الأخيرة في يد الغرب لفرض تمدّدات الناتو عبر كلّ الوسائل، والتي حوّلت شخصيات الغرب من الرئيس الأميركي وصولاً الى قادة الناتو، إلى الأوروبيين حوّلتهم إلى مجرد ناطقين إعلاميين فقط، وهو ما يوضح الصورة الحقيقية لإيديولوجيا ذلك المعسكر المتصهين وعدم قدرته على دعم الحلفاء…

انّ روسيا اليوم هي غير ما كانت عليه في جورجيا عام 2008، وغير ما هي عليه في سورية منذ عام ٢٠١٥، وغير كلّ ما يقيس به الغرب الحضور الروسي منذ الاتحاد السوفياتي قبل العام 1991، فهنا ستسقط ورقة نظام زيلينسكي ومعها ارتكازات الغرب في يد موسكو التي أدخلت كييف في نفق العتمة العسكرية والسياسية وحتى النووية، وأفرغت الغرب بكلّ معسكره من قدرة المساس بالأمن القومي الروسي، بعدما تغلبت روسيا على كلّ ما حشده الناتو والغرب من سلاح واستخبارات ومنصات سياسية وحتى اقتصادية، حيث لا يملك المعسكر الغربي سوى التفرّج على منصته الأوكرانية تدخل في عتمة المجابهة العسكرية وتسقط بهدوء في العتمة الروسية…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى