أخيرة

أميركا…

شركات البيبسي كولا والكوكا كولا والماكدونالدز وستاربكس ستتوقف، بتأثير فوري، عن التعامل مع روسيا، وستنهي أعمالها هناك، ربّ ضارة نافعة، هؤلاء، من شدة إيذائهم للصحة الإنسانية هم كمن يقول لك، سأتوقف عن تزويدك بالسمّ الذي يقتلك، أتمنى من الله ان يفعلوا نفس الشيء في بلادنا، فيكفونا وأولادنا وأجيالنا الصاعدة هذه المنتجات القاتلة، فلا نخسر سوى هذه السموم التي نحشو بها أجساد أطفالنا وحتى بالغينا، وهي واحدة من منتجات حداثة أميركا البائدة، جاذبية في الطعم وفي الشكل الخارجي، وسمّ زعاف على المدى الطويل، ومحتوىً بالغ الضرر، تدلّ على ذلك كلّ الدراسات الغذائية العلمية المخبرية والتي توصي الناس دائماً بتجنّب تناولها أو تناولها في أضيق الحدود حتى يصبح الضرر في أدنى الحدود أيضاً…

مشكلة المنتج الغربي هي جمالية الشكل الخارجي وسمّية المضمون، جاذبية في الطعم وكارثية في التبعات، تنجذب اليه للوهلة الأولى، ولكنك، وعلى المدى الطويل، تكتشف انّ السمّ في الدسم، وأنّ كلّ إناء بما فيه ينضح، فلسفة ربحية آنية متوحشة، لن تنتج لك شيئاً مفيداً، وأنّ بذرة العلقم، لن تنتج لك بلسماً، يدمجون لك في منتجاتهم كلّ أنواع المواد الحافظة والمواد الملونة لأسباب تسويقية، فتدفع وأولادك ثمناً باهظاً بعد ذلك.

ليت أميركا تحرمنا أيضاً من أفلامها التافهة والتي انبهرنا بها ردحاً طويلاً من الزمن انبهاراً عظيماً، ثم اكتشفنا بعد ذلك انّ هذا الكاوبوي وذلك الرامبو والسوبرمان، كلها شخصيات تحاول الخداع والتمويه والتورية والعبث في لاوَعينا لإظهار نقيض الشخصية الأميركية الحقيقية اللاأخلاقية والمغرقة في أنانيتها وتوحّشها ولا إنسانيتها، فابتلعنا الطعم لفترة طويلة، ولكننا حينما رأينا الحقيقة على أرض الواقع، اكتشفنا كم هي مخادعة فاجرة متوحشة هذه الأميركا.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى