الوطن

نصرالله رعى لقاءً عن فكر وسيرة الموسوي: أميركا مسؤولة عمّا يجري بين روسيا وأوكرانيا

التداعيات خطيرة ومخاوف من ذهاب الأمور إلى حرب عالمية ثالثة

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن ما يجري بين روسيا وأوكرانيا يتحمّل مسؤوليته بالدرجة الأولى الإدارة الأميركية، لافتاً إلى ازدواجية في المعايير. ورأى أن تداعيات ما يجري كبيرة وخطيرة على ‏العالم، مشيراً إلى وجود مخاوف من أن تذهب الأمور إلى ما هو أبعد من صراع روسي أوروبي وإلى حرب عالمية ثالثة.

كلام السيد نصرالله جاء خلال رعايته أمس، لقاءً تحت عنوان: «سيد شهدائنا: فكراً وسيرة»، نظّمه «مؤتمر إحياء الذكرى الـ30 لشهادة الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي»، في «مجمع الإمام الخميني الثقافي».

وأشار السيد نصرالله، إلى «أن أعمال المؤتمر يُمكن أن تُشكل بداية حقيقية تحتاج إليها المقاومة الإسلامية بعد مضي 40 عاماً على انطلاقتها». أضاف «لقد كان السيد عباس الموسوي من أشد الداعمين لتشكيل تجمع العلماء المسلمين من السنة والشيعة، كما آمن بأهمية الانخراط في مؤسسات الدولة في سبيل خدمة الناس. أما القضية الفلسطينية، فكان سيد شهداء المقاومة الإسلامية يؤمن بأنها قضية مركزية للأمّة، ولطالما خصّ الشعب الفلسطيني بالمحبة».

 وقال «ما يجري اليوم في معركة روسيا وأوكرانيا يشغل ‏العالم جميعاً، من الواضح أن تداعياتها حتى الآن هي تداعيات كبيرة وخطيرة على ‏العالم، خصوصاً على روسيا وأوروبا، لا نعرف كيف ستتطور الأمور، هناك مخاوف جادّة من قبل البعض أن تذهب الأمور إلى ما هو أبعد من صراع روسي أوروبي وإلى حرب عالمية ثالثة».

 أضاف «في كل الأحوال ما يجري ‏خطير جداً، ومفتوح على كل الاحتمالات، بمعزل عن الموقف الذي يُمكن أن ‏يتخذه أيّ منّا تجاه المعركة القائمة الآن. هناك من يؤيّد روسيا وهناك من ‏يعارض ما قامت به روسيا، هناك من يقف على الحياد».

وتابع «أنا لا أريد أن أدخل في ‏هذه المسألة الآن، لكن أريد أن أدعو إلى ما يلي وهو ما يفعله كثيرون الآن ‏ولكن من باب تأكيد هذه الدعوة، هو متابعة هذا الحدث العالمي والكبير ‏بما له من نتائج وتداعيات وأخذ العبرة والدروس ممّا يجري كل ساعة وكل يوم، ‏لأن ما يجري فيه الكثير من العبر والدروس التي يجب أن ‏يُبنى عليها في منطقتنا وفي بلدنا وفي صراعنا وفي أحداثنا وفي مستقبلنا ‏وحاضرنا، سأذكر بعض النماذج: أولاً مما يتحدث كثيرون عنه الآن، وهنا الوعي المنتشر، هو ازدواجية المعايير، روسيا دخلت الأن إلى ‏أوكرانيا وبدأت بمعركة عسكرية كبيرة «شنّت حرباً»، نرى العالم كله معترضاً. ‏طبعاً يوجد تهيّب أن تدخل القوى الأوروبية في قتال مع روسيا ويوجد تهيّب من أن يدخل الأميركيون في قتال مع روسيا لكن ما دون القتال كل ما يستطيعون ‏فعله يفعلونه، الحصار، العقوبات، في الإعلام، في الاقتصاد، البنوك، إغلاق ‏السماء، وإغلاق المضائق والمحيطات والموانىء وتقديم السلاح إلى أوكرانيا، ‏بفتح الأبواب أمام المتطوعين من كل أنحاء العالم للذهاب إلى هناك، بتأييد ‏أوكرانيا، بتمجيد (المقاومة الأوكرانية) حسناً، ونرى العالم كله كيف يتصرف، ‏هنا إزدواجية المعايير، عندما غزت أميركا أفغانستان كيف تصرف العالم مع أميركا؟».

وقال «تعرفون، عندما غزت أميركا العراق ودمّرته في الحقيقة وقتلت ‏مئات الآلاف وأيضاً في أفغانستان دمّرت أفغانستان، وقتلت بالحدّ الأدنى ‏عشرات الآلاف، كيف تصرّف العالم مع الولايات المتحدة الأميركية؟ وفي كل ‏حروب الولايات المتحدة الأميركية وهي أغلب الحروب التي حصلت في العالم، ‏كيف تصرّف العالم؟ والآن العالم كيف يتصرّف؟ مع العدو الإسرائيلي مع الكيان الموقت، في حروبه على الفلسطينيين سابقاً وحالياً وفي حروبه على غزة وفي ‏حصاره  لغزة،  في معركة سيف القدس الأخيرة، مع لبنان، في الحروب على ‏لبنان، في المجازر التي ارتكبها في لبنان، في حرب تموز 33 يوماً في سنة ‏‏2006، كيف تصرّف العالم؟ والآن كيف يتصرّف؟ في اليمن، حرب دخلت ‏عامها الثامن أو ستدخل عامها الثامن، سنوات من القصف والدمار والقتل وأطفال وحصار وجوع الخ.. كيف ‏يتصرّف العالم؟».

وأردف «واضح هذا الأمر، ولذلك هذا يجب أن يُبنى عليه فهم، أنه أنت ‏اليوم في عالم يحترم الأقوياء، أميركا لأنها قوية ومتجبّرة ومقتدرة وتُمسك ‏برقاب كثيرين هم يسكتون على ظلمها، مثلاً من أواخر ما ارتكبته أميركا من ‏ظلم أنه مثلاً الشعب الأفغاني، البنك المركزي الأفغاني لديه 7 مليارات دولار ‏ودائع في الولايات المتحدة الأميركية، جاء بايدن وأخذ قراراً ومضاه وقسم الـ7 ‏مليار دولار قسمين، 3 مليار و500 مليون «وهبهم» لضحايا تفجيرات ‏‏11 أيلول، ما ذنب الشعب الأفغاني؟ هل الشعب الأفغاني هو من فجّر في ‏نيويورك؟ حتى تأخذ أموال الشعب الأفغاني وتقدمها للضحايا؟! و الـ3 مليار ‏ونصف الباقية ينظر هو ماذا يفعل بها للشعب الأفغاني. في شحطة قلم سرق 3 مليار ‏و500 مليون دولار من أموال الشعب الأفغاني الذي يتضوّر الآن جوعاً وبرداً ‏وحاجة، هل تجرّأ أحد في العالم على فتح فمه؟ هذه سرقة موصوفة وواضحة، لم ‏يفتح أي أحد فمه، بينما لو فعلت دولة أخرى أقلّ من هذا بكثير لقامت الدنيا ولم ‏تقعد. من جملة العبر فيما يجري حالياً، هذه عبرة من يسلم سلاحه للآخرين ‏ويتكىء على ضمانات تُعطى من هنا وهناك، ثم إذا وقعت المعركة «ألحقوني» ‏وأرسلوا إليّ السلاح».

 وأضاف «ولكن من أهم العبر فيما يجري اليوم هو مسؤولية أميركا ‏عن هذه الأحداث، وهو ما أكد عليه سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي في خطابه، أميركا هي المسؤولة عن هذه الأحداث التي تجري هناك الآن، أميركا ‏حرّضت ودفعت الأمور في هذا الإتجاه، أميركا لم تساعد على حلّ ديبلوماسي ‏وسياسي لهذه الأزمة التي هي ليست أزمة روسية أوكرانية، هي أزمة روسية ‏أوروبية، هي أزمة روسية أميركية، هي أزمة روسية مع الناتو، أميركا لم تفعل ‏شيئاً لتمنع الوصول إلى هذه الأحداث بل فعلت كل شيء لتحصل هذه الأحداث ‏ولتذهب الأمور باتجاه الحرب، وفي نهاية المطاف من سيدفع الثمن هو أوكرانيا ‏والشعب الأوكراني وروسيا والشعب الروسي وإذا توسعنا قليلاً أوروبا، وأميركا ‏من بعيد تُحرّض وتُرسل السلاح وتمنع الحلول وتمنع التفاوض وتضع الشروط ‏وتُعقّد الموقف وهي تدفع الأمور بهذا الاتجاه، والكل سيخسر، وهي تحاول أن ‏تكون رابحاً في هذ المعركة في الوقت الذي تُعرّض فيه العالم كله للخطر، حسناً، ‏وأولئك الذين حرّضتهم ودفعت بهم إلى أتون الحرب والمعركة تخلّت عنهم، وفي ‏آخر المطاف على لسان بايدن «سيدعو له»، بايدن دعا إلى الدعاء، ونرسل لك ‏القليل من السلاح، ونفرض القليل من العقوبات، وخير إن شاء الله نرى ماذا ‏يحصل بعد ذلك».

واعتبر أن «هذا أيضاً درس وعبرة للجميع، لمن يثق بأميركا ولمن يُعوّل ‏عليها ويُراهن عليها»، مشدّداً على أنه «يجب أن نعرف جميعاً أن المأساة القائمة الآن، والأخطار ‏التي يواجهها العالم الآن، يتحمّل مسؤوليتها بالدرجة الأولى الإدارة الأميركية ‏‏»الشيطان الأكبر»، وهذا يجب أن يكون في وعينا وفي موقفنا». ‏

4 شهادات

وكان اللقاء استُهلّ بكلمة ترحيب من قبل ياسر نجل الشهيد الموسوي، ثمرقُدّمت أربع شهادات من إيران وفلسطين والعراق واليمن.

 وتناول رئيس «المجمع الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت» في إيران الشيخ محمد حسن أختري في كلمته العلاقة المتينة بين لبنان وإيران «التي عمل السيد الشهيد على تعزيز روابطها من خلال الالتزام الخالص بقيادة الإمام الخميني وتعالميه، وذلك عبر التفرغ التام لتأسيس حزب الله في لبنان وانطلاق مقاومته بعد اجتياح العام 1982».

 من جهته، أشار الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، إلى ما اختزنته شخصية الموسوي «من وحدة الجبهة والتحدّيات بين فلسطين ولبنان، واحتضانه الوفي لحركة المقاومة في فلسطين وآلام الشعب الفلسطيني».

 أمّا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الشيخ همام حمودي، فكانت له شهادة في العمق التاريخي لبنية شخصية الموسوي «والتي كان لوجوده في العراق دور أساسي فيها، من خلال معايشته لأهم المتغيّرات التي حصلت في ذلك التاريخ ومستوى تأثر السيد الموسوي بشخص المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر».

 وكانت لليمن «شهادة وفاء وتقدير» للموسوي، عبّر عنها عمّار محمد علي باسم «حركة أنصار الله»، الذي أشار إلى «أن مقاومة السيد الشهيد لم تنته باستشهاده واستمرت قوية أكثر مما تخيّل العدو، وأن دماءه كانت وما زالت أخطر على «إسرائيل» منه حيّاً».

 ثم بدات جلسات المؤتمر التي توزعت على 4 حلقات نقاشية تناولت فكر الموسوي في الولاية والثورة والرؤية الشاملة لمجتمع المقاومة والقدس وفلسطين والوحدة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى