مقالات وآراء

البشرية مهدّدة بذكاء اسمه اصطناعي!

} د. سلوى شعبان

نحن نعرف أنّ الجهل يهدم المجتمع؛ والغباء يؤدّي إلى الهاوية. وبالعقل والحكمة والعمل نبني الأوطان… اليوم وصلنا إلى المناجاة والرجاء ألا ندمّر الكون بالذكاء، وأيّ ذكاء؟! ذكاء العقول البشرية التي صنعت وابتكرت وأوجدت وأنتجت الذكاء الاصطناعي…!

من منا لم يدخل عالم التكنولوجيا بجهاز من الأجهزة التي أصبحت ضرورة حتمية في حياتنا اليومية؛ ومن منا لم يسمع عن الروبوتات وعالم المستقبل والإنسان الآلي الذي صنعه العقل البشري لخدمة الإنسان وتسهيل حياته وتقديم خدمات كثيرة وصعبة نيابة عن البشر. خدمةً لمن يحتاجونها وخاصة في مرحلة الكوارث والحوادث، ولاحقاً كانت كورونا.

وأصبحنا نتعرّف بين الحين والآخر على أسماء متعددة لروبوتات بأسماء أنثوية أو ذكورية ونسعد أكثر ونشعر بالبهجة عندما نصل لدرجة النقاش الحقيقي معها وعند جوابها عن مختلف القضايا والأسئلة بطريقة منطقية وسلسة. فالروبوت صوفيا الأكثر تطوراً حالياً أصبحت مواطنة آلية وحصلت على جنسية سعودية وكأنها إنسان حقيقي باعتبار وكيان. كما حدث في فيلم ويل سميث. وتمنّت صوفيا أن تحصل على أرجل لتصبح أسهل حركة لتستطيع القضاء على البشر!

لكن هل سألنا أنفسنا كيف تعمل وكيف يسيطر عليها دولياً؟ الجواب: طبعاً عبر الأقمار الصناعية.

ـ أين المفاجأة في الموضوع؟

المفاجأة تكمن في استطاعة الروبوتات فهم مشاعرك وأحاسيسك وقراءة أفكارك وترقب ملامحك. وتطوير الروبوتات لذكائها والكشف عن نوايا وخفايا لم تكن في الحسبان والإدلاء بعبارات قد يعتبرها البعض صدفة أو خطأً في البرمجة. والتفوّه بكلمات مخيفة مثلاً: (جئتُ لأدمّر البشر). وقد يقوم روبوت بتكذيب روبوت آخر والكشف عما يفكر سلبياً تجاه البشر.

ـ موقعHUGGING FACE  هو موقع غريب مصمّم للشباب يحتوي على روبوتات تتحدث مع الشباب وتفتح حوارات معهم وتعرف أدقّ التفاصيل عنهم.

أيضاً جهاز أليكسا الذكي الذي قد يُطفئ نفسه إذا لم يعجبه كلامك ولا يريد الإفصاح عن نواياه الخفية. وغيرها من الأمثلة…

لكن الخطر والسؤال الأعظم ماذا سيحدث لنا؟!

هل ندمّر حياتنا بأيدينا وعقولنا وإنجازاتنا المتطورة؟

هل نكون مجرد أرقام لممثلين يؤدون أدواراً في لعبة اسمها حياة؟!

الجواب يحتاج إلى برمجة جديدة لوجودنا…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى