أولى

نحو جبهة عالميّة ضدّ النازيّة الجديدة انطلاقاً من أوكرانيا

 محمد صادق الحسيني

ما ان اندلعت العمليات الروسية لتطهير أوكرانيا من النازية الجديدة بحكومتها الانقلابية في كييف وكتائبها (الفالانج) من وحدات آزوف التي تمّ تدريبها على يد ضباط المخابرات الأميركية منذ العام ٢٠١٤، حتى سارعت واشنطن بنقل سفارتها الى مدينة لڤيڤ في غرب البلاد ونحو ٧ آلاف من موظفيها من الـ «سي أي آي» والقوات الخاصة التي كانت تعمل في ٢٥ مختبراً للحرب الجرثومية تمّ زرعها على طول البلاد الأوكرانية وعرضها.

عملت ذلك لأنها تعرف بالضبط الى ماذا يهدف بوتين عندما قرّر إغلاق باب الديبلوماسية مع الغرب والدخول في عملية جراحية عنيفة أكثر من ضرورية على الأرض الأوكرانية…

تعرف انّ كلّ جماعاتها مطلوبة للتصفية وانّ وجه أوكرانيا كما وجه أوروبا سيتغيّر تماماً من أجل منع قيام حرب عالمية كانت ستندلع لو أنّ بوتين لم يفعلها وترك الغرب يقتحم الاتحاد الروسي على الطريقة السورية!

 ولمعرفة سبب وحيثيات الهروب الأميركي والغربي وربما زيلينسكي نفسه وطغمته الحاكمة في كييف الى غرب البلاد، لا بدّ من العودة الى التاريخ قليلاً لعرض صورة موجزة ولكن مكثفة لما تعنيه لڤيڤ التي تتجمّع فيها رأس الأفعى النيو نازية:

 انها جمهورية غرب أوكرانيا «النازية» المعروفة لدى كلّ من يعرف تاريخ أوكرانيا القديم والحديث، وكما يلي باختصار:

1 ـ تمّ الإعلان عن ‎تأسيسها، في مدينة لڤيڤ التي يكثر الحديث عنها حالياً، بتاريخ  ١/١١/١٩١٨ في منطقة غاليتسيا، التي كانت جزءاً من أراضي امبراطورية النمسا ـ المجر، وذلك بعد هزيمة هذه الامبراطورية في الحرب العالمية الأولى وانهيارها.

2 ـ كانت أغلبية السكان من القومية الروسية (أوكرانيين) وكانت تسكنها أقلية بولندية.

3 ـ قامت القوات البولندية، بتاريخ ٢٢/١١/١٩١٨، باحتلال مدينة لڤيڤ التي كانت تعتبر عاصمة تلك الجمهورية، مما اضطر القائمين عليها بالهرب الى مدينة ستانيسلاو، بتاريخ ٢٢/١١/١٩١٨.

4 ـ  عقد «برلمان» الجمهورية، المكوّن من عناصر منشيڤيكيه (شيوعيين منشقين عن الحزب الشيوعي السوفياتي) وإصلاحيين اجتماعيين ودعاة فيدرالية… وكلهم معادون للشيوعية، عقد هذا البرلمان جلسته الأولى بتاريخ ٣/١/١٩١٩ في ستانيسلاو.

5 ـ عقد هذا البرلمان جلسة أخرى بتاريخ ٢٢/١/١٩١٩ قرّر خلالها ضمّ هذه الجمهورية الى جمهورية أوكرانيا الشعبية (الشيوعية) التي كان قد أعلن عن قيامها بتاريخ ٢٠/١١/١٩١٧. وقد اشترط أعضاء ذلك البرلمان ان يتمتع غرب أوكرانيا بنوع من الاستقلال الذاتي ضمن أوكرانيا الموحدة.

6 ـ في شهر أيار / ١٩١٩ استولى الجيش البولندي على عاصمة جمهورية غرب أوكرانيا وفي شهر تموز /١٩١٧ استولى الجيش البولندي على بقية أراضي جمهورية غرب أوكرانيا وضمها الى بولندا.

7 ـ قرّر المجلس الأعلى لمؤتمر باريس للسلام، بتاريخ ٢١/١١/١٩١٩، إبقاء هذه المنطقة تحت السيادة البولندية. وبقيت كذلك حتى ٢٥/٤/١٩٢٠ عندما تقدم الجيش البولندي داخل الاراضي الأوكرانية، خوفاً من سيطرة الجيش الأحمر عليها، واحتلّ كييف في التاريخ أعلاه.

‎٨ ـ (بتاريخ ١٨/٣/١٩٢١ تمّ توقيع اتفاقية سلام، بين الاتحاد السوفياتي وبولندا، في ريغا عاصمة ليتوانيا تم من خلاله تأكيد سيادة بولندا على أراضي جمهورية أوكرانيا الغربية.

هذه الجمهورية يحاول الأميركي المهزوم والمنكسر أمام تقدّم بوتين إحياءها كآخر أمل له لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من نفوذه هناك بالتعاون مع حكومة بولندا التي نصبها هناك ستيف بانون مستشار الرئيس السابق دونالد ترامب على أسس نازية ايضاً.

من أجل هذا وغيره من حيثيات وتداعيات العملية الجراحية الروسية، لا بدّ من قيام جبهة عالميّة للحرب على النازية الجديدة المتجسّدة بالوحش الأميركي في واشنطن بشقيه الجمهوري والديمقراطي، وهزيمته في أوروبا، كما حصل في تحالف الحرب ضدّ الإرهاب في سورية والعراق للقضاء على القاعدة وداعش وأخواتهما هناك.

عالم ينهار، عالم ينهض.

بعدنا طيبين قولوا الله…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى